مجلة وفاء wafaamagazine
زكية الديراني
في عام 2015، ترك هشام حداد قناة otv وإنتقل إلى lbci حيث قدّم برنامجه الساخر «لهون وبس» الذي أوجد له مساحة لافتة من الضحك والكوميديا والسخرية من الأوضاع في لبنان. في هذا العمل، مرّ المقدّم على مختلف التطوّرات اللبنانية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، على إعتبار أن لبنان أرض خصبة لتلك المشاريع التلفزيونية مع وجود مساحة من الحرية للاعلام. إعُتبر حداد بمثابة فرصة ممتعة للمشاهدين لأنّه نقل معاناتهم ومشاكلهم بطريقة ساخرة تحمل رسائل مبطنة. كذلك صوّب على السياسيين من مختلف الأحزاب وعلى «هفواتهم» ساخراً منها.
هكذا، كان الموعد كل ثلاثاء مع «لهون وبس»، ليكون رقماً لا يستهان به في مجال السخرية، مكرّساً لنفسه «شعبية» نقلته من الشاشة الصغيرة إلى عالم الـ «ستاند آب» كوميدي على المسارح العربية. بعد ستة مواسم من «لهون وبس»، أطلّ حداد أخيراً في الموسم السابع (كل ثلاثاء 21:30) على lbci، فكانت الصدمة: لقد تحوّل البرنامج من سياسي ساخر إلى سطحي، لا بلا نكهة ولا رائحة.
مع إنطلاق الموسم الجديد، كان الجميع يتأمل متابعة موسم «دسم» من البرنامج، فالأزمات السياسية في لبنان بلغت ذروتها وتشكّل محتوى لا يستهان به للحلقات. لكن حداد قرر أن ينأى بنفسه عن السياسة. هذه الخطوة ليست عفوية، بل سببها تعاقده مع قنوات خليجية. تلفت معلومات لنا إلى أنه فور عودة حداد إلى «لهون وبس»، اتّخذ قراراً كان مفاجئاً بالنسبة الى القائمين على lbci، يقضي بعدم تقديم محتوى ساخر يتعلق بالتطورات السياسة الداخلية أو الخارجية. مع العلم أن الازمة اللبنانية الحالية في قمّتها سواء مع الخليجيين الذين فتحوا حرباً على لبنان بعد ردات الفعل على تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي، أو خارجية إثر الحرب في اليمن أو التطورات مع إنسحاب الجيش الاميركي من افغانستان.
ويلفت المصدر إلى أن حداد «صائم» عن السياسة في برنامجه اللبناني، بعدما قرّر جمع المحتوى السياسي في برنامجيه الأول «Hishow» الذي يتولاه على «صوت بيروت» التابعة لبهاء الحريري، ويهاجم فيه سعد الحريري وفريقه السياسي. أما في الامارات، فقد خصّص حداد برنامجه الساخر «كلام هشام» (الأربعاء 20:00 بتوقيت لبنان) على تلفزيون «الآن» حيث يهاجم الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ملمّعاً صورة الاماراتيين بشكل واضح. لذلك قرر حداد النأي عن السياسة تخوّفاً من خسارة مشاهديه اللبنانيين الذين كانوا يعتبرونه «موضوعياً» نوعاً ما بفقراته، بينما تحوّل اليوم إلى بوق خليجي.
وتشير المصادر إلى أن إدارة lbci تواجه مشكلة مع حداد، إذ تحوّل برنامج من سياسي لكل أطياف المجتمع إلى سطحي خال من المواقف السياسية. فكيف سيتسمر حداد مع القناة اللبنانية بينما المحتوى «الدسم» على الشاشات الخليجية؟.
الأخبار