الرئيسية / آخر الأخبار / الحريري اليوم في بعبدا: آخر المطاف

الحريري اليوم في بعبدا: آخر المطاف

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة ” النهار ” :

‎اذا كان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تجاوزوا انقساماتهم وآرائهم المختلفة حول مسألة ‏ال#عقوبات الأوروبية وأجمعوا أخيراً على آلية لفرض عقوبات على مسؤولين #لبنانيين ‏أمعنوا في تعطيل تشكيل الحكومة التي يدأب المجتمع الدولي، كما جميع اللبنانيين، على ‏المطالبة الملحّة بها، فهل سيشكل هذا التطور عاملاً دافعاً لحسم حكومي أقله لجهة معرفة ‏أي اتجاه ستسلكه الازمة فيما تبدو الضغوط الخارجية كأنها بلغت نهاية العد العكسي ؟
‎ ‎
الواقع ان السباق عاد إلى مربّع حار للغاية بين التحركات الديبلوماسية الفرنسية والأميركية ‏والأوروبية، كما المصرية على المستوى العربي من جهة، والترقب الداخلي لما ستسفر عنه ‏تحركات هذا الأسبوع وسط معلومات تتوقع ان تتبلور الاتجاهات الحاسمة سلباً او إيجاباً ‏للملف الحكومي قبل حلول عيد الأضحى. وعلى رغم صعوبة الجزم بأي اتجاه ستسلكه ‏الأزمة، فإن الأنظار تترقب حركة الرئيس المكلف سعد #الحريري في الساعات القليلة ‏المقبلة، وسط انطباعات بان هذه الحركة ستؤدي الى كسر الجمود سعياً منه الى إحداث ‏إختراق في جدار الازمة، علما انه على موعد مع زيارة سيقوم بها للقاهرة للقاء الرئيس ‏المصري عبد الفتاح السيسي الاربعاء‎.‎
‎ ‎
والجديد البارز في هذا السياق هو ما علمته “النهار” ليل امس من ان الرئيس الحريري ‏سيزور قصر بعبدا اليوم بعد اتصال صباحي للاتفاق على موعد مع رئيس الجمهورية. وفي ‏معلومات “النهار” ان الحريري سيطلع رئيس الجمهورية ميشال #عون على تشكيلة حكومية ‏جديدة من 24 وزيراً عملاً بالتزام الرئيس المكلف المبادرة التي تولاها رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري. ويبدو واضحاً ان خطوة الحريري ستشكل عملياً اختباراً حاسماً، وربما الاختبار ‏النهائي لبعبدا وفريقها في نهج التعطيل الذي اعتمد منذ تكليف الرئيس الحريري، وأدى الى ‏إجهاض اكثر من 15 اجتماعاً بين عون والحريري، وتعطيل كل محاولات #تأليف الحكومة ‏تباعاً. ففي المعلومات المتوافرة لـ”النهار” ان التشكيلة تضم أسماء مستقلين واختصاصيين ‏على غرار التشكيلة التي قدمها الحريري سابقاً ولكن ضمن تركيبة 24 وزيرا بدلا من 18. ‏وبعد زيارته اليوم لبعبدا واجتماعه مع عون، سيقوم الحريري غدا بزيارة القاهرة للقاء ‏الرئيس السيسي على ان يعود الى بيروت مساء اليوم نفسه. وفي حال رفض عون التركيبة ‏الجديدة، فمن المرجح ان يذهب الحريري الى خيار الاعتذار وإعلانه في مقابلة تلفزيونية ‏مساء الخميس، لتبدأ مع اعتذاره مرحلة البحث عن البديل والسيناريوات الجديدة. وقد لمح ‏نائب رئيس “تيار المستقبل” مصطفى علوش في تصريح امس الى ان الحريري سيعتذر ‏أواخر الأسبوع مفسحا لاستشارات نيابية لتشكيل الحكومة‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
العقوبات الأوروبية
اما على صعيد الحركة الدبلوماسية الغربية الناشطة حيال لبنان فيصل مستشار الرئيس ‏الفرنسي للشأن اللبناني باتريك دوريل الى بيروت في الساعات المقبلة، مجدّداً الدعوةَ الى ‏التشكيل سريعاً، فيما نقل عن مصادر فرنسية الى ضرورة ملحة لبذل الضغوط على ‏السياسيين في لبنان لتشكيل حكومة تخوفاً من انفجار أمني كبير لا عودة فيه إلى الوراء‎.‎
‎ ‎
