مجلة وفاء wafaamagazine
إعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي، أن “لا شيء في الكون يشبه الحكومات في لبنان، التي حملت مسميات عدة من حكومة وحدة وطنية الى حكومة وفاق وطني، وفي المحصلة لم تؤمّن لا الوفاق ولا الوحدة ولا مصالح الوطن والمواطنين”.
ورأى أن “هناك تخبطاً تشريعياً لأن اقتراحات القوانين تطرح “على القطعة” من دون رؤية متماسكة ولا دراسة اثر ولا تقييم للجدوى والانعكاسات”، مضيفاً: “لكن الأدهى يبقى في أن البرلمان لا يقوم بواجبه الرقابي وثقافة محاسبة السلطة التنفيذية مفقودة، مذكّراً أن منذ دخوله المجلس في ايار عام 2018 لم يدع رئيس المجلس نبيه بري بري لجلسة مساءلة واحدة”.
وفي حوار مفتوح عبر تطبيق Clubhouse بدعوة من جهاز التنشئة السياسية في “القوات اللبنانية”، رأى بو عاصي “أننا في بلد تحت إحتلال النظام الايراني”، وأردف: “الاسلام السياسي الذي نشأ مع فكر الاخوان المسلمين في مصر في عشرينات القرن الماضي، رفع شعار “الإسلام هو الحل”، ودعا إلى إلغاء الحدود بين الدول المسلمة وتطبيق الشريعة وأخذ السلطة ولو بالقوة. حين نضيف الى ذلك مبدأ ولاية الفقيه يكون إكتمل المشهد المتمثل بـ “حزب الله” والمرتبط عضوياً بالجمهورية الاسلامية في ايران. اشدد على ألا مشكلة مع الدين الاسلامي بتاتاً بل مع الاسلام السياسي الذي لا يشبه لبنان بأي شيء”.
ورأى بو عاصى أننا أمام ثلاثة خيارات: “أولاً تجريد “حزب الله” من سلاحه غير الشرعي، ولا أرى بشكل واقعي من يستطيع اليوم تنفيذ هذه المهمة.
ثانياً، الاستسلام للسلاح وللأسف كثر اعتمدوا هذا الخيار وفق معادلة “السلاح والخيار الاستراتيجي بيد حزب الله مقابل زعامة وفساد”. اعتمد النظام السوري هذه المعادلة ونجح فيها للأسف بسبب كثرة المتواطئين وسار حزب الله على خطاه.
ثالثاً، تعزيز مواقعنا في ظل هذا الوضع لإنقاذ ما أمكن من الهوية والوطن والكيان”.
وأشار، إلى أن “القوات اللبنانية تعتمد الخيار الثالث من دون أي مهادنة أو غض نظر لا عن حزب الله ولا عن فساد المتواطئين معه على حساب لبنان”.
عن المفاضلة بين العماد ميشال عون ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية للوصول الى بعبدا عام 2016، ذكّر بو عاصي إن “سمير جعجع كان ما زال مرشحاً لرئاسة الجمهورية حين اختار الرئيس سعد الحريري دعم سليمان فرنجية للرئاسة”. وأضاف: “حزب الله يفضّل ألف مرة سليمان فرنجية على ميشال عون، ولكن فرنجية لديه 3 نواب بينما كان لدى عون أكثر من 20 والحزب يريد الغطاء المسيحي الأقوى. لذا لم يكن حزب الله مع وصول فرنجية بل عون والدليل ان ترشيح فرنجية لم يكن قابلاً للحياة ان الاخير لم يشارك في جلسة لإنتخابه. من هنا أهمية الحصول على اكبر كتلة مسيحية في مجلس النواب من أجل وضع حدّ للغطاء المسيحي لحزب الله. من شأن ذلك أن يخلق توازنات سياسية جديدة ومؤثرة”.
رداً على سؤال عن اتهام “التيار الوطني الحر” “القوات” بمهادنة بري، أجاب: “يحاول باسيل حرف الأنظار عن فشله في كافة الملفات فيجعل معيار النزاهة الاشتباك مع الرئيس بري. بينما نحن نقول يجب الاضاءة على الفساد اينما وجد. نحن الوحيدون الذين لم يصوتوا لبري منذ دخولنا مجلس النواب عام 2005، فكيف يدعي بعضهم زوراً تناغمنا الدائم معه ؟ الاخير استمات لوصول فرنجية الى الرئاسة ونحن عملنا لعدم وصوله. نحن رأس حربة في موضوع رفع الحصانات فيما كتلة الرئيس بري ضده. هل المطلوب أن ننعت بري بـ “البلطجي” ثم نعتذر ونقيم مصالحة بعد أيام كي نحصل على شهادة حسن سلوك من باسيل؟”.
عن تحميله كوزير شؤون اجتماعية مسؤولية عدم عودة النازحين الى سوريا، سأل: ” ولاً انا استلمت الوزارة عام 2017 أي بعد 4 سنوات على اكبر موجات النزوح، فأين كان المزايدون؟ كان لديهم 10 وزراء ولم يفعلوا شيئاً. من المعيب ان يصل الافلاس لدرجة الكذب على الناس وايهامهم ان وزير الشؤون الاجتماعية هو المسؤول عن عودة النازحين السوريين الى بلادهم فيما دوره تنسيق المساعدات الانسانية مع المنظمات الدولية لا غير. قرار العودة يشكّل قصة حياة أو موت للبنان ويوضع بيد الدولة مجتمعة. وجود النازحين السوريين بهذه الأعداد يشكل تهديداً فعليا للبنان في تركيبته وديموغرافيته وبناه التحتية واقتصاده وبالتالي من الضروري ان يعودوا الى بلادهم في اسرع وقت ممكن. الامر يتطلب قراراً لبنانياً على مستوى مجلس الوزراء وقراراً دوليا ًوالتنسيق مع الامم المتحدة”.