الجمعة 25 تشرين الأول 2019
كتبت ماجدة الحاج في موقع النشرة:
في توقيت حسّاس تمرّ فيه المنطقة، انطلقت احتجاجات شعبيّة مطلبيّة غير مسبوقة في لبنان، وأزاحت الأنظار عن حدث شديد الأهميّة في شرق الفرات السوري، تمثّل بسحب القوات الأميركية والتي لحقتها اخرى فرنسيّة وبريطانيّة.. في وقت سارعت دمشق الى توجيه قواتها شرقا، حيث دخلت مناطق الإنفصاليين الكرد، واستعادت مواقع وقواعد القوات الأميركية، وصولا الى الإنتشار على الحدود السورية-التركية لأوّل مرة منذ اندلاع الحرب السوريّة، ودون طلقة رصاص واحدة!.. التطوّرات غير المتوقعة في شمال شرق سورية، وانسحاب القوات الأميركية من شرق الفرات “الذي يشبه انسحابها المذلّ من فييتنام – بحسب توصيف احدى كبريات الصّحف الأميركية، أُزيحت الأنظارعن أهميّتها “بقدرة قادر” صوب لبنان، حيث شدّت التظاهرات الشعبيّة العارمة في مختلف مناطقه دفعة واحدة، انظار العالم، على وقع رزمة تساؤلات عمّن يقودها من الخلف، والهدف الحقيقي من ورائها..ليصبح السؤال الجامع الأبرز” هل حزبُ الله هو المستهدف فعلا خلف هذه الإحتجاجات”؟
رغم أحقّية مطالب المتظاهرين إزاء الوضع الإقتصادي والمعيشي المزري في لبنان الذي يُعتبر من ضمن أكثر البلدان مديونيّة في العالم، ربطا بعمليّات النهب المبرمجة من قبل مسؤولين كبار في الدولة تعاقبوا على الحكم منذ العام 1992 ، الا انّ شكوك كثيرين أحاطت انطلاقة انتفاضة 17 تشرين الأول الأول الشعبيّة، لجهة من يقودها من الخلف واحتمال تحريكها من جهات خارجيّة سيّما انّ لبنان يُعتبر مرتعا لأجهزة استخبارات معادية، وسط تصويب على دور سعودي-اسرائيلي خلفها بهدف الإطباق على حزب الله ومحاصرته شعبيّا، استكمالا لحلقة الضغوط الأميركية القاسية على الحزب، باعتبار انّ هذه الإحتجاجات تحصل في “عقر داره”، وهذه فرصة “ذهبيّة” لركب موجتها، عبر جهات لبنانيّة معروفة بولائها للسعودية ومناهضتها للمقاومة. وهذه الجهات بادرت فعليّا ومنذ اليوم الأوّل على انطلاقها، الى تأييدها ودعت الى الإلتحاق بها.
فهل ما يحصل على الأرض، هو غطاء ل “هدف ما” غير معلوم حتى الآن؟ وهل هو منفصل عن توقيت تظاهرات العراق؟ أين “اسرائيل” من هذا الحراك؟ وهل هو استكمال لسيناريو إعادة عملائها الى لبنان؟ تمهيدا لعمليّة “خلط أوراق” في المنطقة ضدّ ايران عبر احد اهمّ أذرعها المقاومة في لبنان؟ خصوصا انّ شعارات وهتافات مشبوهة خرقت الإحتجاجات في غير مكان من المناطق اللبنانية، صوّبت بشكل لافت ومركّز على تشويه صورة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرُالله، تبيّن لاحقا انّ مصدر العديد من الشعارات المسيئة بحقّه التي سُوّقت على متن هتافات كثر من المتظاهرين، كما على موقع تويتر بشكل خاص..مصدرها السعودية!
