الرئيسية / آخر الأخبار / “مدرسة عاشوراء: نهج تغيير الواقع ” نموذج يحتذى به.

“مدرسة عاشوراء: نهج تغيير الواقع ” نموذج يحتذى به.

مجلة وفاء wafaamagazine

 

بقلم طامحة في وطن يحتضر كتب عليه الحصار و المقاومة أكتب واقع عزّ و شرف كان و يتجدد مع وجود من لا يمل الجهاد.

“ميرنا طه “

 

لم يكن هناك إجماع يومًا على المقاومة في لبنان، بل خلاف عقيم لم يتبدّل منذُ أولى انتصاراتها لليوم ، حيث كثرت المحاولات و المخططات مرارا و تكرارا لكسر جدار الحصانة و الانتماء الداخلي الذي بني على تعاليم الجهاد و المواجهة و الانتصار و دعم خط المقاومة الإسلامية في وجه أي شكل من أشكال العدوان الخارجي أو الداخلي.

فمن وحي محرم و شهادة الحسين التي تعتبر نقطة تحوّل مضيئة وجديرة مفتوحة على لغة الزمن في استثارتها لكل مسؤولية تبني وتعطي قوة وتجذّراً للبنيان الاجتماعي الحي المتصالح مع قيمه وثقافته وهويته البناءة التي تصنع وجداناً متفاعلاً مع كل لحظة إحساس بالذات تواجه الخنوع والعبودية الطوعية والإنزواء عن صراع الحق والباطل والتفرج من على التل على ما يجري، نجد المقاومة تسعى مذ نشئتها لمحاربة أي احتلال و عدوان على الإنسان اولا و لبنان و الشعب ثانيا واقفة دوما في صف الوطن العدالة و الإنصاف دون أن تجزع من أن تقدم ابناءها فداءا لنُصرة الحق ، بل هي أمة نشأت في مدرسة عاشورا الحسين الذي لم يتوانَ عن تقديم ابنه”علي الأكبر” لنصرة المظلوم و رفع راية الكرامة و العزة.
فبعد السيد هادي حسن نصرالله و جهاد عماد مغنية و العديد من الشهداء في صفوف المقاومة اللبنانية ما زلنا نرى ابناء المحاهدين في خطوط المواجهة الاولى مع العدو في كل الميادين.

و كحالة فريدة تلفت النظر على مواقع التواصل الإجتماعي صور التهديدات و المنشورات الإسرائيلية التي توزع على أرض الجولان المحتل محذرة من القيادي في حزب الله الجهادي الحاج هاشم القائد العسكري لحزب الله في سوريا وابنه المقاوم جواد هاشم معلنة في منشوراتها الأخيرة بأن جواد مجرم كأبيه ساعية لتضليل الواقع و محاولة كسر إنجازات هذين الرجلان المقاومان عبر تحذيرات متكررة للجيش السوري خوفاً من انتصار جديد على يد الجهادي الذي يقدم ابنه على مذبح عشق الحسين.

و ما هذه الحالة الفريدة الا إيمانا و تأكيد على أن حزب الله أمة لا توفر أولادها للمستقبل، بل تفخر بهم عندما يذهبون إلى الخطوط الأمامية، وترفع رأسها عاليا عندما يسقطون شهداء”.
فجواد هاشم الشاب الذي ارعب الإسرائيلي دافعا به إلى نشر تحذيرات و منشورات باسمه و صوره محذرة منه في وقت كانت قد حذرت من والده” القائد منذ الطلقات الأولى و قائد عملية الأسر في كونين ١٩٨٦” تحذيرات قديمة و جديدة مخافة من أن ينتصر الحق و تخسر ما احتلته ما هو إلا خير مثال على بيئة سليمة رافضة لكافة أشكال الذل و العدوان حيث يعتبر الحاج جواد هاشم من أبرز رجالات حزب الله اللبناني في سوريا، ويعتقد على نطاق واسع أنه يتولى حالياً قيادة ملف الجولان في حزب الله .
فكيف لشاب ان يكون خير نموذج عن أبيه إلى هذا الحد؟ و كيف للآباء ان يكونوا خير مثال عن الحسين الذي قدم ابنه نصرة للمظلوم و للحق؟ كيف يمكن لشعب أن يشكك بدآبة عمل و جهد المقاومة في مواجهة ما يحاك من عدوان اسرائيلي أميركي على المنطقة؟ و كيف لأمة أن تسأل عن صدق مقاومة مذ طلوع فجرها لليوم لم تنس يوما قدسية مدرسة عاشوراء بل نمت على تعاليم عشق الحسين، شجاعة علي الأكبر ووفاء العباس.!

