مجلة وفاء wafaamagazine
شاركت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون، في المؤتمر الدولي “وضع المرأة الفلسطينية في أعقاب هجوم أيار 2021″، الذي نظمته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا – الإسكوا ممثلة بوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة الأمينة التنفيذية للأسكوا رولا دشتي ووزارة شؤون المرأة الفلسطينية ممثلة بالوزيرة أمال حمد.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على وضع النساء الفلسطينيات في ظل الاحتلال، ولا سيما في قطاع غزة، وأثر ذلك على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وبخاصة الهدف الخامس عن المساواة بين الجنسين.
وكان لعون كلمة قالت فيها: “في المسيرة التي تسلكها نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، تواجه النساء في جميع المجتمعات البشرية تحديات متنوعة في كل المجالات، في التمكن من التحصيل العلمي والتقني، في الحصول على الموارد، في الاستفادة من الخدمات الصحية أو في التعاطي بالشأن السياسي، لكن صعوبة تخطي هذه التحديات تزداد أضعافًا عندما تندرج في ظروف احتلال ضاغط على شروط الحياة اليومية ومقيد للحرية وقامع للهوية الوطنية. يصبح من المستحيل التفكير بسبل للخروج من حال اللامساواة عندما تفرض الأعمال القتالية الدموية، أولوية واحدة، هي البقاء على قيد الحياة”.
أضافت: “مؤتمرنا اليوم يتناول وضع ينطبق عليه هذا الوصف الأخير. فالآلام التي عاشتها النساء في فلسطين في الربيع الماضي تحملنا إلى النظر إلى أهداف التنمية المستدامة التي يتطلع العالم إلى تحقيقها في حدود العام 2030، وإلى القرارات والتوصيات الأممية الرامية إلى تعميم مشاركة النساء في أعمال الأمن والسلام، من وجهة نظر مختلفة. لا أحد يمكن له أن يشكك بجدوى التنمية المستدامة، ولا أحد يمكن له أن يفضل حال الحرب على حال السلام”.
وسألت عون “هل من الممكن وصف حال الظلم والقمع بأنها حال سلام؟ كيف لنا أن ندعو مع القرارات الأممية إلى مشاركة النساء في التوسط والتفاوض للسلام إذا غابت الإرادة لإحقاق العدل؟ كيف لنا أن نخطط لمستقبل من النمو إذا كان الخيار المتاح محصوراً بين التعايش مع الظلم أو استمرار الاقتتال؟ قبل أيام من اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ومع بداية حملة الـ 16 يومًا العالمية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، واجب علينا، أن نكون مدركين لخطورة الوضع القائم في فلسطين. لذا، عند تأييدنا لدعوات الأمم المتحدة وقراراتها عن حقوق الإنسان للمرأة وعن ضرورة مشاركة النساء في جهود إحلال السلام، علينا ألا نغض الطرف عن المآسي التي يعيشها سكان فلسطين تحت وطأة الحروب، بل لنا أن نرفع الصوت، للمطالبة بتكثيف وتوحيد الجهود الدولية لوضع حد لهذه المآسي وللتوصل إلى سلام عادل ومستدام. فالأحداث تثبت لنا يوميًا ترابط التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عالمنا المعاصر”.
وتابعت: “آلام الشعب الفلسطيني تنعكس على مصداقية الجهود التي نبذلها في مجتمعاتنا للتوصل إلى المساواة في الحقوق. فصمت الدول أمام الظلم الذي يقترف بحق الفلسطينيين، يشجع الشباب والشابات على التسليم بأن منطق القوة هو الذي يسود العالم وليس منطق الحق، وبأن لا جدوى من العمل لإحلال حقوق الإنسان، لا للرجل ولا للمرأة”.
وختمت عون “لهذا، أدعو من هذا المنبر، الهيئات النسائية في منطقتنا العربية، وفي جوارنا الأوروبي، وفي العالم أجمع، إلى إدراك تأثير التطورات السياسية والاقتصادية على التوجهات الفكرية في مجتمعاتنا، وإلى تدارك التأثير السلبي الناتج من هذه التطورات. كما أدعو شعوب ودول العالم والهيئات الأممية إلى رفض الظلم في فلسطين والإسراع في العمل بجدية لإنهائه”.