مجلة وفاء wafaamagazine
نظم المركز الدولي لعلوم الانسان “اليونيسكو – بيبلوس مؤتمرا عن “تأثير الاعلام على الديموقراطية والانتخابات: حرية التعليم والوصول الى المعلومات”، بالشراكة مع مؤسسة هانس سايدل، برعاية وزير الاعلام جورج قرداحي وحضوره، في مركزه في جبيل، في حضور حشد من المهتمين.
وألقى الوزير قرداحي كلمة، قال فيها: “سعادتي كبيرة جدا بالمشاركة معكم اليوم، في هذا المؤتمر المخصص لمناقشة تأثير الاعلام على الديموقراطية والانتخابات، وحرية التعبير والوصول الى المعلومات، وهي أمور تأتي في صلب العمل الاعلامي، وتشكل حجر الزاوية للديموقراطية، وتعزيز الوعي الديموقراطي لدى مختلف فئات المجتمع”.
واضاف: “قيل دائما، الاعلام هو مرآة المجتمع، كل مجتمع والاعلام موجود في جميع الانظمة والمجتمعات، ولكن الاعلام الحر هو الوحيد ابن الديموقراطية. فلا ديموقراطية من دون اعلام حر، ولا اعلام حر من دون ديموقراطية، والامران متلازمان مترابطان يعيشان معا ويتعززان معا وقد يموتان معا”.
وأكد ان “النظام الديموقراطي هو المجال الحيوي لحرية التعبير، وبمعنى آخر للاعلام الحر، والاعلام الحر هو المرتكز الاساسي لقيام الديموقراطية، وديمونتها المرتكز الآخر للديموقراطية، هي الانتخابات بجميع اشكالها ومراحلها، وللاعلام دور اساسي فيها بل انه له تأثير كبير على مجرياتها، وقد أعطتنا الديموقراطيات الغربية شواهد عديدة على فاعلية الاعلام، وقدرته على توجيه الناخبين، نحو اختيار مرشحين معينين على حساب مرشحين آخرين”، مشيرا الى “اننا رأينا ذلك في جميع الانتخابات الرئاسية او التشريعية سواء في الولايات المتحدة او في اوروبا، او في دول اخرى تعتمد النظام الديموقراطي”.
وقال: “وهنا اسمحوا لي ان افتح قوسين لاقول بكلمات بسيطة ومختصرة، ان الاعلام الحر لا يعني ابدا ان يكون الاعلام متفلتا، عشوائيا، خارجا عن جميع الضوابط والتقاليد والقيم، كلمة حر فيها شيء من الكبر، من الترفع وفيها الكثير من الاخلاق، والثقافة والحضارة والاحترام. والاعلام الحر هو الاعلام القائم على الاخلاق لان الديموقراطية اخلاق واحترام للآخر، واحترام لحقوق الانسان الذي هو صنوان في الانسانية”.
واردف: “الاعلام الحر هو الاعلام القائم على الاخلاق في كل شيء، في احترام الحقيقة، في احترام الموضوعية، في احترام الدين، في احترام البيئة التي ننتمي اليها، بتاريخها وتقاليدها ومعتقداتها والاهم الاهم هو في احترام الذات”.
وقال: “الانسان في المطلق الذي لا يحترم نفسه لا يحترم الآخرين والانسان الذي يعتدي على كرامة الآخرين، ايا كانوا، انما يهين نفسه لان احترام الآخر يبدأ باحترام الذات.
وهذه القاعدة الحضارية الذهبية تنطبق قبل كل شيء على الاعلام وعلى الاعلاميين”.
واضاف: “ثمة ملاحظة لا بد من ايرادها في هذا السياق وقد بينتها لنا التجارب ايضا، وهي ان الاعلام كي يصبح مثاليا، يحتاج الى اطر قانونية تنسجم مع المبادئ الديموقراطية لماذا:
اولا: لمساعدة هذا الاعلام على عدم تجاوز الحدود المسموح بها في الديمقراطية.
ثانيا: لحماية المجتمع من اي تجاوزات قد يقع فيها بعض الاعلام لاسمح الله، عن قصد او عن غير قصد وهو امر يؤذي الديموقراطية ويصيبها بالاضطراب والضعف، ويلبسها لباس الاوليغارشية والفوضى”.
وأكد ان “الديموقراطية بجميع مقوماتها تقوم على القانون وعلى القضاء العادل والفاعل والشريف الذي يحمي الحريات، والحقوق والحياة الكريمة لكل مواطن يعيش في نظام ديموقراطي”.
وقال: “يبقى القسم الآخر من العنوان، وهو حرية الوصول الى المعلومات وهنا الاعلام يلعب دورا مهما في اتاحة الوصول الى المعلومات الصحيحة والدقيقة ونشرها بشفافية وحيادية، ودحض الاخبار والمعلومات الكاذبة، ومواجهة التضليل الاعلامي الذي يؤذي الافراد، كما يؤذي المجتمع”.
اضاف: “ويكمن دور الاعلام كذلك في التوعية، والحرص على الدقة في نشر المعلومات وعلى الابتعاد عن ترويج الشائعات وخطاب التفرقة والنميمة والتحريض والكراهية”.
واكد “ان الاعلام الحر مطالب وفي اي ديموقراطية، باعتماد السلوك الايجابي والحضاري والاخلاقي، من خلال احترام المبادئ المهنية، والقيم الاخلاقية بغية المساهمة في استقرار المجتمع وطمأنينة المواطنين وتوطيد ثقتهم، اولا باعلامهم ثم بدولتهم ثم بمستقبلهم”.
وختم: “نحن اليوم على ابواب انتخابات نيابية والجميع يعلم اهمية هذا الاستحقاق على صعيد تكريس الديموقراطية وايصال الناس الجديرين الى مسؤولية تمثيل المواطن في المجلس النيابي بافضل صورة، وسيكون للاعلام دور مهم في هذا الاستحقاق، وكلي امل بان يساعد هذا الاعلام المواطن على حسن اختيار ممثليه، لما فيه خيره اولا وخير الوطن بأسره واتمنى لكم التوفيق في مؤتمركم هذا”.