مجلة وفاء wafaamagazine
تحدث رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين في تشييع الذين سقطوا في منطقة الطيونة أمس، وقال:
“نحن الان في تشييع ثلة من الشهداء المظلومين الأعزاء الذين استهدفتهم رصاصات الغدر والجبن، هؤلاء الشهداء الذين نجتمع في وداعهم الان في يوم الجمعة، وهو يوم خاص للوفاة لدفن الموتى كما هو معلوم عندنا في الروايات. هؤلاء الشهداء الذين انتقلوا الى بارئهم سبحانه وتعالى نعرفهم جيدا هم من أهل الإيمان ومن أهل الصدق ومن أهل العمل لله وفي سبيل الله، من الذين كانوا جاهزين ومستعدين دائما بأن يقدموا أنفسهم وحياتهم وكل ما يملكون في سبيل الله.
نحن في هذه المسيرة الجهادية والمباركة التي قدمت اعدادا كبيرة من الشهداء، تربينا وربينا أنفسنا وأبناءنا وبناتنا ورجالنا ونساءنا على حب الشهادة وعلى حب لقاء الله عز وجل. الموت والقتل في سبيل الله لا يخيفنا ولا ينقصنا إنما هو كرامة لأي شهيد، لأي رجل أو إمرأة أو شاب. شهيدتنا المظلومة اليوم حصلت على هذه الكرامة لانها من اهل الايمان ومن اهل الصدق ومن اهل الجهاد والمقاومة.
شهداؤنا الذين نجتمع لتشييعهم اليوم على كل المناطق، هؤلاء الشهداء السبعة كلهم قضوا في هذا الطريق وهم يحملون مظلوميتهم وصلوا الى مبتغاهم على المستوى الشخصي. هؤلاء وصلوا الى هذه الكرامة الالهية، ومن هذا المنظار لا يمكن لأي قطرة دم تسقط لشهيد من شهدائنا او اي مظلومية يمكن ان تلحق بعوائلنا او اهلنا لا يمكن ان يضعفنا او ان ينقص من أمرنا شيئا بل يزيدنا في كل موقعة او حادثة اصرارا وثقة اننا على الحق واننا جاهزون وصادقون مع ربنا ومع شعبنا ومع انفسنا.
هذا واضح جدا في ثقافتنا وفي تاريخنا وفي قواعد عملنا التي لا نتخلى عنها ابدا. الدماء التي تسقط نعرف كيف نحافظ على قضيتها وعلى حقها وان شاء الله هذا الذي سيكون، والايام الاتية ستشهد. لكن نتوقف قليلا حتى نستبين طبيعة هذه المظلومية وطبيعة ما حصل وطبيعة الاجرام الذي ارتكب بالامس في منطقة الطيونة. ما الذي حصل؟ ان هناك تجمعا احتجاجيا تمت الدعوة اليه من قبل حركة امل وحزب الله من اجل وقفة احتجاجية ومن اجل رفع الصوت بوجه الظلم الذي يمارس وبوجه التعسف الذي يقوم به البعض باسم القضاء والعدالة وغير ذلك مما نعتبره ظلما وغطرسة وضياعا لحقوق الشهداء الذين استشهدوا ولحقوق الضحايا الذين قضوا. هذا التجمع كانت الدعوة اليه على اساس تجمع سلمي لقول كلمة، وهذا حق طبيعي لهؤلاء الناس الذين يعتبرون انفسهم معتدى عليهم وكان من ضمن المدعوين والحاضرين والمشاركين كان هناك عدد من المحامين من النخب، من الجامعيين، من الطلاب ومن سائر الناس الصادقين الذين لبوا الدعوة من اجل ايصال هذا الصوت. هي ليست المرة الاولى التي يجتمع فيها الناس في منطقة العدلية. كل يوم نرى مشاهد وأناس من كل حدب وصوب يأتون ويعبرون فيها عن مواقفهم. هكذا كان المطلوب واذا نحن من باب التحسس لم ندعو، نحن في حركة امل وحزب الله لم ندعو دعوة مفتوحة والا لو دعونا الناس للمشاركة في دعوة مفتوحة لكن زحف عشرات الالاف الى تلك المناطق والى تلك الشوارع وهذا كان غير مطلبنا وغير مقصودنا. كان هناك دعوات وانتقاء لمجموعات محددة كما