الأخبار
الرئيسية / سياسة / السلطة “الخائفة” تُطلق “حروب الشوارع” مماطلة الرئيس في الاستشارات تُشعل الساحات

السلطة “الخائفة” تُطلق “حروب الشوارع” مماطلة الرئيس في الاستشارات تُشعل الساحات

الإثنين 04 تشرين الثاني 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

 كتبت صحيفة “النهار ” تقول : الثورة مستمرة، والتغيير صار محتوماً، وان تأخر المسؤولون في الاصغاء إلى صوت الناس، وحاولوا الاحتماء ‏بشوارعهم في مقابل شارع شعبي هادر. ما يقوم به القيمون على الدولة حالياً، هروب الى الأمام، وجنوح عن الطريق ‏التي يجب ان يسلكوها لتخطي المرحلة، وانقاذ البلد من انهيار لا يمكن ان يحملوا أي حراك أو جهة مسؤوليته، كما ‏يلوح البعض، إذ انه نتيجة ممارسات وفساد مزمن ومتجذر يحاول كل فريق التهرب من تحمل تبعاته‎.‎
‎ ‎
ويبدو ان المسؤولين غير واثقين من دستورية وجودهم المحقق بالانتخابات، بل يحتاجون الى دعم من الشارع يثبت ‏لهم فاعليتهم وقدرتهم على التأثير، وبذلك يضعفون شرعيتهم القانونية، ويعودون الى شارع مهتز، يقوم في معظمه ‏على الزبائنية والغرائزية. فقبل أيام اطلق الثنائي الشيعي العنان لمجموعة “قبضايات” أرعبوا المعتصمين المسالمين ‏وتعرضوا لهم بالضرب من غير أن يرف جفن للرئيس نبيه بري أو السيد حسن نصرالله، واعتبرا أن الامر ردة فعل. ‏والسبت تحرك مناصرو حركة “أمل” لحماية قصر عين التينة مقر الرئاسة الثانية، في خطوة تضعف الثقة بالدولة ‏وبالاجهزة الرسمية، وتثبت ان للرئاسة الثانية شارعها في مقابل الشارع المنتفض.

