مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة ” النهار ” :
مع الزيارة الجديدة التي يبدأها اليوم لبيروت، موفد الرئيس الفرنسي ومنسق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان ولقاءاته المقررة مع المسؤولين، بدءاً بلقائه قبل الظهر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا، يعود ملف المساعدات الفرنسية وأوّلية الدعم الدولي عموما للبنان إلى الواجهة، في وقت تواجه فيه الحكومة وضعاً يزداد تخبّطاً وإرباكاً، وتتلقى صدمات متعاقبة لا تقوى على صدّها. ولعلّ آخر ما سجّل من انتكاسات مفتعلة في وجه الحكومة، وبعد أسبوع حافل من صدور البيان الفرنسي السعودي المشترك المتعلق بالأزمة اللبنانية وما تلاه من بيانات مشتركة بين السعودية وسائر دول الخليج، التسبّب بأزمة جديدة للبنان مع #البحرين من خلال رعاية “#حزب الله” مؤتمراً لجهة بحرينية معارضة في بيروت هاجمت السلطات البحرينية سواء تحت أنظار الدولة والحكومة، أو بغفلة عنهما، ولكنّ توقيت المؤتمر أثار الريبة إذ جاء ليشكل “كمينا” للحكومة في عزّ المساعي لمعالجة الأزمة الديبلوماسية مع دول الخليج عقب التدخل الفرنسي مع الرياض في هذا الصدد.
وبدا لافتاً ان معالم هذه الانتكاسة تزامنت مع تصاعد رهان رئيس الحكومة على استمرار المساعي الفرنسية لترتيب زيارة رسمية يقوم بها ميقاتي للرياض، علماً ان رئيس الحكومة غرّد عبر” تويتر” السبت قائلا: “أثمن جولة سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والمساعي المستمرة لتعزيز أُطر التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية كافة، ولبنان من ضمنها. وأقدّر التأكيد الثابت خلال الجولة على دعم لبنان واللبنانيين، وان يكون منطلقاً لخير الدول العربية”.
أزمة مع البحرين
ووسط هذه الأجواء برز أمس موقف لوزارة الخارجية البحرينية أعربت فيه عن “بالغ أسفها واستنكارها لاستضافة العاصمة اللبنانية بيروت، مؤتمرًا صحافيًا، لعناصر معادية ومصنفة بدعم ورعاية الإرهاب، لغرض بث وترويج مزاعم وإدعاءات مسيئة ومغرضة ضد مملكة البحرين”. وأعلنت الوزارة أنه “تم تقديم احتجاج شديد اللهجة، إلى الحكومة اللبنانية، بشأن هذه الاستضافة غير المقبولة إطلاقًا، والتي تعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بما يخالف المواثيق الدولية وميثاق جامعة الدول العربية”. وأضافت الوزارة أنه تم إرسال مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بهذا الخصوص، “تتضمن استنكار مملكة البحرين لهذه الخطوة غير الودية من الجانب اللبناني”. ودعت الحكومة اللبنانية إلى “ضرورة منع مثل هذه الممارسات المستهجنة التي تستهدف الإساءة إلى مملكة البحرين، وتتنافى مع أبسط الأعراف الديبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين”.
ومساء امس اصدر المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي افاد فيه انه تبلغ من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب مضمون الكتاب الذي وجهته وزارة الخارجية في مملكة البحرين وتضمن احتجاجا رسميا على عقد مؤتمر صحافي في بيروت تضمن اساءات إلى المملكة واحال الرئيس ميقاتي الكتاب بشكل عاجل على السلطات المختصة “طالبا التحقيق الفوري في ما حصل ومنع تكراره واتخاذ الاجراءات المناسبة وفق القوانين المرعية الاجراء”. وأضاف البيان: “إن رئيس مجلس الوزراء يشجب بقوة ويدين التطاول على مملكة البحرين، قيادة وشعبا، ويرفض التدخل في شؤونها الداخلية،والاساءة اليها باي شكل من الاشكال. كما يؤكد رفض استخدام لبنان منطلقا للإساءة إلى مملكة البحرين والتطاول عليها، مثلما يرفض الاساءة إلى الدول العربية الشقيقة ولا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي.”
انفجارات البرج الشمالي!
في أي حال رسمت المعطيات التي انتهت اليها تحركات الأسبوع الماضي معالم إتساع الدوران في حلقة مفرغة على صعيد الازمة الحكومية تحديداً، كما برزت معالم تطور جديد- قديم خطير مع الانفجار الذي حصل ليل الجمعة في مخيم البرج الشمالي والذي تسترت عليه حركة “حماس”، وكذّبت المعلومات التي أفادت عن حصوله في مستودع للأسلحة والذخائر، كما كذّبت المعلومات عن وقوع قتلى ثم انكشف الأمر أمس عن معطيات مختلفة. اذ ان هذا التطور اثار مخاوف متجددة مما تردد عن دور عسكري واسع تتولاه حركة ”حماس” من الجنوب اللبناني ناهيك عن مسألة مخازن الأسلحة التي تشكل حقول ألغام جاهزة للكوارث. وقد توجه أمس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى وزارتي الدفاع والداخلية سائلاً “نريد الرواية الرسمية الكاملة عن الانفجار الذي وقع اول من أمس في مخيم البرج الشمالي في مدينة صور وذلك ليبنى على الشيء مقتضاه”. وسجّل توتر جديد وواسع مساء أمس حين سقط أربعة قتلى وسبعة جرحى في اشتباكات عنيفة داخل المخيم لدى تشييع أحد عناصر حماس الذي قتل في انفجار مخزن الأسلحة مساء الجمعة وذلك بعدما شهد التشييع فوضى مسلحة انتهت باشتباك بين مسلحي حماس وحركة فتح. وأفادت معلومات ان أشكالا حصل بين عناصر من حماس واخرين من حركة فتح كان سبب الصدام وان النائب حسن عز الدين كان بين المشاركين اثناء التشييع واخرج من المخيم.