قلت، محامون وغير ذلك من اجل ان تصل الكلمة ويكون التحرك سلميا ومضبوطا، وهذا الذي فعلناه. وصل عدد من هؤلاء المحتجين الى قصر العدل وبدأوا برفع الشعارات واظهار المواقف، وكانت الامور طبيعية، كان يمكن لهذا التجمع ان يبقى عاديا، يقول كلمته ويوصل رسالته وينتهي الامر فيعود الجميع الى مكان عملهم. كان يمكن لهذا التجمع ان يبقى عاديا ويبقى طلاب المدارس في مدارسهم وليس كما راينا بشكل مؤسف كيف كان طلاب المدارس هلوعين و”مزروبين” في قاعات ضيقة نتيجة الخوف والهلع والقلق الذي اصابهم. كان يمكن لهذا التجمع ان ينتهي بشكل عادي وطبيعي كما كل التجمعات ولا يحصل شيئا وتبقى شهيدتنا مريم فرحات وهي على الشرفة تنتظر أبناءها، تستقبل هؤلاء الابناء بشكل طبيعي كما في كل يوم، كان يمكن لكل هؤلاء الشهداء ان يعودوا الى بيوتهم والى عوائلهم وأن لا يكون هناك أي شيء، هذا الذي كان يحصل الا ان هناك امرا اخر، كان مخططا، وكان مدروسا. وبالمناسبة حينما علمنا كما علمت القوى الامنية ان هناك مجموعات جيء بها من اماكن متعددة وهي متوترة وتحمل شعارات طائفية مذهبية وبغيضة كانت هذه المعلومات وصلت الينا ووصلت الى الاجهزة الامنية وتواصلنا مع الاجهزة الامنية وقالوا نحن على علم بكل هذا، ولم يتحرك الاخوة الى ذلك المكان ومن ذلك المكان الا بعد التنسيق الكامل والتام مع الاجهزة الامنية ومع مخابرات الجيش بالتحديد، وأبلغنا من قبل مخابرات الجيش ان كل شيء مضبوط وان كل الشوارع مضبوطة وإلا نحن ما كنا لنقوم بهذا التحرك لو لم يكن هناك تنسيق كامل، والجيش يعلم والاجهزة الامنية تعلم ان هناك مجموعات وصلت الى تلك المناطق، كان الموضوع يمكن ان يضبط بشكل طبيعي وعادي كما يمكن ان يحدث في أي مكان أخر، الذي لم يكن محسوبا عند الجيش ربما والذي لم يكن متوقعا ربما هو ان هناك جهة وان هناك حزبا، ان هناك من إتخذ القرار بالقتل، من جمع السلاح وجاء بالشباب ووزعهم، وتموضعوا، يوجد تموضعات عسكرية، نحن نعرف هذا النوع من إطلاق النار بشكل مركز على الرؤوس والصدور لا يكون صدفة ومن دون قرار، يمكن لمقاتل ان تأخذه العصبية، لكن أن يكون الجميع يصوبون بإتجاه الرؤوس والصدور، هذا قرار متخذ، توزيع المجموعات، إطلاق النار الذي إنطلق بعد القنص الذي حصل، كل هذا كان مدروسا ومخططا، ولذا نحن كنا أمام مشهد جديد وأمام محاولة جديدة، وأمام قضية جديدة. نحن يجب أن نقول الحقيقة كما هي، امام هؤلاء الشهداء الاعزاء في محضرهم وفي محضر عوائلهم ليسمع الجميع وليسمع كل اللبنانيين أن هذا الذي حصل ولا يمكن ان يحصل هذا دون قرار مسبق، لذا في الحصيلة نحن امام ما يلي:
أولا، نحن أمام مجزرة مقصودة موصوفة، والذي إرتكب هذه المجزرة، إرتكبها عن سابق تصور وتصميم وعزم وإرادة، وبالتالي هو مجرم وقاتل ويتحمل هذه المسؤولية. ان القتل الذي حصل في هذه المجزرة هو قتل متعمد، والرصاص الذي أصاب الرؤوس هو قتل متعمد، كل هذا القتل وكل هذه المجزرة الذي قام به هو حزب القوات اللبنانية، وهم الذين يتحملون المسؤولية الاولى امام عوائل الشهداء وامام كل اللبنانيين الذين روعوا بالأمس، وأمام كل اللبنانيين الذين كانوا امام خطر فتنة كبيرة سأتحدث عنها بعد قليل، هذا أولا.