وأمس الأحد فتحت الطرق المؤدية ‏الى قصر بعبدا، التي كانت مقفلة أمام المعتصمين قبل يومين، للآلاف من مناصري “التيار الوطني الحر” وأعضائه ‏الذين أقاموا لهم مهرجاناً تحت عنوان دعم الرئاسة، فيما حقق فعلاً عملية اعادة تعويم لرئيسه الوزير جبران باسيل، ‏بعد سلسلة التهم والشتائم التي طالته في الحراك في معظم المناطق، وكشفت النقمة المتنامية عليه. وقام الثنائي عون – ‏باسيل بعرض قوة قبل بدء التفاوض على عملية تأليف حكومة جديدة، بدا واضحاً انها لم تحقق أي خرق في عطلة ‏نهاية الاسبوع، بدليل ان الرئاسة التي كانت سربت أن موعد الاستشارات النيابية الملزمة اليوم أو غداً، لم توجه دعوة ‏الى النواب حتى ليل أمس، ولا تبشر الأجواء باجرائها غداً، في ظل شد حبال قائم حول شكل الحكومة الجديدة أولاً، ‏واسم رئيسها ثانياً، وتركيبتها ثالثاً، وهي أمور لا تزال معقدة ولم يتم الاتفاق على النقطة الأولى فيها‎.‎
‎ ‎
وهذا التأخير أعاد تحريك الشارع المنتفض الذي وجد في المماطلة سبباً لإعادة اقفال الطرق والمؤسسات بدءاً من ليل ‏أمس واليوم، للتحريض على الاستعجال في عملية تأليف حكومة جديدة تستبعد الوجوه السياسية المألوفة والمشتبه فيها‎.‎
‎ ‎
وعلق كثيرون من السياسيين، والمواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على اطلالة الرئيس ميشال عون لتحية ‏حزبيين، ولو مناصري الحزب الذي أسّسه وأطلقه قبل ان يسلم الرئاسة الى صهره، معتبرين ان شعار “بي الكل” لا ‏ينطبق على رسائل الى تجمعات حزبية، وان الوزير باسيل افاد من تلك الاطلالة التي لم تحقق مكسباً لموقع الرئاسة ‏الاولى‎.‎
‎ ‎
أمنياً، توترت الأجواء في غير منطقة أمس بعد نهار حاشد بالتظاهرات بدأ صباحاً مع تظاهرة العونيين الذين لم يقطفوا ‏فرحاً ثمرة تجمعهم الكبير، إذ غطت عليه الساحات التي امتلأت بعد الظهر في بيروت وطرابلس وصيدا والنبطية ‏وصور وزحلة وبعلبك وجل الديب حيث أوقف مساء عدد من المشاركين ما لبثت قوى الأمن ان أطلقتهم بعد نزول ‏الناس الى الشوارع بكثرة وقرع أجراس الكنائس وتوجه مجموعات من بيروت ومناطق أخرى لمناصرتهم. وترافق ‏ذلك مع اقفال الطرق على الاوتوستراد الساحلي وجسر فؤاد شهاب وساحة ساسين وباقي المناطق في البقاع والشمال ‏وصولاً الى حلبا حيث قطعت كل الطرق وأعيد نصب الخيم في ساحة صيدا‎.‎
‎ ‎
ودعت حركة “لحقي” اللبنانيين واللبنانيات إلى المشاركة في إضراب عام، اليوم الاثنين، واستكمال التظاهرات ‏والتحركات في المناطق التي تساهم في الضغط على السلطة لغاية تحقيق بقية المطالب. وقالت الحركة في بيان، إن ‏قوى المنظومة تقابل وحدة الناس بـ”المماطلة والاستهتار والاستخفاف”، مضيفة أنه “بعد 5 أيام على تحقيق انتصار ‏إسقاط الحكومة، لم تتم الدعوة إلى استشارات نيابية”. وذكّرت الحركة بأن “حكومة مصغرة من خارج كل قوى ‏وأحزاب السلطة برئيسها/رئيستها وكامل أعضائها” هو مطلب الشارع وأي بحث في حكومة لا تتطابق مع هذه ‏المعايير وتخالف إرادة الناس ومطالبهم سيرتد بتصعيد في الشارع‎.‎
‎ ‎
وليلاً وزّعت بيانات باسم “أحرار لبنان” تدعو إلى التصدّي لقطع الطرق وفتحها بالقوّة‎.‎
‎ ‎
الراعي
‎ ‎
وفي موقف لافت، ناشد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المسؤولين والسياسيين “ألا تخيّبوا ‏مرة أخرى آمال شعبنا، ولا ترغموهم على العودة من جديد إلى الشوارع والساحات، من بعد أن حيّيتم حراكهم ورأيتم ‏فيه دفعاً أساسيا في اتجاه وضع الورقة الإصلاحية‎”.‎
‎ ‎
وقال في عظة قداس الاحد في بكركي: “الشباب اللبناني الذي قام بالحراك الحضاري، لا يقبل أنصاف الحلول، ولا ‏يصدّق بعد الآن الوعود. وقد قال المعتصمون في جميع المناطق اللبنانية بالفم الملآن، إن لا ثقة لهم بالسياسيين. فلم ‏يجرؤ أحد من هؤلاء على الانضمام إليهم. الشعب يطالب بحكومة حيادية مصغرة من شخصيات لبنانية معروفة بقيمها ‏الأخلاقية وإنجازاتها الكبيرة، وبتحررها من الروح المذهبية والطائفية والانتماء الحزبي والسياسي، فتباشر للحال تنفيذ ‏الورقة الإصلاحية‎.‎
‎ ‎
وأنتم، أيها الشباب والكبار الذين اعتصمتم كمواطنين موحدين تحت راية الوطن، ومتجاوزين كل انتماء طائفي ‏ومذهبي وحزبي، لا تخسروا هذا المكسب الكبير. أرفضوا كل اصطفاف ينال من وحدتكم، وتصرفوا بحكمة وفطنة ‏حيال كل من يستدرجكم للعودة إلى الانقسامات الفئوية. فمطالبكم والقضية اللبنانية توحدكم، ولبنان يعلو فوق كل ‏اعتبار، لأنه بدولته القادرة يؤمّن الخير للجميع. كلهم يخشون نهاية مصالحهم، أما أنتم فتخشون القضاء على بلدكم ‏ووطنكم‎”.‎