
مجلة وفاء wafaamagazine
تفاجأ الفلسطينيون بالموقف الذي أعلنه رئيس جهاز الاستخبارات العامّة المصرية عباس كامل، من صفقة تبادُل الأسرى بين المقاومة والعدو الإسرائيلي ومسألة تحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، حيث أظهر انحيازاً إلى مصلحة ربط الملفّين بعضهما ببعض.
وكان موقع «أكسيوس» (Axios) قد نقل عن كامل قوله إن مصر تحاول التوصّل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار في القطاع، مشيراً إلى أن بلاده تتحدّث، «كلّ يوم»، إلى الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن عدّة قضايا، بما فيها السماح بالإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار، وصفقة تبادل الأسرى التي «نعمل من أجلها ليلَ نهارَ».
لكن كامل استدرك بأن «مثل هذه الصفقة يجب أن تبدأ بالإفراج عن سجناء فلسطينيين مسنّين ونساء ومراهقات في السجون الإسرائيلية، كما ستتعيّن معالجة إعادة جثّتَي جنديَّين إسرائيليين وإطلاق سراح مدنيَّين إسرائيليَّين تحتجزهما حماس في غزة»، وهو ما أثار الاعتراض الفلسطيني.
وبحسب ما علمت «الأخبار» من مصادر فصائلية، فإن هناك حالة استياء من الموقف المصري، الذي يقترب من موقف دولة الاحتلال، بينما تصرّ المقاومة على الفصل بين الملفّات الإنسانية والاقتصادية، وبين ملفّ التبادل، وعلى تدفيع الاحتلال ثمناً مناسباً للكشف عن مصير الجنود الأسرى الأربعة، وفي مقدّمه إفراج سلطات العدو عن أسرى «صفقة شاليط» المُعاد اعتقالهم على مدار السنوات الماضية.
واستغربت الفصائل تناقض كلام المسؤول المصري مع ما يطرحه في المباحثات مع مسؤوليها، كما استهجنت حديثه عن وجود مدنيين لدى حركة «حماس»، وهو ما يتماهى مع الرواية الإسرائيلية، بينما تؤكد الحركة أن جميع من لديها جنود ويحملون أرقاماً عسكرية في جيش الاحتلال. لكنّ المصادر لم تستبعد أن يكون هناك تلاعب من قِبَل الموقع الأميركي في حديث رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، وزجّ مصطلحات تتماهى مع الموقف الإسرائيلي، كجزء من «محاولة إفساد العلاقات بين المصريين والفلسطينيين»، مشيرة إلى أن تصريح كامل سيتمّ نقاشه خلال المباحثات المتواصلة مع المصريين.
يستعد كامل لزيارة دولة الاحتلال خلال الشهر الحالي لإجراء محادثات مع بينت
من جهة أخرى، شدّد كامل على ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة بين دولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، معتبراً أنه من المفضّل أن تعود السلطة إلى القطاع، ولافتاً إلى أن مصر تتوسّط بين رام الله وغزّة من أجل إنجاز حكومة وحدة فلسطينية. ولم يخفِ رضاه عن حالة العلاقات المصرية – الإسرائيلية، خصوصاً بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، منتصف أيلول الماضي، رئيس وزراء العدو نفتالي بينت، في شرم الشيخ، والذي وصفه بأنه «كان جيّداً بشكل استثنائي»، آملاً في أن «تظلّ الحكومة الحالية مستقرّة، لأنه يمكن العمل معها بشكل فعّال، على الرغم من أنها تتكوّن من عدّة أطراف ذات وجهات نظر متباينة. ويستعدّ المسؤول المصري لزيارة إسرائيل خلال الشهر الحالي، لإجراء محادثات مع بينت ومسؤولين كبار آخرين. وستكون هذه ثاني زيارة له إلى الأراضي المحتلّة منذ تولّي الحكومة الجديدة مهامّها. كذلك، من المرجّح أن يزور رام الله لإجراء محادثات مع رئيس السلطة محمود عباس.
من جهته اهتمّ الإعلام العبري بشكل كبير بتصريحات كامل، الذي تطرّق إلى الفرق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي وسلفه بنيامين نتنياهو، قائلاً إن «الفرق بينهما كما بين السماء والأرض». وفي هذا الإطار، أشار الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد، إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات المصرية «لم يقل ذلك بحزن بل بارتياح».
الأخبار