الجمعة 08 تشرين الثاني 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
استقرّ مؤشر PMI بلوم لبنان عند 48.3 نقطة خلال شهر تشرين الأول، وجاء أعلى من المستوى الذي سجله عند 46.4 نقطة خلال شهر أيلول. وتشير هذه القراءة إلى أنّ الظروف التشغيلية للقطاع الخاص اللبناني سجلت أبطأ تراجع لها منذ كانون الثاني 2016، وفقًا لتائج التقرير التي جمعت قبل بدء الاحتجاجات والتظاهرات في البلاد.
ولفت التقرير إلى أنّ إغلاق معظم المؤسسات التجارية الخاصة والمشاركة في احصاءات تقرير مؤشر مدراء المشتريات نتيجة الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها لبنان منذ 17 تشرين الأول 2019، اقتصرت الاستفتاءات على الردود التي تمّ جمعها من المشاركين قبل تاريخ 18 تشرين الأول.
وفي هذا السياق، قال المدير العام لبنك لبنان والمهجر للأعمال فادي عسيران في تعليقه على نتائج مؤشّر PMI بلوم لبنان لشهر تشرين الأوّل 2019:
«تراوح النموّ الاقتصاديّ منذ مطلع العام بين %0 و%0.5. وفي حين ارتفع مؤشّر PMI لشهر تشرين الأوّل ليصل إلى 48.3 مقارنةً بمؤشّر شهر أيلول الذي كان قد سجّل 46.4، تجدر الإشارة إلى أنّ مؤشّر تشرين الأوّل مبنيّ على مدخلات الشركات قبل بدء التظاهرات التي ما زالت مستمرّة منذ 17 تشرين الأوّل. علما أنّ عمليّات الشركات الخاصّة مشلولة تمامًا منذ بدء التظاهرات، فمن المتوقّع أن تتجلّى آثار التطورات الأخيرة ومن ضمنها وقف الأعمال في مؤشّر PMI لشهر تشرين الثاني. هذا علمًا أنّ كلّ يوم إقفال يرتّب كلفة اقتصادية اضافية على البلاد».
وعزا التقرير هذا التراجع البطيء في الظروف التشغيلية جزئيًا إلى انخفاض هامشي في انتاج شركات القطاع الخاص في لبنان خلال شهر تشرين الأول، علمًا أنّ معدل الانكماش كان الأبطأ خلال الأشهر الـ 45 الأخيرة.
وبالمثل، انخفض مؤشر الطلبيات الجديدة لدى شركات القطاع الخاص بدءًا من الربع الأخير من عام 2019، وجاء معدّل التراجع أقلّ حدّة من الشهر الفائت. وفي الواقع، كان الانخفاض الأخير هو الأبطأ منذ كانون الثاني 2016، في حين ارتكز تراجع معدل الانكماش على إجمالي الطلبيات الجديدة في السوق المحلية، تزامنًا مع تراجع طلبيات التصدير الجديدة بوتيرة مشابهة لتلك التي شهدها شهر أيلول.
أمّا عدد الموظفين في شركات القطاع الخاص اللبناني، فاستقرّ عند المستوى الذي شهده الشهر الفائت. وفي الواقع، لم يطرأ أي تغيير يُذكر في أعداد الموظفين على مدار الأشهر الستة الماضية.
وعلى الرغم من استقرار عدد الموظفين، انخفضت حدّة الضغوطات على قدرات شركات القطاع الخاص خلال شهر تشرين الأول نتيجة تراجع مستوى الأعمال غير المُنجزة للشهر الثاني والخمسين، على التوالي. ومع ذلك، كانت وتيرة الانخفاض معتدلة بشكل عام، وسجلت أبطأ معدل لها منذ كانون الثاني 2016.
أما على صعيد التكاليف، فقد شهدت شركات القطاع الخاص اللبنانية ارتفاعاً في أسعار مستلزمات الإنتاج خلال شهر تشرين الأول على الرغم من استقرار معدل التضخم في شهر تشرين الأول والذي ظل هامشيًا. هذا وقد أشارت البيانات الأساسية إلى ارتفاع في كل من أسعار الشراء والأجور.
وقد انتهجت شركات القطاع الخاص اللبناني سياسة تحول دون زيادة التكاليف على المستهلكين، الأمر الذي دفع الشركات إلى خفض متوسط أسعار ورسوم الإنتاج للشهر العشرين، على التوالي.
أمّا وتيرة الانخفاض، فكانت تفوق تلك المسجلة في شهر أيلول، غير أنّ تراجع تكاليف الانتاج بقي معتدلًا بشكل عام. وأخيرًا، أعربت شركات القطاع الخاص خلال شهر تشرين الأول عن تشاؤمها حيال مستقبل الأعمال في لبنان للسنة المقبلة، علمًا أنّ درجة الإحباط تراجعت لتصل إلى أضعف مستوياتها منذ شهر نيسان. وقد توقعت بعض الشركات استمرار ضعف الطلب نتيجة افتقار البلاد إلى الثقة. وفق الجمهورية