مجلة وفاء wafaamagazine
الإدارة القطرية «تصوّب» على دوري الأبطالموسم جديد تسعى خلاله الإدارة القطرية لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي للفوز بدوري أبطال أوروبا. البطولة التي استعصت طويلاً على النادي الفرنسي تُحشد من أجلها جميع الطاقات. تعاقدات جديدة، وسياسة غير مسبوقة خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا أنها ربما تكون غير كافية للظفر باللقب الأغلى، خاصة مع نهوض أندية أوروبية كثيرة من سُبات كورونا
أخطأ رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي عندما أقال المدرب الألماني توماس توخيل الموسم الماضي، وعيّن مكانه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو. الأخير لم يكن على مستوى التوقّعات، فيما رحل الأول إلى نادي تشيلسي وأحرز معه بطولة دوري الأبطال الموسم الفائت. إدارة النادي الباريسي تبحث عن النتائج السريعة، وهذا ما اكتشفه باكراً مدرب باريس سان جيرمان الأسبق، وريال مدريد الحالي كارلو أنشيلوتي. المدرب الإيطالي ترأّس العارضة الفنية لباريس بين عامَي 2011 و2013، أي مع قدوم الإدارة القطرية الجديدة، إلا أنه رحل باكراً وعلى غير رضى، معتبراً أن الإدارة تبحث عن النتائج السريعة، ولم توافق على خطته التي وضعها للفريق من أجل البدء بحصد البطولات على المستوى القاري. عملياً فكرة أنشيلوتي صحيحة للغاية، فعملية البناء تحتاج إلى وقت، وعليك بداية أن تقوم ببناء فريق منسجم ويملك المقوّمات والعناصر المناسبة، وبعدها تبدأ عملية «حصاد البطولات».
في عام 2011 اشترت مؤسسة قطر للاستثمار نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، ومنذ ذلك الوقت تسلّم ناصر الخليفي الرئاسة. حقّق النادي جميع البطولات الممكنة محلياً، إلا أنه فشل أوروبياً بشكل كبير رغم صرفه أموالاً طائلة. على مدى السنوات تعاقدت الإدارة الباريسية مع لاعبي صف أول كثر، بينهم السويدي زلاتان إيبراهيموفيتش، والأوروغواياني إيدينسون كافاني، إضافة إلى نيمار وكيليان مبابيه وأنخيل دي ماريا وفيراتي وغيرهم الكثير… مليارات صُرفت على اللاعبين، منها 222 مليون يورو على نيمار وحده، ولكنّ النتائج لم تكن على قدر التوقّعات على المستوى القاري.
في الموسم الماضي خسر النادي الباريسي الدوري المحلي لمصلحة نادي ليل الشمالي، فيما توقف مشواره الأوروبي في محطة نصف النهائي عندما خسر من مانشستر سيتي الإنكليزي، بعد أن خاض نهائي الموسم الذي سبقه تحت قيادة توماس توخيل، وخسره أمام بايرن ميونيخ الألماني. خيار إقالة توخيل لم يكن موفقاً أبداً للإدارة.
باريس سان جيرمان بدأ باكراً هذا الموسم عملية تدعيم صفوفه، إلا أن بعض التعاقدات لاقت انتقادات حتى من مشجّعي الفريق. وقّع النادي مع مدافع ريال مدريد السابق سيرخيو راموس. اللاعب يمتلك خبرة كبيرة لا شك، إلا أنه بات متقدّماً في السن، ومن غير الواضح إذا ما كان قادراً على قيادة الفريق إلى البطولات الكبرى. صفقة أخرى لاقت ردود فعل متباينة، وهي ضمّ لاعب وسط ليفربول السابق فينالدوم. اللاعب يمتلك مقوّمات عادية، وهو بالتأكيد لا يُعتبر من الأفضل على مستوى القارة. فينالدوم مع المستوى المتراجع لماركو فيراتي لن يعطيا الفريق الزخم المطلوب للفريق خاصة بمواجهة الأندية الكبرى.
ومن الصفقات غير المتوقّعة كانت صفقة التعاقد مع الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما. الأخير خرج من ميلان بعد خلاف، وتعاقد مع الفريق الباريسي لعدم وجود خيارات أخرى. وكان مفاجئاً رحيله إلى باريس في ظل وجود كايلور نافاس، الذي يقدم مستوى جيداً أخيراً. دوناروما يُعتبر خياراً جيداً إذا ما بقي مع الفريق لفترة طويلة، كونه لا يزال في سنّ صغيرة، ولكن ليست هناك ضمانات لهذا الأمر.
الصفقة الجيدة للنادي الفرنسي كانت بالتعاقد مع أشرف حكيمي الذي من المتوقّع أن يشكل إضافة في الخطوط الخلفية.
من الواضح أن خيارات الإدارة الباريسيّة في السوق الحالية غير عقلانية بما فيه الكفاية، وهي بحاجة إلى دراسة أعمق لمعرفة حاجات الفريق وسدّ الثغرات، خاصة أنها تتكلّف برواتب ليست بالقليلة. بداية الموسم قد تُعطي صورة أوضح عن شكل الفريق وإمكانية ذهابه بعيداً في دوري أبطال أوروبا.