مجلة وفاء wafaamagazine
قدم الإسباني الشاب بابلو مارتن بايز جافيرا (جافي) أداءً لافتاً في مباراة المنتخب الأخيرة أمام السويد، مستكملاً بذلك خطف الأضواء في الوسط الرياضي. يُنظر لابن الـ17 عاماً على أنه أحد الأعمدة الأساسيّة في المنتخب الإسباني على رغم صغر سنه، كما أنه يعد عنصراً مهماً لعودة برشلونة إلى الواجهة من جديد
اتجهت أنظار العديد من الأندية الكبيرة إلى جافي إثر تألقه مع شباب نادي ريال بيتيس، لينتهي به المطاف في برشلونة عام 2015 بسن الحادية عشر. تدرّج جافي في الفئات الشبابية للنادي الكتالوني إلى أن وقّع أول عقد احترافي له عام 2020، وجرت ترقيته حينها من فريق تحت 16 عاماً إلى فريق تحت 19. في ظل أدائه اللافت، وجد جافي نفسه ضمن تشكيلة الفريق الأول هذا الموسم، ليخطف الأنظار بنضجه الكروي رغم سنه الصغير. كان من المتوقع أن يصل جافي إلى القمة، لكن صعوده السريع فاجأ الجميع. عادةً ما يستغرق الأمر وقتاً أطول حتى يضج الوسط الرياضي بأحد مواهب «لا ماسيا»، إلا أن مدربي برشلونة وإسبانيا رونالد كومان ولويس إنريكي ألقيا بجافي في دائرة الضوء.
يتميز اللاعب الشاب بالحيوية والسعي الدائم لاغتنام المساحات والتمركز في المكان المناسب مع ومن دون الكرة، كما يتمتع بمهارات عالية في اختراق دفاعات الخصوم والمشاركة في بناء الهجمات وتسجيل الأهداف. يمكنه ضبط وتيرة المباراة ويعرف متى يسرعها ويبطئها، كما أنه يتميز بالنشاط البدني والاستعداد لخوض التحدي من أجل استعادة الكرات المهدرة.
مرور برشلونة بأزمةٍ مالية خانقة أدى للتخلي عن بعض أعمدة الفريق والحؤول دون استقدام لاعبين جدد، الأمر الذي مهّد الطريق لفرصةٍ كاملة أمام جافي. وفي ظل تألقه اللافت، قام مدرب المنتخب الإسباني لويس إنريكي باستدعاء جوهرة برشلونة الجديدة، وسط انتقادات كبيرة من الجماهير الإسبانية التي استغربت تفضيل المدرب للاعب شاب على حساب لاعبين آخرين أصحاب جودة وخبرة كبيرة، غير أن إنريكي كان على دراية بأن جافي سيكون «لاعباً مهماً جداً للمستقبل ليس فقط لبرشلونة ولكن أيضاً للمنتخب الوطني»، بحسب قوله. هكذا، أصبح جافي أصغر لاعب على الإطلاق يشارك مع المنتخب الإسباني الأول لكرة القدم، كان ذلك أمام منتخب إيطاليا ضمن الدور نصف النهائي من بطولة دوري الأمم الأوروبية بعمر 17 عاماً و62 يوماً. انفجر جافي أمام إيطاليا، بطلة أوروبا، في نصف النهائي حيث واجه لاعب خط وسط باريس سان جيرمان ماركو فيراتي واستطاع التفوق عليه، كما قدّم عرضاً قوياً آخر في المباراة النهائية ضد فرنسا رغم الهزيمة، وقد أصبح منذ ذلك الوقت حجراً أساسياً في المنتخب وفي قلوب الجماهير الإسبانية.
أصبحت الجماهير الكاتالونية تنظر إلى جافي وبيدري على أنهما تشافي وإنييستا المقبلين
في ظل تألقه اللافت على الصعيدين المحلي والدولي، يسعى برشلونة جاهداً للحفاظ على نجمه الشاب لأطول فترة ممكنة داخل أسوار الكامب نو. يستعد النادي الكتالوني لدخول المرحلة الأخيرة من مفاوضات تجديد عقد جافي مع ضمانات حصوله على زيادة سنوية في الراتب، وسيعرض برشلونة العقد الجديد على اللاعب قريباً بحسب مصادر صحافية إسبانية.
الإدارة على درايةٍ كاملة بالعجز المالي في النادي، لذا ستحاول جاهدةً استعادة مجد «لا ماسيا» بهدف توفير النفقات. أعاد أداء جافي إلى الأذهان لاعب خط وسط برشلونة الأسطوري تشافي هيرنانديز، وأصبحت الجماهير الكاتالونية تنظر إلى جافي وبيدري على أنهما تشافي وإنييستا المقبلين.
مشاهدة جافي تزيل الهموم عن صدور جماهير برشلونة. المشاكل الاقتصادية والفنية تتلاشى أمام أقدام الموهبة الصاعدة الجديدة. ببساطة، يجسد جافي الأمل وسط خيبات متتالية في البيت الكاتالوني. ومن المنتظر أن تزيد أهميته في النادي مع قدوم المدرب الجديد. لا يزال جافي صغيراً جداً وهو بحاجة إلى الأشخاص المناسبين من حوله لصقل موهبته المميزة، الأمر الذي سيعمل عليه المدرب تشافي هيرنانديز سالكاً طريق سلفه الإسباني لويس إنريكي في منتخب «الثيران» الإسبانية.