في غضون ذلك تصاعدت وتيرة الانتقادات للشلل الحكومي خصوصا في ظل ما ينذر بانفجار سياسي جديد حيال إصرار الثنائي الشيعي على تنحية المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار عن التحقيق وتصاعد حملة هجومية حادة ضدّه عقب إصراره على قوى الامن الداخلي بضرورة تنفيذ مذكرة توقيف الوزير السابق علي حسن خليل.
وأعلن أمس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي انه “لا يمكن القبول بحكومة تعطل نفسها بنفسها. فهل في نية المعطلين اختبار تجريبي لما ستكون عليه ردود الفعل في حال قرروا لاحقا تعطيل الإنتخابات النيابية فالرئاسية؟ وكيف يستقيم حكم من دون قضاء مستقل عن السياسة والطائفية والمذهبية، علما بأن العدالة أساس الملك؟ “. وقال “إننا نرفض رفضا قاطعا تعطيل انعقاد مجلس الوزراء خلافا للدستور، بقوة النفوذ ونية التعطيل السافر، لأهداف غير وطنية ومشبوهة، وضد مصلحة الدولة والشعب. “
أبو فاعور
إلى ذلك كشف عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” #وائل أبو فاعور لـ”النهار” ان زيارته الأخيرة للمملكة السعودية “جاءت في إطار التشاور المستمر مع المسؤولين في المملكة خصوصا بعد الازمة الاخيرة التي تسبّب بها جحود البعض بحق المملكة، وأهم من ذلك تمادي “حزب الله” في الإساءة إلى المملكة وأمنها واستقرارها وسلامة أبنائها عبر الانغماس في أدوار اقليمية لا تمت بصلة إلى انتماء لبنان ومصالحه”. وعما إن كان حمل مبادرة معينة باتجاه المملكة اشار أبو فاعور إلى “أننا لم نحمل مبادرة محددة، لكننا حملنا موقفاً واضحاً برفض التعرّض لأمن المملكة واستقرارها، وتأكيداً للعلاقات الأخوية التي يجب أن تتقدّم في ذهن اللبنانيين جميعهم على أيّ التزام أو ارتباط آخر مع إيران أو غيرها في المنطقة”.
وقال: “موقف القيادة السعودية أنها مستعدة للرد على أي إيجابية لبنانية بإيجابية أكبر، لكن ذلك برأيي يحتاج إلى التزام لبناني فعلي بالتوقف عن الانحياز إلى إيران أو غيرها، عملياً لا عبر البيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وهذا يحتاج إلى وقفة لبنانية داخلية واضحة تضع حدوداً لهذا السياق التدميري لعلاقات لبنان العربية”. واضاف “سمعت أيضاً أن القيادة السعودية تعرف حقيقة الموقف الأخوي المحب لمعظم اللبنانيين تجاهها وهي تقدّر موقفهم وموقف أصدقاء المملكة على المستويين الشعبي والسياسي، وهي تأخذ هذا الأمر في الاعتبار في مقاربتها الحريصة تجاه لبنان، فالعلاقة مع لبنان الرسمي شيء والعلاقة مع اللبنانيين شيء آخر مختلف كلياً، والرهان هو على اللبنانيين لا على بعض المواقع الرسمية التي أعطت شرعيتها ودعمها للمعتدين على أمن الدول العربية”.
…وسعيد والحزب
وفي سياق متصل عقد رئيس “لقاء سيدة الجبل” النائب السابق فارس سعيد، مؤتمرا صحافيا في دارته في قرطبا، في ضوء استدعائه اليوم للمثول أمام القضاء في دعوى إثارة النعرات الطائفية والحرب الأهلية والاقتتال المقدمة ضده من “حزب الله”، واعتبر أن “تهمة التحريض على الحرب الأهلية من جانب نائب عن كتلة حزب الله البرلمانية، وبإسم كتلة الوفاء للمقاومة، ومن قبل حزب لا يؤمن بالقضاء، لا القضاء الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولا القضاء الوطني في قضية انفجار مرفأ بيروت. إذا هذه الشكوى من هذا التنظيم الذي لا يؤمن بالقضاء، ما هي في الواقع إلا تحريض على قتلي واغتيالي، على قاعدة الأمر لي التي يطبقها النائب وحزبه منذ مدة طويلة. وهي، هذه التهمة، تجريم على القاعدة ذاتها لبيت، موجود في هذه البلدة العريقة وحاضر في هذه المنطقة الآمنة وفي هذا الجرد الخشن، بيت مشهود له في المحافظة على السلم الأهلي والعيش المشترك في جبيل وكل الوطن وفي كل الظروف”.