ولأنَّ “الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى”، كما يقول كلاوزفيتز، فقد كان ممكناً أن يؤخذ بالسياسة ما لم يؤخذ بالحرب، و لما كان من الصعب على إسرائيل” ابتلاع هزيماتها المدوية منذ اضطرارها إلى ترك جنوب لبنان لليوم عملت جاهدة و الغرب إلى فرض السيطرة و محاربة الداخل اللبناني بأشكال أخرى آخرها الحصار الإقتصادي و العقوبات الأميركية ، الحرب الإعلامية، و تجنيد الأدوات السياسية الداخلية لتضليل الواقع و تشويه الحقائق..ووضع حزب الله في موضع الفاسد المسؤول عن كل ما يجري في الداخل اللبناني.

ومن خلال التغير و الشكل الأخير للدولة والسلطة والمجتمع اللبناني صار على حزب الله أن يتعامل مع أزمة متنوعة في مخاطرها وتحدياتها ومفتوحة على الزمن، لا تنتهي إلا إذا شاء آخرون من لاعبين محليين وإقليميين ودوليين مغادرتها في وقت يسعى فيه إلى التوفيق ما بين تحرير الأراضي المحتلة و محاربة العدوان الاسرائيلي من جهة و مواجهة اللوم الداخلي و العمل على حفظ الأمن الغذائي الإجتماعي الداخلي في وجه الحصار الإقتصادي و الحرب الإعلامية من جهة أخرى.

فالخسائر السابقة التي نالها العدو كانت كفيلة لإستنزاف قدرة الإسرائيلي على تحمل انكسار شروطه التي كانت قبل ذلك الوقت تشكل حاجزاً نفسياً ودفاعياً اصطناعياً كبيراً يتم تضخيمه وتلميعه وإكسابه السمعة المطلوبة لجعله قابلاً للتصديق، بحيث يتخلى أي عربي عن فكرة المقاومة ،فكان عنوانه “الجيش الذي لا يقهر”. و بفعل المقاومة و المجاهدين لليوم بُرهن للعالم بأنه الجيش الأوهن من بيت العنكبوت فكيف عليها أن تأخذ ماخذ الحياد و تتخلى عن سلاح كان سبب عزة و كرامة وطن و شعب بأكمله.

و ما ذلك إلا لنوكد أن المقاومة وقيادتها وبيئتها حاضرة ومدركة لكل المؤامرات التي تحاك ضدها وهي طالما امتلكت الوعي الكافي لفهم ان ما يجري هو محاولات لفك ارتباطها وبث الفتن بين أبناء البيت الواحد، و السعي لضرب بيئتها في ظل فشل إمكانية خرقها عسكريا… وعلى الرغم من صعوبة المرحلة وقساوة المواجهة لان العدو يحاربنا بوجع الناس وحاجاتهم ومأكلهم ومشربهم و استمرار المواجهة العسكرية الباردة فإن بيئة يقدم القيادي بها ابنه و يدفع به إلى صفوف المواجهة الأمامية لتحرير أراضي الجولان لن تمل و لن تقف حتما عن مواجهة ما يحاك لها داخلياً و ما يسعى الخارج إليه سياسياً.
و حسن البداية في الختام ، عندما تقف العبارات كلها لتؤدي تحية الوفاء لأهل الوفاء، تحية شرف لأهل الشرف،، كل العطاءات تصغر أمام ما بذله أهل التضحية و كل المصاعب تنجلي في محرابهم
و في ظل عباءة مقاومة تسعى لحفظ كرامة شعبها من الذل دون أن يتمكن العدو الخارجي من تحوير بوصلة أهدافها عبر الحصار و فرض العقوبات ، و بالرغم من كل التحديات الداخلية و الخارجية لا يسعنا الا أن نبقى من داعمي المقاومة و بيئتها بأشكال ها و انواعها كافة متحدين بذلك أي عدوان و عقبات مهما كبرت.
و أخيراً تعجز الكلمات عن شكر أولذك الذين كتبت أسمائهم على لوح المجد بدم الشهادة.