الخميس 34 تشرين الاول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
صورة محمد وصلت إلى طبيب الأسنان الشهير رائد لطوف، فعمد بدوره إلى نشرها عبر حسابه الخاص على تطبيق “فيسبوك”، مطالباً بتزويده بمعلومات عن الشاب وذلك بعدما تكفّل بتقديم الطرف الصناعي له مع رحلة التأهيل.
لطوف الذي يتحفظ حالياً عن الحديث عن الموضوع قبل البدء به، يكتفي بالقول لـ”لبنان 24″، أنّ الصورة تشعر المرء كم هو صغير أمامها، فهذا الرجل على قدم واحدة، وعلى الرغم من مشاكله الحياتية، كان كل همّه تنظيف الساحة.
وفيما وصف لطوف محمد بالشخص “الي بيكّبر القلب”، شدد بالتالي على أننا نحن من يجب أن نتمثل به، فهو رجل يعمل ويكافح ولم يستسلم.
محمد.. قصة كفاح
في دردشة جانبية أجراها موقع “لبنان 24″، مع محمد الزعبي (42 عاماً)، عدنا إلى الماضي، وإلى حادث السير الذي تعرضه له وأصاب قدمه وهو ابن عامين، غير أنّ محمد لم يخسر قدمه بعد الحادث، بل اختبر رحلة علاج طويلة، لم يكن فيها الاهتمام الطبي كافياً، ما أدّى إلى انتشار الـ”غرغرينا” في القدم وبترها وهو في التاسعة من العمر.
هذه الخسارة لم تزد محمد إلاّ إصراراً وقوّة، فهو والد لـ4 بنات، يعمل ليلاً نهاراً لتأمين لهن كلّ مستلزمات الحياة، وبين عمله في قهوة اكسبرس عند ساحة النور وفي سبينس، يترك محمد وقتاً للساحة، وللثورة، وللوقوف إلى جانب المتظاهرين، مؤكداً لـ”لبنان 24″ أنّ قدمه المبتورة لا تشعره بأيّ اختلاف عن الأخرين، ومشدداً على أنّ تنظيف الساحة هو واجب عليه كمواطن وابن هذه المدينة.
محمد وعند سؤاله عن مبادرة الدكتور رائد لطوف، يشير إلى أنّه تمّ التواصل مع الطبيب، الذي أكّد له على تركيب جهاز حديث لقدمه، والمسألة حالياً بانتظار فتح الطرقات وذهابه إلى بيروت للبدء بهذه الرحلة.
ختاماً لا يمكننا القول، إلاّ أنّ محمد هو صورة من طرابلس، وأنّ قصته تشبه ملامح هذه المدينة، تشبه ألمها، وثورتها.. تشبه مثابرتها وعدم استسلامها لأيّ هزيمة أو انكسار.
