مجلة وفاء wafaamagazine
في عام 1922 سافر ألبرت أينشتاين إلى اليابان لإلقاء سلسلة محاضرات بعد أن حصل على جائزة نوبل لإسهاماته في الفيزياء النظرية واكتشافه التأثير الكهروضوئي، وأعطى خلال تلك الرحلة لصاحب الفندق العديد من الملاحظات الموقعة، التي تضمنت أفكارا عما يعنيه أن تكون سعيدا.
وقالت شيرين علي -الصحفية بموقع “ذا هيل” (The Hill) الأميركي في تقرير لها- إن أينشتاين كتب أفكاره حول تحقيق السعادة عام 1922، مقترحا أن الحياة المتواضعة يمكن أن تجلب السعادة أكثر من التعلق بالسعي لتحقيق النجاح.
مسببات السعادة
وكتب ألبرت أينشتاين “إن الحياة الهادئة والمتواضعة تجلب السعادة أكثر من السعي لتحقيق النجاح جنبًا إلى جنب مع القلق المستمر”.
وعلقت بأن 17 كلمة هذه ستكون ذات صلة، إذ يحاول الناس في جميع أنحاء العالم اكتشاف كيفية تحقيق السعادة في الحياة. وبيعت هذه المذكرة -مع غيرها- بمبلغ 1.8 مليون دولار عام 2017 في أحد دور المزادات.
ما تعريف السعادة؟
ويقول علم النفس اليوم إن السعادة لا يمكن تعريفها بمشاعر سعيدة فردية واحدة، لأنها تنطوي أيضا على قدر كبير من المشاعر غير المريحة، وإن التركيب الجيني وظروف الحياة والإنجازات والحالة الزوجية والعلاقات الاجتماعية وحتى جيرانك يمكن أن تؤثر جميعها على مدى شعور الشخص بالسعادة.
وتخضع السعادة للسيطرة الشخصية، وهو ما قد دعا إليه أينشتاين باتباع حياة هادئة ومتواضعة، قائلا إنها التي تجلب المزيد من السعادة.
تحقيق السعادة
وأشارت الكاتبة إلى أن هذا مشابه لما قاله فرانك تي أندرو، أستاذ علم النفس في كلية نوكس للفنون بولاية إيلينوي الأميركية حول تحقيق السعادة؛ “نحن نعمل بجد للوصول إلى هدف، ونتوقع السعادة التي سيجلبها عملنا، ولكن ولسوء الحظ سرعان ما نتراجع عن هذا العمل، ثم نبدأ مطاردة الشيء التالي الذي نعتقد أنه سيجعلنا سعداء، ونظل نكرر سعينا هذا”.
ما علاقة النجاح بالسعادة؟
ومع ذلك، يبدو أن النجاح والسعادة مرتبطان، أذ أجرى الباحثون عام 2005 دراسة ضخمة مع 275 ألف مشارك لفهم نظرية السعادة، ووجدوا أن النجاح الشخصي والمهني قد يؤدي إلى السعادة، وأن الأفراد السعداء سعوا لتحقيق أهداف جديدة في الحياة.
رغم أن ملاحظة أينشتاين البسيطة المكونة من 17 كلمة ألمحت إلى نظرية في السعادة، فقد وجد الخبراء أن هناك العديد من الطرق لتحقيق ذلك، وكل شخص لديه طريق فريد للوصول إلى هناك.