وباهتمام شديد، سارعت وسائل الإعلام “الإسرائيليّة” الى متابعة الإحتجاجات الشعبية اللبنانية..بالطبع، جلّ ما يهمّها في كلّ ما يحدث في لبنان، هو حزبُ الله. أملا في ان تهدف الى “تكبيله” والإطباق على عنقه داخل بلده وبيئته الحاضنة.. وفيما ذهب موقع “واللا” العبري الى التصويب على انّ هذه الإحتجاجات تطال الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله بشكل مباشر، واعتبار “انّ النّيران بدأت تحرق عباءته” –بحسب تعبير أمير بوخبوط، معلّق الشؤون الأمنيّة والعسكريّة في الموقع المذكور، رأى سيفر بلوتسكر في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، انّ أحد اسباب الإحتجاجات هذه، تكمن في نقل حزب الله المليارات من خزينة الدولة لاستثمارها في مشروع الصواريخ ضدّ “اسرائيل” !!
ورغم نفي عدد من المسؤولين اللبنانيّين ايّ دخول أميركي على خطّ الإحتجاجات اللبنانيّة، الا انّ للسّفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبيكين، رأيٌ آخر.. زاسبيكين الذي حذّر في التاسع من الجاري- اي قُبيل ايام من اندلاع الإحتجاجات، من خطّة اميركية لإحداث فوضى في لبنان هدفها ضرب حزب الله “ومن خلفه خصوم اميركا في المنطقة”، ربط في حديثه لصحيفة لبنانيّة بين أزمة العملة الأجنبيّة والشروط الإقتصادية والضغوط الأميركيّة لتُضاف الى الأزمة الإقتصاديّة الخانقة، بغية حصول غليان شعبي، وإيصال هذا البلد الى الفوضى المتوخّاة.
الا انّ الأخطر يكمن في تغريدة نُسبت الى ضابط أمني في جهاز المخابرات الإماراتي، تحدّث عن دور لبلاده ايضا خلف الإحتجاجات “بغية تحويلها الى دمويّة”! عبر المستشار الأمني لوليّ عهد أبو ظبي محمد دحلان.. هو نفسه الذي فُصل من حركة فتح وهرب من فلسطين.
ويزعم انّ امولا دخلت الى لبنان من طرفَي السعودية والإمارات، وسُلّمت لبعض الجهات اللبنانيّة المعروفة بعدائها لحزب الله، كما حذّر من “أمر عمليّات” أُعطي لهذه الجهات -المنخرطة بالإحتجاجات-، يقضي بإطلاق النّار “في ساعة صفر” تُحدّد صوب المتظاهرين، ” لأنّ المطلوب اشعال حرب أهليّة في هذا البلد”
رغم خطورة هذه المعلومات، الا انها قد تكون سُرّبت بهدف وأد الحراك الشعبي المستمرّ.. على ضفّة حزب الله، فإنّ جهازه الأمنيّ على تواصل مستمرّ مع الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة، للإلتفاف على ايّ سيناريو قد يكون تمّ حبكه من بعض الجهات الدّاخليّة “بأمر عمليّات خارجي” مستغلّة الإحتجاجات-..أكثر من ذلك، فقد أحبط الحزب “خطّة خبيثة خلال احدى التظاهرات في مهدها”.. هذا ما اكتفت بالكشف عنه معلومات صحافيّة لبنانيّة وُصفت ب”الموثوقة” .. كما أنّ هناك دعما ومؤازرة لافتَين من الحزب وقائده ووسائل اعلامه لمطالب المتظاهرين المحقّة رغم تحذيرالسيّد نصرالله من خطورة المطالبة بإسقاط الحكومة والعهد كي لا يقع البلد في المجهول.. وتلفت المصادر الى اقتراب حدث هام على متن الإحتجاجات الشعبيّة، قد تتربّع على إثرها شخصيّات لبنانيّة رفيعة المستوى- إحداها مصرفيّة، في قائمة فضائح مدويّة تستتبع دخول جهات اقليميّة بشكل مباشر على الخطّ، مُرجّحة ان يقطف حزبُ الله نصرا داخليّا غير متوقّع في المرحلة القريبة المقبلة.