مجلة وفاء wafaamagazine
تحدّ الأجواء الحارّة من ممارسة الأنشطة الخارجية، ما يدفع أولياء الأمور إلى تشجيع أطفالهم على الاستفادة من هذا الوقت في تَعلّم أمور نافعة على الإنترنت بمساعدة العديد من المواقع والتطبيقات التعليمية. ويتّفق الخبراء على أنّ استخدام الإنترنت باعتدال وتحت الإشراف المناسب يمكن أن يُضفي على العملية التربوية قيمة مهمة.
يمثّل اهتمام الآباء الخطوة الأولى التي يمكنهم اتخاذها من أجل ضمان تحقيق أطفالهم أقصى استفادة مُمكنة من الإنترنت، إذ بوسعهم التحَكّم في المحتوى الذي يصل إليه أطفالهم من خلال تثبيت تطبيقات الرقابة الأبوية كي تُتاح لهم مراقبة التطبيقات والألعاب التي ينزلها أطفالهم ومعرفة ما إذا كانت ستفيدهم أم تتسبّب لهم بالأذى. وتعدّ الألعاب والتطبيقات طريقة ممتعة للتعلّم، ولكن يمكن لأولياء الأمور أن يخطوا بها خطوة إضافية من خلال تحفيز أطفالهم على البحث وقراءة المزيد حول الموضوعات التي يتعلمونها في المدرسة.
قدوة للأطفال
من المهم أيضاً أن يكون الآباء قدوة تُحتذى لدى أطفالهم الذين ينظرون إليهم ويميلون إلى تكرار سلوكهم. لذا، عندما يرى الأطفال أنّ آباءهم يستخدمون الإنترنت لإثراء معارفهم وصَقل مهاراتهم، من المرجّح أن يَحذوا حذوهم. ويمكن للآباء أيضاً أن يوضحوا لأطفالهم أهمية اتّباع العادات الجيدة، فمراقبة الأطفال لآبائهم وهم يوازِنون بين أوقاتهم على الإنترنت ومع أفراد العائلة، تحدّد لهم سلوكاً مثالياً يجدر اتّباعه.
فريسة سهلة
قد يكون الإنترنت، مع كل منافعه، مكاناً خطراً لا سيما على الأطفال غير الخاضعين للإشراف الأبوي، مِمّن قد يقعون فريسة سهلة لمختلف التهديدات الكامنة في عالم الإنترنت. ويعدّ التنمّر الإلكتروني أحد أكثر الأخطار التي تتهدد الأطفال التي يتم التبليغ عنها، والذي يمكن أن يحدث حتى داخل مجموعات الأقران. وتمتد التهديدات الإلكترونية لتشمل البرمجيات الخبيثة والفيروسات التي يمكن للأطفال تنزيلها أو تثبيتها عن غير قصد، فضلاً عن التعرّض لمحتوى فاضح أو مزعج. لذلك، من المهم أن يفرض أولياء الأمور قيوداً على مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت لحمايتهم، ولكن عليهم في الوقت نفسه مراقبة استخدامهم للإنترنت. وينبغي للآباء أيضاً تثقيف أطفالهم حول المخاطر الكامنة في الإنترنت، بحسب أعمارهم، من خلال تحذيرهم من الخطورة التي قد تنطوي عليها المواقع أو التطبيقات التي يرغبون في الوصول إليها، والتي قد تشتمل على محتوى خطر. ويمكن للآباء المبادرة إلى منع وصول أطفالهم إلى بعض التطبيقات ومواقع الويب إذا كانوا أصغر من أن يقيّموا المخاطر بأنفسهم، بل إنّ على الآباء أيضاً توَخّي الانتباه إلى العديد من الدلالات التي قد تكون «علامات تحذير» تشير إلى أنّ أطفالهم ربما يواجهون مشكلة ما على الشبكة.