ثانيا، نحن كنا امام كمين محكم، مخطط، لكن هذا الكمين لا يستهدف مقاتلين، هذا الكمين يستهدف مدنيين، وهذا يدل على الجبن وعلى الخسة، فضلا عن قلة الإدراك والدراية، يعني جهل وحقد وعدم فهم وكل هذا كان موجودا في هذا الكمين الذي استهدف المدنيين، الذي يستهدف المدنيين ليس بطلا، هو جبان، هو خسيس، هو ضعيف، لأنه يعلم تماما ان هذه الجهة التي تستهدف تملك من الصبر والبصيرة والتحمل، وانا أقول لكمو ل كان هؤلاء ومن دعمهم ومن دفعهم الى الامام لو كانوا يعتقدون اننا سوف نخوض معهم حربا عسكرية لما تجرؤوا على ذلك وهذا لا يعني أنه يجب أن نخوض الحرب، أبدا، ليس هذا هو مقصودي، لأنهم يعرفون اننا لا نريد فتنة داخلية، لذا يتجرؤون. هم أصغر وأقل ودون وأحقر من أن يقفوا بوجه هؤلاء الرجال والنساء الذين هزموا الكيان الصهيوني والذين هزموا المشاريع الاميركية في المنطقة، هذا فعل الجبن وفعل الخسة، ليس فعل البطولة، هذا الكمين كان فيه سلاح، وكان فيه مقاتلون، وكان فيه إعلام، حرض قبل وحرض أثناء، وما زال يحرض الى اليوم، هذا الاعلام ليس بمنأى عن المسؤولية الاخلاقية الوطنية والانسانية لكل ما حصل.
ثالثا، هذا العمل كان يراد منه بكل وضوح إشعال البلد، وإحداث فتنة بطريقة معهودة ومسبوقة عند من إمتهن الفتن وإشعال البلد أيام الحرب الاهلية. هم يعرفون ان هذه الطريقة بالقتل في هذه المنطقة الحساسة يعني كأنه يقول للطرف الاخر، هنا تبدأ الفتنة الداخلية وهذا هو إشعال البلد، هذا مقصود.