وتزامن ذلك مع إعادة بحث الاتحاد الأوروبي امس الأزمة اللبنانية. واعلن وزير الخارجية ‏الفرنسي جان ايف لودريان بعد اجتماع مجلس العلاقات الخارجية لدول الاتحاد الموافقة ‏رسمياً على إقرار عقوبات ضد مسؤولين لبنانيّين وقال “صحيح ان لبنان بلد يدمّر نفسه منذ ‏اشهرعدة، لكن هناك الان أوضاعاً طارئة رئيسية من اجل شعب في حال يائسة، ونحن نحض ‏السلطات اللبنانية منذ اشهر عدة على ضرورة تأليف حكومة واجراء الإصلاحات الضرورية ‏من اجل اخراج هذا البلد من المأساة التي يذهب اليها. وحصل اجماع سياسي على وضع ‏اطار قانوني لفرض عقوبات قبل نهاية الشهر الجاري أي قبل الذكرى الحزينة للانفجار في ‏مرفأ بيروت في 4 آب 2020. وهذا الاطار القانوني هو أداة ضغط على السلطات اللبنانية ‏من اجل ان تتقدم في سبيل تاليف الحكومة واجراء الإصلاحات الضرورية التي ينتظرها هذا ‏البلد‎”.‎
‎ ‎
وجاء هذا التطور بعدما كان ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزف بوريل أشار ‏قبل ساعات في بروكسيل الى ان الاتحاد الأوروبي سيبحث الأزمة اللبنانية. وقال “لا أتوقع ‏اتفاقاً بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات على مسؤولين لبنانيين”. كما لفت الى ان ‏‏”الوضع في لبنان لم يشهد أي تحسن منذ زيارتي الأخيرة‎”.‎
‎ ‎
في غضون ذلك توقعت اوساط ديبلوماسية غربية ان تصدر الادارة الاميركية قرارات ‏بفرض عقوبات على عدد من الشخصيات اللبنانية بتهمة ال#فساد والتعامل مع “حزب الله” ‏كونه منظمة ارهابية وفق التوصيف الاميركي. وكشفت ان شخصيات لبنانية تعرضت ‏للعقوبات تتجه الى تكليف مكاتب محاماة لتقديم طلب رفع العقوبات عنها مرفقا ‏بمستندات‎.‎
‎ ‎
وليس بعيداً من الاهتمام الدولي بلبنان، واستكمالاً للقاءات التي عقدها الثلاثي الأميركي ‏والفرنسي والسعودي على مستوى وزراء الخارجية والسفراء، في روما، في الرياض، عقد ‏امس في مبنى السفارة #السعودية في اليرزة اجتماع ضم السفير السعودي وليد ‏ال#بخاري والسفيرتين الأميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو، بغية البحث في الإجراءات ‏الواجب اتخاذها لترجمة ما تم التفاهم عليه في لقاءات السفيرتين في الرياض قبل ايام‎.‎
‎ ‎
‎ ‎
لقاء #معراب
وفي سياق متصل بالمشهد السياسي والاقتصادي اتخذ اللقاء الذي عقد في معراب بين ‏رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير #جعجع والسفير السعودي في حضور أعضاء الكتلة ‏النيابية للقوات وجمع اقتصادي ونقابي للبحث في ملف معالجة وقف التصدير الى ‏المملكة العربية السعودية دلالات لافتة للغاية خصوصا انه جاء بعد أيام قليلة من لقاء ‏بكركي، وبدا بمثابة خطوة متقدمة لمعالجة أزمة إعادة فتح أبواب السعودية امام المنتجات ‏اللبنانية. واعلن جعجع “أننا لواثقون أنّ القيادة في المملكة العربية السعودية لن تألو جهداً ‏لتساعد لبنان واللبنانيين، على الرّغم ممّا تعرّضت له في لبنان من تعدّيات مستهجنة ومن ‏تطاول واتهامات مغرضة ومحاولات لأذيّتها من قبل مجموعات لبنانيّة ضالّة. وإنّنا إذ نراهن ‏على تغلّب روح الأخوّة عبر وقوف المملكة إلى جانب لبنان والشعب اللبنانيّ، نؤكّد تمسّكنا ‏بأطيب العلاقات مع المملكة العربيّة السعودية قيادة وشعبا‎”.‎
‎ ‎
من جهته اكد بخاري “أننا نتقاسم مسؤولية مشتركة في مواجهة جريمة دولية عابرة للحدود ‏ومنظّمة، ومخالفة لكل قواعد القانون الدولي. لذلك، نأمل في هذه المنصة التي أتاحها ‏اليوم “الحكيم” في هذا الطرح الجاد، لمناقشة تداعيات القرار المختص بتصدير المنتجات ‏الزراعية، أن نبحث بشكل جاد في آلية الحلول. ونحن نسعى الى وجود معادلة من ثلاثة ‏محاور أساسية: المحور الأول هو الإرادة السياسية الجادة في إيجاد الحل، والقضاء النزيه، ‏الذي يقوم على استكمال الإجراءات الأمنية. مجددا أتقدم بالشكر الجزيل على هذه الدعوة ‏الكريمة لمناقشة كل الآليات التي يمكن أن نتقدم بها”. وانتهى اللقاء الى مجموعة توصيات‎ ‎‎.‎