الرئيسية / آخر الأخبار / تجربة زراعية حيوية في تمنين التحتا

تجربة زراعية حيوية في تمنين التحتا

مجلة وفاء wafaamagazine

تتشعّب الأساليب الزراعيّة المستخدمة في لبنان. ففي ظلّ ارتفاع كلفة المبيدات الزراعية وزيادة الوعي تجاه مخاطرها الصحيّة، تلقى الزراعة الحيوية رواجاً تدريجياً. هذا النوع من الزراعة يعتمده المزارعون الهادفون إلى الجمع بين الثمار الصحيّة للزراعة العضوية من جهة، ووفرة الإنتاج في المحصول من جهة أخرى.

وتعتمد الزراعة الحيوية على المخصّبات أو المواد الحيوية التي تنتجها الحياة الميكروبية في الأراضي الخصبة لتستعملها في أنظمتها الغذائية، وهي جزء لا يتجزّأ من أيّ أرض خصبة.

منذ ثلاث سنوات، يستعمل حسين مرتضى المواد الحيوية والسماد العضوي لزراعة حقله في بلدة تمنين التحتا (قضاء بعلبك) بالبطاطا والعنب والخيار والشمام واللوبية. بدّل مرتضى، الحائز على شهادة دكتوراه في الأغذية من إحدى جامعات فرنسا، عاداته الزراعية التقليدية التي كان يعتمدها منذ عام 1980. وهو يؤكد أن إنتاجه «زاد بنسبة 20 في المئة منذ أن بدأ باعتماد الزراعة الحيوية، وانخفضت تكلفته إلى الثلث، وازداد ربحه من عمله الزراعي كونه يبيع بسعر السوق، لكن بجودة ثمار أعلى».


سبب زيادة الإنتاج هو أنّ الزراعة الحيوية «تمنع البقايا الكيماوية في التربة أو الهواء من الدخول إلى الثمرة، وبذلك نكون قد وجدنا حلّاً لمشكلة الإنتاج في الزراعة العضوية، وأنتجنا ثماراً صحية»، يقول مرتضى.

كيف ينتج مرتضى المواد الحيوية؟ «من بكتيريا الحليب «Lactobacillus Gasseri» عبر طبخ الجبنة من الحليب الطازج، وتصفية المياه الصفراء منه. تحفظ المياه الصفراء مكشوفة لتكتسب البكتيريا الهوائية بمكان دافئ ليوم واحد. من هذه البكتيريا، التي تحتوي على البكتيريا الميسّرة لـ«الآزوت»، تمنح النبتة نمواً يُعرف علمياً بالتكاسر الخضري، والبكتيريا الميسّرة لـ«الفوسفور»، والتي تساعد على «ترخاية التربة»، ما يمنح الجذور نمواً وقدرة على الانتشار في التربة، والبكتيريا الميسّرة لـ«البوتاسيوم» المسؤولة عن التمثيل الضوئي وتغذية النبات بالسكريات الضرورية»، يوضح مرتضى.

عدا عن الحليب، يستخدم مرتضى الخميرة، ويقول إنّه يغلي «أوقية من الخميرة مع نصف كيلو دبس العنب أو الخرّوب أو السكر الأسمر بالإضافة إلى المياه على درجة حرارة 25 درجة مئوية لمدة ربع ساعة. فالخميرة تحتوي على العديد من الفيتامينات والأحماض الأمينية المسؤولة عن التغذية المثالية والنمو الخضري للنبات وزيادة الإنتاجية وجودة الثمار، وهرمون الـ«سيتوكيتين» المسؤول عن تغذية خلايا النبات وانقسامها ما يحفّز النمو، ويزيد مقاومة النبات للآفات الزراعية».

يشير مرتضى إلى أنّه «يضع ما حصل عليه من سماد عضوي على بعد 40 سنتيمتراً من جذع النبات، ويقسم ما حصل عليه من بكتيريا الحليب وخميرة السكّر إلى قسمين، قسم يضعه في خزّان ري التربة بالتنقيط مع وضع مصفاة على مجرى المياه ليروي بها مزروعاته طوال الموسم، وقسم يخزّنه لاستعماله في رشِّ الأوراق قبل جني الثمار بشهر تقريباً».


ويقول إنّه يضيف إلى القسم المخصّص للتربة مقداراً من الطحالب البحرية «التي تؤمن الذُبال أو الـ«Humic Acid»، لمنح النبات الهرمونات الهوائية التالية: «Gibberellin» المسؤول عن نمو الجذور، «Auxin» المساعد على انقسام خلايا النبات ونموها، «Cytokinins» المسؤول عن زيادة نمو الثمر، بينما أضيف للقسم المخصّص لرشِّ الأوراق في مرحلة تسبيط النبات، أي قبل جني الثمار بشهر تقريباً مقداراً من الطحالب البحرية التي تؤمن «Fulvic Acid» والذي يقلع أمراض البياض الدّقيقي والبياض الزغبي عن الأوراق، ما يؤمّن سلامة نمو النبات وجودة ثماره».

لا يكتفي مرتضى باستعمال المواد الحيوية والأسمدة العضوية، بل يحصل على السّماد العضوي بفرز النفايات العضوية وتسبيخها مع أوراق الأشجار والأغصان ومخلّفات الطيور في حفرة يعرّضها للأوكسجين لمدة 24 ساعة عبر مضخّة هواء بدائية لتكتسب البكتيريا الهوائية الصالحة، بالإضافة إلى إنتاج مادّتين حيويتين تغذّي الزرع بالبكتيريا الصالحة في بستانه بأساليب بسيطة.

تسعف شهادة مرتضى العلمية على إعادة تركيب المواد الحيوية وإنتاج البكتيريا والاستفادة منها. في حين يحتاج كثير من المزارعين إلى ترشيد زراعي من وزارة الزراعة والجمعيات الأهلية لتطوير زراعتهم والاستغناء عن المبيدات المكلفة والمضرة بيئياً.

الأخبار

عن Z.T