رابعا، الهدف من اشعال البلد ما هو؟ لماذا التحريض المذهبي الذي رأيناه على مدى سنة او اكثر من سنة، لماذا؟ اشعال البلد من أجل أي شيء؟ من أجل إحداث حرب أهلية، اليوم انا لا أبالغ حين أقول لكم ان حزب القوات اللبنانية كان يسعى فيما فعله بالأمس الى إحداث حرب أهلية داخلية من جديد في لبنان، وأسمحوا لي ان أقول لكم، بالنسبة لنا هذه القناعة ليست جديدة، في السابق كنا نحذر دون ان نسمي، ونقول ان هناك طرفا أو جهة او حزبا وكنا نداري قليلا الاوضاع، طرفا يريد ان يحدث الفتنة، كل الذي كان يحصل خلال السنوات القليلة الماضية كان يدفع بالتحريض، وبالكلام البغيض وبالكلام المذهبي بإنزال الناس الى الشوارع، بإستفزاز المناطق وبإستفزاز الطوائف وباستفزاز المذاهب، من اجل أي شيء؟ من اجل حرب أهلية، اليوم هذا الحزب كشف عن وجهه، لماذا؟ هل هو مضطر؟ هذا بحث أخر، ليس هناك متسع من الوقت لتحليله، ربما هو مضطر وربما هو مستعجل، وربما يكون أسياده المهزومين في المنطقة إستعجلوا هذه الخطوة من أجل أن يأخذوا لبنان الى الحرب الاهلية، وهنا أحيل كل اللبنانيين والسياسيين والمطلعين والاعلاميين والمثقفين، أحيلهم الى الاجهزة الامنية اللبنانية، ماشي الحال هم لن ينزلوا بيانا ليقولوا فيه بانه كان لديهم هكذا معلومات، احيلهم الى هؤلاء احيلهم الى سياسيين كبار في البلد كلهم كان يمتلك معلومات منذ أشهر ومنذ سنين ان هذه الجهة كانت تخطط للحرب الاهلية – يمكن سكتوا مثل ما سكتنا نحنا – لكي لا نقوم ببلبلة في البلد، هذه المعلومات موجودة، وليست جديدة، لذا أيها الاعزاء الذي حصل بالامس هو ليس فقط قتل وإستهداف لمدنيين كانوا يريدون أن ينجزوا تجمعا سلميا، هو أكثر من ذلك وأكبر من ذلك، هو ليس إستهدافا لرجال ونساء ولعوائل شريفة، هو ليس إستهدافا للامن في منطقة الطيونة والشياح وعين الرمانة وما شاكل فحسب، هو استهداف لكل لبنان. بالامس ايها اللبنانيون كان بلدنا كله مستهدفا من اجل أن يعاد الى الازمنة الغابرة، الى الازمنة البشعة في الحرب الاهلية الداخلية، التي لا يحب احد من اللبنانيين ان يعود اليها، الا من عاش على فتاتها وعلى موائدها وأصبح له وجود بفضل الدماء التي سفكها في مجازر في كل المناطق، هل هناك منطقة لبنانية تعتب عليهم بمجازرهم؟ نعم هؤلاء لا يعيشون ولا ينمون الا في هذه البيئة وفي هذه الاجواء ولذا هم جاهزون، غب الطلب، حينما تريد أميركا هم جاهزون، حينما يريد ممولهم هم جاهزون من أجل أي شيء، من أجل حفنة من المال، او من اجل منصب يسعى اليه، او من اجل تزعم او من أجل عناوين فاسدة وفارغة، من اجل اي شيء يراد اخذ اللبنانيين الى هذا الاقتتال الداخلي والمذهبي والطائفي البغيض؟ من اجل أي شيء؟ لذا هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعرفها كل اللبنانيين، وايضا المشهد الذي شاهدناه في الامس هو حلقة من حلقات تديرها الولايات المتحدة الاميركية ويمولها بعض العرب، راجعوا التاريخ على كل حال، الذين كتبوا وثائق وتواريخ عن الحرب الاهلية دائما ترون دول كبرى هي التي تدفع وبعض الدول العربية هي التي تمول، نفس المشهد يعيدونه لنا، هؤلاء المأزومون أيضا، ماذا لديهم ؟ هل هم يسألون عن لبنان؟ هم يتكلمون في الليل وفي النهار، بعض المسؤولين في هذه الدول أن لبنان يذهب الى الخراب، “الله لا يقيموا” الا يعملون على هذا؟ ربما وصل هؤلاء الى مرحلة والى لحظة للضغط من اجل تنفيذ هذه الحلقة البشعة والقذرة في لبنان وانا أقول لكم بكل وضوح هذه الحقيقة التي يجب أن يتعاطى معها كل اللبنانيين بمسؤولية، اليوم هي ليست مسؤولية حزب الله وحركة امل فقط، نحن تحملنا المسؤولية ونتحمل المسؤولية وسنبقى حاضرين وجاهزين لتحمل المسؤوليات من اجل الحفاظ على بلدنا وعلى عدم الانجرار الى الفتنة او الى الحرب الداخلية، نحن أهل بصيرة وأهل صبر واهل فهم وأهل وعي واهل تجربة وأهل إخلاص واهل تضحية من اجل البلد، هؤلاء الشهداء الذين ضرجوا بدمائهم بالامس هم فدوا كل لبنان وجنبوا لبنان كله من الوقوع في هذه الحرب الاهلية التي جاءت بها هذه الزمرة الفاسدة والمفسدة والضالة، نعم نحن قدرنا على مدى السنوات الماضية، قدرنا ان نحمي بلدنا، ضحينا وتحملنا، وأعتدي علينا وصبرنا وكنا دائما نكون الاحرص من اجل قناعتنا ومن اجل فهمنا ومن اجل ثقافتنا ومن اجل الاجيال، نحن لا نؤمن أبدا ان أجيالنا يجب أن تعيش ماسي الحرب الاهلية التي عاشتها الاجيال في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، أبدا، هذا ممنوع، نحن تحملنا وضحينا ونضحي من أجل هذا الهدف، ولذا أقول بكلمة واحدة، نحن لن ننجر الى فتنة مذهبية، ولن ننجر الى حرب أهلية، لكن في نفس الوقت، لا يمكن ان نترك دماء شهدائنا ومظلومينا ان تذهب هدرا فلا نضيع هذه الدماء، على الراعي لهذه الهجمات على المستوى الدولي وعلى المستوى الاقليمي، نقول لممول ولراعي هذه الاحداث التي يريدون من خلالها إشعال الفتنة، نقول لهؤلاء لن تتمكنوا من تحقيق هذا الهدف، طالما نحن موجودين، نحن سندافع عن هذا البلد ووحدته والعيش المشترك فيه، والمصير المشترك فيه ولن ننجر ويمكن من حظكم السيء اليوم انه يوجد قوة عاقلة وفاهمة وواعية وقوية، هذه القوة التي حمينا بها بلدنا وهذه القوة التي حررنا بها بلدنا وهذه القوة التي أعطتنا العزة والكرامة هي التي تحمي اليوم لبنان لأننا بهذه القوة يمكننا ان نمنع هذه الفتنة المذهبية التي تريد إستهداف كل اللبنانيين، ولاننا أقوياء وعقلاء وحكماء نعرف كيف نتصرف، إذا إشتد الامر على اللبنانيين يمكن ان نجد العلاج المناسب، إطمئنوا، لا تخافوا، نعم الذي حصل بالامس، محزن ومؤلم ومؤسف، وما كان يجب ان يحصل، لكن على مستوى هذه الاهداف الخبيثة اطمئنوا، لن ندع هذه الاهداف تتحقق، الا اننا امام هذه الحقائق يجب ان يتحمل كل اللبنانيين المسؤولية، ليس لوحدنا، نحن علينا واجب، نقوم به، حزب الله وحركة أمل قاموا بواجبهم ويقومون بواجبهم، وهم جاهزون، الا ان سائر المسؤولين السياسيين في لبنان لاي جهة انتموا وايا كانت مواقعهم عليهم ان يعرفوا ان هذا الواقع يجب ان يواجهوه وأن يتحملوا المسؤولية تجاهه، إن الموجود في لبنان حزب وجهة تعمل لصالح الاميركي وتعمل لصالح بعض الدول العربية وتعمل لمخططات خارجية تريد ان تأخذ لبنان الى الحرب الاهلية فما هو موقفكم ايها المسؤولون؟ تفضلوا، تحملوا مسؤولية، لا يمكن لكم أن تصفوا لنا وتتكلموا معنا على التلفونات وفي الكواليس وجانبا، اليوم يجب ان تتحدثوا، ويجب ان تأخذوا مواقف، إن الذي يريد ان يخرب لبنان والذي يريد أن يأخذ لبنان الى الحرب الأهلية لا تتركوه، مثل ما ترك في السبعينيات ودمر لبنان، لا تتركوه من الان، قوموا وتزحزحوا، تكلموا كلاما ومواقف، بينوا ووضحوا، هؤلاء الجميع يتحملون هذه المسؤولية.
