مجلة وفاء wafaamagazine
لا شكّ في أنّ طول القامة مرتبط إلى حدٍّ كبير بالجينات. وبمجرّد دخول مرحلة البلوغ والتوقف عن النمو، فإنّ تناول أطعمة معيّنة لن يجعل الشخص أطول. لكن خلال سنوات النمو، يمكن للتغذية الصحيحة والجيّدة أن تساعد الإنسان في بلوغ أطول قامة مُمكنة ودعم الجسم على التطور بشكلٍ صحّي. أيها الأهالي، هل تُدركون ما هي المأكولات التي تجعل أولادكم أقصر قامة، وتلك التي تُعزّز نموّهم الطبيعي؟
أوضحت اختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، لـ»الجمهورية»، أنّه «وبالإضافة إلى الجينات، يمكن أن تؤثر مجموعة عوامل بيئية في قامة الشخص، بما فيها الغذاء، والرياضة، والنوم، والمرض».
وأكّدت أنّ «النظام الغذائي المتوازن يُعتبر العامل الأساسي والأهمّ الذي يؤثر في القامة، لذلك يجب عدم غضّ النظر عنه منذ البداية، والانتباه جيداً إلى المأكولات والمشروبات التي يتمّ تقديمها للأولاد».
ودعت أبو رجيلي الأهالي إلى الحذر من شراء المواد التالية لأبنائهم، والحرص على خفض استهلاكها إلى أدنى حصصٍ مُمكنة، حفاظاً على صحّتهم ورشاقتهم من جهة، ودعماً لنموّهم السليم وبلوغهم أطول قامة مُمكنة من ناحية أخرى:
– الوجبات السريعة
تُعتبر من الأسباب الرئيسة وراء بدانة الأطفال، والأمراض المُزمنة مثل السكّري والكولسترول العالي… تُصنّف الوجبات السريعة بالأطعمة الفارغة، لِخلوّها التامّ من المعادن والفيتامينات. وقد أثبتت الأبحاث العلمية أنّ الإفراط فيها يؤثر سلباً في نمو الأطفال، خصوصاً لناحية القامة.
– المشروبات الغازية
تُعتبر من بين السوائل الأكثر استهلاكاً بين الأولاد، حتى أنّ بعضهم يجدونها بديلاً للمياه. تحتوي الصودا على جرعة مرتفعة جداً من السكّر، وتؤثر سلباً في الوزن، وهي غير مغذية على الإطلاق. وصحيحٌ أنّ المشروبات الغازية تتضمّن الفوسفور، الذي يُعتبر معدناً ضرورياً للنمو، ولكن عند استهلاكه بكميات عالية قد يؤثر في مستويات الكالسيوم. ووجدت الأبحاث أنّ الأولاد الذين حصلوا على مزيدٍ من الفوسفور انخفضت لديهم كثافة العظام، الأمر الذي يؤثر سلباً في نموّهم وقامتهم.
– الأرزّ
إنّ الأرزّ بحدّ ذاته ليس طعاماً مضرّاً بالأولاد، غير أنّ النظام الغذائي الغنيّ بالنشويات والفقير بالبروتينات قد يُبطئ نموّهم. لذلك يجب على الأهالي عدم وضع كمية نشويات أكبر من البروتينات.
– الصويا
أثبتت الدراسات أنّ الصويا تؤثر في القامة والنمو، لذلك يجب الحذر من حليب الصويا، وجبنة الصويا أو التوفو، وغيرها من المنتجات التي تحتوي على حامض «Phytic» الذي يخفض امتصاص الكالسيوم الذي لا غِنى عنه لنمو العظام.
– الكحول
توصلت الأبحاث إلى أنّ استهلاك الكحول يُعرقل النمو، وللأسف فإنّ العديد من المراهقين الذين ما زالوا في طور النمو يحتسون هذه المشروبات. يجب على الأهالي أن يتحدثوا إلى أولادهم عن مخاطر الكحول وتأثيرها السلبي في نموّهم.
– الحلويات
يميل الأولاد إلى الإكثار من الشوكولا والسكاكر والحلويات على أنواعها وحتى العصائر المعلّبة. كشفت الدراسات أنّ الصغار الذين يستهلكون نسبة عالية من السكّر هم عادةً أقصر قامة مقارنةً بنظرائهم الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض السكّر. على غِرار الكربوهيدرات، إنّ المبالغة في السكّر ترفع مستويات الإنسولين في الجسم لِتعوق بذلك النمو السليم.
– للتركيز على هذه المواد!
وفي المقابل، ولكي يتمكّن الولد من بلوغ معدل قامة أطول وضمن المعدل الطبيعي وفق عمره، أوصت أبو رجيلي الأهالي بتقديم لأولادهم «المزيد من البيض الغنيّ بالبروتينات، وغيرها من المغذيات الأساسية التي تؤثر مباشرةً في القامة، ومنتجات الألبان المليئة بالكالسيوم، واللوز الذي يزوّد الجسم بجرعة عالية من الفيتامين E الذي رُبط انخفاض مستوياته عند الأولاد بعرقلة النمو، والسبانخ الذي يُعتبر من بين الأطعمة الفائقة الأهميّة خلال مرحلة النمو خصوصاً أنه مليء بالكالسيوم والحديد. بالإضافة إلى الفاكهة على أنواعها باعتبارها المصدر الأبرز للفيتامين C المهمّ لصحّة العظام، والحبوب الكاملة والبقوليات، لاحتوائها على جرعة عالية من البروتينات والمعادن والفيتامينات، والسمك مثل التونة والسلمون، لمدّ الجسم بالفيتامين D الذي يساعد الجسم في امتصاص الكالسيوم».
وختمت حديثها قائلةً: «كذلك توجد وسائل طبيعية أخرى تدعم بلوغ أطول قامة مُمكنة، أبرزها الحصول على ساعات جيّدة من النوم، بعدما تبيّن أنّ قلّة النوم تؤثر في نمو الولد. فضلاً عن القيام بأي نشاط منتظم، مثل الركض والقفز والتسلّق، لقدرته على تقوية العظام والعضلات».