مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر المجلس الارثوذكسي اللبناني في بيان اصدره رئيسه روبير الابيض ان “حكومة الرئيس نجيب ميقاتي سقطت عند أول استحقاق وطني وأثبتت أنها حكومة أفراد مسيسين لأصحاب النفوذ والزعماء والرؤساء الذين يشاركهم أيضا الاحزاب والتيارات السياسية والمسلحة.”
وسأل: “هل يعقل أن تحكم وطن الحريات والعدالة زمرة من الأشخاص الفاسدين الذين يقفون في صف واحد مع من هم متهمون بانفجار المرفأ النووي ويدافعون عنهم ضد الشعب الذي سقط منه 219 مواطنا وستة الاف جريح وشرد مئات الالاف من العائلات ودمر نصف أبنية مدينة بيروت؟ عار وألف عار على من يعتبر نفسه مسؤولا لبنانيا، لكنه في الحقيقة يحارب شعبه ويقتله مرتين. أين أنتم يا من تدعون الوطنية؟، ولكنكم تقفون الى جانب المتهمين، وتعملون بكل جهد لعدم إحقاق الحق الذي نرجوه من خلال التحقيق الشفاف بإدارة القاضي بيطار”.
اضاف: “أتوجه مباشرة الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء سائلا إياهم، كيف تريدون ان يمنحكم الشعب اللبناني والعالم الثقة وأنتم لا تزالون تقبعون في لنهج القمعي نفسه من قتل وتهجير وسرقة مواطنيكم؟ وكيف يسمح وزير العدل هنري خوري بهذه المسرحية الهزلية في سلك القضاء والعدالة عن كف يد القاضي بيطار في قضية تفجير المرفأ هو الذي يعمل ليلا ونهارا من أجل أن يعطي الشعب حقه؟ انا واحد ومن المصابين والمتضررين من سكان منطقة الرميل وكل عائلتي في المنطقة نفسها، ونحن من اكبر العائلات الموجودة ونعيش فيها، وقد توفي اخي الاسبوع الماضي بسبب الانفجار وخسرته بسبب اهمالكم، كيف يعقل أن نسمع الوزراء والنواب، الذين انتخبهم الشعب ليمثله في المجلس النيابي الذي بدلا من أن يعمل نوابه من أجل تحسين أوضاع الوطن، يقفون اليوم ضد المواطنين ومن اجل المحافظة على السلطة والنفوذ وحتى لو كانوا هم سبب هذا الانفجار الذي يعد ثالث أكبر انفجار في العالم، أليس لديكم ضمير ورحمة في قلوبكم؟ نحن نعلم جيدا يا سادة أن هذه المنظومة السياسية الفاسدة التي وجدت بعد اتفاق الطائف حتى اليوم هي السبب الرئيسي والمسبب في انفجار مرفأ بيروت النووي”.
وتابع: ان السلطة، التي عرفت بالحريرية السياسية، لم تعمل يوما من أجل مصلحة لبنان الوطن والمواطنون الذين اصبحوا اليوم فقراء في ارضهم، فكل الأمور كانت تقوم على الرشاوى وزرع الفساد من أجل تمرير صفقات ومشاريع ملغومة وتشريع القوانين الفاسدة والمضرّة بالمجتمع اللبناني. نعم لقد نجحتم في قتل ضمير معظم المسؤولين في أركان الدولة من راس الهرم حتى اخر موظف حتى باتوا مستعدين لبيع أعراضهم وعائلاتهم وشرفهم وكرامتهم من أجل حفنة من الدولارات. وهذا ما حصل بالفعل في قضية إدخال سفينة الموت التي كانت محملة بـ 2750 طنا من المواد المتفجرة الى مرفأ بيروت. فلا يدعي لنا أحدا أنها دخلت من باب الصدف. الهدف واضح من وراء تخزينها في مرفا بيروت، جميعكم على علم ومرتشون، ولا شك أنها دخلت بموافقة بعض دول أجنبية واقليمية وبتغطية منها، فلا يعقل أنتاج هذه الكمية الضخمة من المواد المتفجرة من دون معرفة دول أكبر من لبنان”.