وايضا كلمة للبنانيين وكلمة لعموم اخواننا المسيحيين، الذين عانوا ما عانوه وكانوا من أكثر الطوائف تأثرا ودفعا للأثمان من خلال الحرب الاهلية، إنتبهوا، انتبهوا جيدا الى من يريد ان يرفع شعارات مذهبية واهية وكاذبة لمصالح شخصية ولمنافع،إنتبهوا الى اين يريد أن يأخذكم هذا البعض، فكروا جيدا، تأملوا وتحملوا المسؤولية ايضا، أنا أقول للجميع، يجب أن تتحملوا المسؤولية من الان حتى لا تندموا بعدئذ وكما يقول المثل “ولا تحين مندم”، ولذا الموقف اليوم هو موقف العقلانية والحكمة، هو موقف تحمل المسؤولية، الاجهزة الامنية والاجهزة القضائية يجب أن تتحمل مسؤولياتها في جلب هؤلاء المجرمين والقتلة الى العدالة والى المحاكمة والى السجون والى الملاحقة، إن أي تلكؤ في هذا الجانب سوف نعتبره شراكة في الجريمة وفي سفك هذه الدماء البريئة، ونحن سنتابع وسنلاحق. هذا هو الحد الادنى، المطلوب هو الاسراع في المعالجة وفي تحمل المسؤوليات لإنقاذ بلدنا من هذه المصيبة الجديدة، أنا أقول لكم الاميركي دائما يأتي بالمصائب على بلدنا وعلى منطقتنا، جاء بداعش وجاء بالتكفيري وجاء بالإسرائيلي وما زال يدعمه، جاء بكل الويلات وربما اليوم يفكر أن يأتي بمصيبة جديدة للبنان من أجل إنهاك لبنان وإستهداف لبنان وإستهداف وحدة لبنان.
كما كانت داعش وكما كانت النصرة وكما كان الاسرائيلي وكما كان هؤلاء كلهم خطرا على وحدة لبنان نحن اليوم امام مشروع اميركي يحمل خطرا بعنوان جديد، ينبغي أن لا يضيع على احد الفهم، لا تضيع البوصلة أمام احد.
ختاما، امام شهدائنا الاعزاء الغالين، امام كل هؤلاء الشهداء هنا في الضاحية وفي بعلبك وفي الشمال وفي الجنوب، أمام كل هذه الدماء الطاهرة والزاكية لا بد أن نجدد عهدنا لشهدائنا ولأهلنا ولأحبائنا اننا المقاومة التي قدمت الشهداء وانتصرت وأعزها الله، سوف تبقى هي المقاومة القوية والمتعاظمة والمقتدرة ومخطئ من يظن أن هناك قضية او حدث يمكن ان يهد في عزمنا، نحن أصحاب العزم ونحن الرجال الرجال في الميدان ونحن في كل الجبهات ونحن في كل المعارك، نحن كما هزمنا الاميركي والاسرائيلي في كل هذه الجبهات، جاهزون في كل لحظة وفي كل موقعة وفي كل مكان لندافع عن امتنا وعن بلدنا وعن مقاومتنا وعن شرفائنا.
رحم الله شهدائنا الاعزاء وحشرهم مع شهداء كربلاء مع سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه. الشهداء ينتظرونكم ايها الشهداء، فإلى الصلاة والى التوديع وعظم الله أجوركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.