الرئيسية / آخر الأخبار / المطارنة الموارنة: نحذر من منع حصول الاستحقاق الانتخابي ونترقب صحوة ضمير المسؤولين

المطارنة الموارنة: نحذر من منع حصول الاستحقاق الانتخابي ونترقب صحوة ضمير المسؤولين

مجلة وفاء wafaamagazine

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع اصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران أنطوان عوكر جاء فيه:

يرفع الآباء شكرهم لله على زيارة صاحب القداسة البابا فرنسيس إلى قبرص، وعلى الترحيب الذي خصه به، في كاتدرائية سيدة النعم – نيقوسيا، صاحب الغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي مع سيادة راعي الأبرشية المطران سليم صفير وكهنتها وأبنائها والوفود الآتية خصيصا من لبنان. وإذ يشكرون قداسته على كلامه الذي توجه به إلى لبنان وأهله بعاطفة أبوية، يعتبرون أن زيارته هذه جاءت للبنان أيضا، آملين بتجسدها عندنا قريبا، ويضمون صلاتهم إلى صلاته من أجل بلوغ بلادنا خلاصها. كما يرجون أن تؤدي اتصالات الكرسي الرسولي دوليا إلى تحرر لبنان من التجاذبات الإقليمية التي تكبل إرادته، ووضعه على سكة استعادة حرية قراره.

 

تابع الآباء بفرح كبير محطات الزيارة الراعوية التي قام بها صاحب الغبطة إلى جزيرة قبرص وقد بدأها بزيارة كل من فخامة رئيس الجمهورية السيد نيكوس أنستاسيادس، وغبطة رئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني. شملت الزيارة القرى المارونية المهجرة في شمالي قبرص. ويضمون رجاءهم إلى رجاء أبنائهم وبناتهم هناك، بأن تتوافر عودتهم الآمنة والكريمة إلى بيوتهم وأراضيهم بعد طول معاناة، بدأت سنة 1974. وشملت الزيارة أيضا الرعايا القديمة والحديثة في الجزء الجنوبي من الجزيرة. وأثنوا على جهود راعي الأبرشية المطران سليم صفير ومعاونيه من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين، في ترتيب وتنظيم زيارة قداسة البابا الرسولية، وزيارة صاحب الغبطة الراعوية.

 

 

يبدي الآباء ارتياحا إلى بداية حل الأزمة مع المملكة العربية السعودية، بفضل التعاون القائم بين رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إمانويل ماكرون وولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان، ويأملون عودة العمل المؤسساتي الدستوري الى مجلس الوزراء قريبا، ويدعون المسؤولين المخلصين للوطن إلى فرض تماسكهم الأخلاقي والسياسي، ومتابعة السعي الى حل الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية التي تتخبط فيها البلاد، في وقت هو الأدهى ربما في تاريخ لبنان المعاصر، وقد هال الآباء بلوغ نحو 90% من اللبنانيين عتبة الفقر، وفق تقارير دولية مرجعية. وهم يترقبون مع المجتمع الدولي صحوة ضمير لدى المسؤولين تعيد إلى هذا الوطن حضوره، من خلال التقيد خصوصا بالاصلاحات الضرورية المطلوبة لتعافيه.

 

يحذر الآباء مما يحكى عن مساع من قبل بعض السياسيين لمنع حصول الاستحقاق الانتخابي، الذي يمثل حقا أساسيا للمواطنين في المساءلة والمحاسبة، وحاجة ملحة لتداول الحكم على قاعدة النزاهة والجدارة والخبرة النبيلة في شؤونه. ويناشدون أهل التأثير السياسي الإيجابي والصحافة ووسائل الإعلام والقوى الحية في المجتمع المدني التركيز على هذا الواجب الدستوري في مواقفهم وتحليلاتهم، بحيث يتعزز المناخ الديمقراطي الحر، وتغدو هذه الانتخابات المطلب المصيري للتجديد المرتجى في العمل الوطني.

يراقب الآباء بقلق كبير عودة جائحة كورونا إلى اجتياح جديد للساحة اللبنانية عبر تصاعد أعداد الإصابات والوفيات. ويطالبون المسؤولين المعنيين باللجوء إلى معالجات ذكية وحازمة تقي البلاد خطورة تفاقم الحال المرضية وسلبياتها على ما تبقى من اقتصاد وتربية وما إليهما من مظاهر الحياة عندنا، كما يذكرون المواطنين بضرورة التقيد بالتدابير الوقائية المطلوبة.

 

تحتفل الكنيسة في الخامس والعشرين من هذا الشهر بعيد ميلاد السيد المسيح بالجسد من مريم العذراء في مغارة بيت لحم ، آخذا بشريتنا بكل ما فيها من ضعف، ما عدا الخطيئة، وأتم سر فدائنا بموته على الصليب وقيامته من بين الأموات ، مشركا إيانا بهذا الانتصار. يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم للإستعداد لهذا العيد بالصلاة والتقشف ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وما أكثرهم في أيامنا، وأن يسألوا بصلواتهم طفل المغارة الذي دعاه الأنبياء ملك السلام، أن ينشر السلام في وطننا وفي هذه المنطقة التي عاش على أرضها، وفي العالم أجمع”.