وتابع: “يا دولة الرئيس نجيب ميقاتي بصفتي مواطنا مسؤولا في المجتمع اللبناني ولدي حس المسؤولية وأمثل شريحة واسعة من المجتمع اللبناني أقولها لك ولكل أفراد المنظومة السياسية وغير السياسية مجتمعة بدءا من رئيس الجمهورية والى رئيس مجلس النواب والاعضاء ولمجلس الوزراء إننا لن نسكت بعد اليوم عن حقيقة المرفأ، وسنعمل بكل ما أوتينا من سلطة ومع كل المنابر المحلية والعالمية من أجل كشف الحقيقة كاملة، ومهما حاولتم التملص من واجباتكم سوف نعمل على أن تظهر الحقيقة عاجلا أو آجلا”.
وقال: “نقترح عليكم يا دولة الرئيس ميقاتي ايقاف رحلاتك المكوكية من اجل استقطاب استعطاف دول العالم للحصول على قروض إضافية وكله على حساب الشعب اللبناني الذي اصبح في سجونكم ، فهذا الموضوع لم يعد له أهمية. الأهم اليوم هو إيقاف وإقالة هذه المنظومة المتسلطة الفاسدة التي همها هو فقط قمع الشعب والسيطرة على ما تبقى من موارد ومؤسسات الدولة. هذه المنظومة السياسية غير مؤهلة لأي إصلاحات أو لبناء وطن، لأنها هي من أهدرت أكثر من ما يعادل من 100 مليار دولار خلال فترة ال 30 سنة الماضية، وكما يعلم الجميع أن من يتقن الهدم لا يصلح أبدا للبناء والاعمار. نحن اليوم بحاجة الى قلب الطاولة على رؤوس هذه المنظومة الفاسدة والعمل على نظام جديد من كوادر لبنانية لديها كرامة وعزة وشرف وانتماء الى لبنان”.
اضاف: “نسالكم ايضا الم ننته من الارتفاع المستمر واليومي للمحروقات ومعها ترتفع كل السلع ؟، اليس لديكم خطة او استراتجية جديدة؟، لا ترموا التهمة على مصرف لبنان ،الا يكفي الذل والقهر لشعبكم؟ واليوم الجوع وارتفاع عدد العائلات الاكثر فقرا في لبنان الى 65 %، اتريدون بان يصبح لبنان البلد اكثر فقرا في العالم؟ وانتم تعيشون في قصوركم ومربعاتكم الامنية والمسلحة والخاصة وهكذا تدرون الامور البلد والعباد الى من يشتكي الشعب والى من يرفع صرخته” .
وختم:”اتوجه الى الزعماء والرؤساء والنواب والوزراء لم نعد نؤمن بكم بسبب أعمالكم واتجاهاتكم السياسية الاقليمية والخارجية غير المعروفة، لقد طفح الكيل، ونعرف جيدا بان مخططكم هو التمديد للمجلس النيابي ومحاولة التجديد لرئيس الجمهورية من خلال ضرب قانون الانتخابات بحجة تعديله، وسوف تقعون في الجدل البيزنطي فيما بينكم ويمر التمديد. اتمنى ان اكون مخطئا في ما اتوقعه في الأشهر القليلة المقبلة، حيث إنه ستعملون على الإيجاز ببعض من الفلتان الأمني في مناطق محددة لتخويف المواطنين وبالتحديد الشعب اللبناني الحر المستقل، كما أنكم اليوم تتخذون الوضع الاقتصادي وسيلة لكم لخطف الأنظار عن المشكلة الأساسية، وهي فسادكم، لا بل تعملون مع مصرف لبنان وجمعية المصارف على زيادة المشاكل الاقتصادية، كل ذلك من أجل تحقيق قانون انتخابات يضمن بقاءكم، وتعملون جاهدا على وضع المواطنين في مواجهة بعضهم البعض، لكن فليكن معلوما أننا سنكون لكم بالمرصاد، وسيكون سقوطكم قريبا ومدويا”.