الأربعاء 13 اذار 2019
وفاء بيضون – كثيراً ما نتداول في يومياتنا مفردة ” المزاجية ” وكثيراً ما تمر هذه المفردة بطريقة عفوية دون التوقف عند فحص هويتها، ومحاولة معرفة دوافعها أو مردها و أسبابها ..
مثال على ذلك أحيانًا نقول أثناء دردشاتنا أو حواراتنا هذا الشخص مزاجي ، ونتابع ما نحن عليه دون التوقف عند تفسير ما تنطوي عليه تلك الشخصية ..
الشخصية المزاجية هي في طبعها العام شخصية قلقة ومترددة ، ويصعب عليها أخذ موقف أو خيار في الزمان والمكان المناسب ، أو في اللحظة المناسبة التي تتطلب فعلًا موقفًا واضحًا أو رأيًا أو خيارًا يتناسب مع اللحظة..
ولو بحثنا عن الأسباب الأكثر عمقاً لوجدنا أن تلك الشخصية تعاني من حالة أو أزمة نفسية تستدعي العلاج..
ولكن المشكلة في بلادنا أن المصاب بتلك الحالة يرى الناس مرضى وهو السليم المعافى ، ويرفض في كثير من الأحيان الذهاب إلى الطبيب المعالج ، وسبب ذلك المكابرة والعناد لأن الثقافة المتداولة ترى في الذهاب إلى عيادة طبيب نفسي، اعترافًا بالاضطراب النفسي، ومساسًا بسوية الشخصية التي بدورها تصيب كرامته ..
بينما نرى في الغرب هذه الحالات عادية وطبيعية بحيث يذهب الشخص إلى الطبيب دون خوف أو تردد من أي اعتبار
متى لنا أن ننفض غبار الموروث الأعرج المعاق والمعيق ليس فقط في حالات الاضطراب النفسي بل في الكثير من الموروثات المترهلة والبائدة ..