مجلة وفاء wafaamagazine
أكد النائب طوني فرنجيّة لـ”الأخبار” أن “مواقفنا تنبع من قناعاتنا والمدرسة التي نشأنا على تعاليمها، ولا ننجرّ لردود الفعل والعصبيات. وتعوّدنا كلما اقترب موعد الانتخابات، أن يبدأ العمل على شد العصب والنعرات، وهذه تجارة مربحة. صحيح أن القوات لم تتبنّ ما حصل، لكنهم مسرورون بالدعاية التي حصلوا عليها كحماة للمنطقة الشرقية”.
ورأى أنه “سواء كانت التظاهرة سلميّة مئة في المئة أو شابتها بعض أخطاء وممارسات مرفوضة، إلا أن ما حصل كان عنيفاً جداً. لم يكن أحد في وارد اقتحام منطقة مسيحية، وما حصل كان عبارة عن كمين محكم، والقنص أتى غدراً وليس بهدف صد أي هجوم. فكيف يكون هناك هجوم والشهداء سقطوا من طرف واحد فقط؟”.
وشدد على ان “المردة أولاً وآخراً وطنيون، ولكن لا أحد يخرج من ثيابه ونعرف موقعنا جيداً في ما لو دعت الضرورة. لكننا نرفض جرّ المسيحيين إلى عواقب لا تحمد عقباها سواء كان من يجرهم إليها مدركاً مخاطر رهاناته أم لا. فما هي مصلحتنا كمسيحيين من رفع الشعارات الكبيرة؟ هل نحن قادرون على تحقيق أي مكاسب في حال كان الهدف مما يجري الوصول إلى طاولة حوار والبحث في عناوين عريضة أم أن التفاهمات ستكون على حسابنا؟ قناعتنا أن الخواتيم لن تكون كما يتمنّاها البعض. والواقع أن الجميع يفكر بمصلحته الشخصية وكيفية تعزيز مواقعه وشعبيته ولا أحد همه لا البلد ولا المسيحيين ولا المسلمين”.
ونبّه فرنجيّة إلى أن ما حصل “لن يكون النهاية، وإذا لم نشهد أحداثاً مماثلة مستقبلاً فلا شك في أن الخطاب العالي السقف سينمو بهدف شد الجمهور واستقطاب أكبر عدد ممكن من الناخبين. المواقف البطوليّة ستزداد ولكن على حساب الوطن والمواطنين. نحن مع تغليب لغة العقل. والجسور التي قد تهدم سيكون من الصعب ترميمها مستقبلاً”.
وعن التحقيق في ملف انفجار المرفأ، أكّد أن “لنا ملاحظات عدة حول مسار التحقيق، لكننا نرفض نسفه وتطييره. نريد تصويب الأمور حرصاً على الشهداء والضحايا والحقيقة ومنعاً للتسييس. صحيح أنه قد يكون هنالك إهمال إداري وهذه حقيقة لا يمكن لأحد الهروب منها، لكن لماذا التركيز فقط على من قصّروا من حيث الإهمال الإداري، وتناسي بقية المعنيين من أمنيين وقضاة ممن يحملون مسؤولية أكبر من المسؤولين الإداريين. نحن مع رفع الحصانات عن الجميع وليتوجهوا جميعاً بمساواة أمام القضاء”.