مجلة وفاء wafaamagazine
إعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لحركة “أمل” مصطفى الفوعاني خلال ندوة فكرية عبر تطبيق zoom بعنوان “مفاهيم الثورة الحسينية في فكر الامام موسى الصدر”، وقال: “إن حركية عاشوراء ليس حدثا زمنيا مأسويا وانتهى وانما تشكل عاشوراء(الزمن) وكربلاء (المكان) البعد الحقيقي لبناء الأمة وتثبيت مفاهيم العدالة وان هدفها السياسي يتجلى بمحاربة الظلم والطغيان عبر العصور مهما كانت طبيعة هذا الظلم”.
أضاف: “رأى الإمام الصدر أن الأبعاد العاشورائية تعلم الاجيال طرق النجاة والخلاص، واعتبر الإمام أن احتفالات عاشوراء ثورة غير مستثمرة وتحتاج الى رعاية وتهذيب، ومن هنا تجاوز الإمام بفهم عميق ضرورة التعمق في أبعاد الثورة الحسينية حتى لا تتحول إلى طقس جامد، والمطلوب عدم الاكتفاء بهذه الاحتفالات كي لا تتحول إلى مراسم شكلية متحجرة يختفي وراءها المذنبون ويطهر الطغاة ذمتهم امام الشعب بحجة حضورهم المأتم ولئلا يصبح البكاء والمشاركة في المأتم بديلا عن العمل وتنفيسا للغضب الثائر والاحتجاج البناء. ويعتبر الإمام الصدر ان كربلاء حلقة في تاريخ الصراع بين الحق والباطل وعلينا إخراجها من الجهود وربطها بالمستقبل وعلينا أن نقف لنعزز ساحة القيم الإنسانية التي لا تنفصل عن الإيمان”.
وتابع: “هذه المفاهيم تعززت اكثر من خلال ما يعرف بالاسلام القرآني الحي والمتحرك والذي يجعل الإيمان بالإنسان بعدا حقيقيا للايمان بالله، ولذلك نفهم ان حركة أمل بمسيرتها التاريخية وفي حاضرها ومستقبلها تتبنى الاهداف الحقيقية لعاشوراء، وفي ميثاقها تتجلى ساحة القيم الإنسانية من رفض الظلم الاقتصادي وأسبابه الى رفض نظام الطائفية والمذهبية وكل ما يجمد المواهب ويهدد مستقبل الاجيال وتحارب الحركة دون هوادة من اجل الانسان وكرامته واصالته، وقد رأى الرئيس نبيه بري امتدادا لفهم الإمام الصدر المتميز عمقا واحدا منهلا لا ينضب”.
وختم: “نقارب ما يحصل على ساحتنا اليوم بعيون عاشوراء فنحن ننحاز الى الناس والفقراء والمحرومين ونحن واجهنا الاحتلال الصهيوني وواجهنا الظلم الاقتصادي وأسبابه، وندعو الدولة للقيام بواجباتها ووقف أسباب الانهيار وعدم المس بالحقوق وضرورة الاسراع بتشكيل حكومة، وهذا جزء من مشوار طويل لمنع الانزلاق الكبير الى الهاوية، ونحن في حركة امل نتعرض ومنذ زمن بعيد الى حملة اعلامية ممنهجة للنيل من مواقف الحركة تماما، وكل هذا التشكيك والطعن لا يثنينا ولا يلوي لنا ذراعا ولا يظنن حاقد او جاهل أحمق ان التطاول على حركة قدمت الآلاف من الشهداء لتحرير الأرض وحفظ الكرامات يثنينا او يخفف من دورنا، سنبقى الامناء على النهج ولن نبدل تبديلا ونحفظ لبنان وإنسانه ولن نهادن ظالما وسننتصر”.