الرئيسية / آخر الأخبار / حفل تأبيني في مطار بيروت حدادا على أرواح ضحايا طائرتي التدريب

حفل تأبيني في مطار بيروت حدادا على أرواح ضحايا طائرتي التدريب

مجلة وفاء wafaamagazine

أقيم حفل تأبيني في صالون شركة Executive aircraft services بمبنى الطيران العام في مطار بيروت الدولي ، حدادا على أرواح الضحايا الذين فقدوا إثر سقوط طائرتي التدريب التي كانوا على متنها، بدعوة من رئيس جمعية الطيارين الخاصين في لبنان الكابتن مازن السماك وبالتعاون مع الشركة وصاحبها الشيخ طلال وهاب.

حضر الحفل إضافة الى السماك، ذوو الضحايا وعائلاتهم، الأبوان يوحنا روحانا وسيبوه غارابديان، الشيخ محمد كاظم عياد، وفد من القوات الجوية ممثلا قائد القوات الجوية في الجيش اللبناني العميد الركن الطيار زياد هيكل، مدير مركز تدريب وتعزيز أمن المطار العقيد جورج نادر، رئيس لجنة التحقيق في سقوط الطائرة الثانية الكابتن الطيار محمد عزيز، ممثلون عن شركة طيران الشرق الأوسط والمديرية العامة للطيران المدني وعدد كبير من الطيارين الخاصين والمدربين.

بداية النشيد الوطني ثم دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا. بعدها ألقى السماك كلمة قال فيها: “نجتمع اليوم لكي نصلي وندعو سويا بالرحمة الالهية للأعزاء والغاليين على قلوبنا، إستاذنا جميعا الكابتن الطيار علي أحمد الحاج الذي أعطى الكثير من قلبه قبل وقته ومن علمه وخبرته، وكان فعلا وبشهادة الجميع يعد من أفضل أساتذة الطيران في الشرق الأوسط، ولزهرة المطار الطيار باسكال عبد الأحد التي كانت تنشر البهجة والمحبة والإيجابية أينما حلت، ولينبوع الشباب الذي لم يكن لينضب لولا الحادثة الأليمة للطيار جورج شيركيدجيان الذي لم يكن ليهدأ أو يستكين حتى يلبي طلبات زملائه الطيارين، وطبعا لأولادنا وفلذات أكبادنا جاد وجويل موسى خيرة الشباب اللبناني بعد أن كانا مثالا يحتذى به للأخلاق الحميدة، يعملان بلا كلل لصناعة مستقبل مشرق”.

أضاف: “للجميع مكانة كبيرة في قلوبنا، وهذا الجمع هو أكبر دلالة على تلك المكانة، وصحيح أن الألم كبير وكبير جدا ولكن وقفة اليوم والدعاء هو حق علينا لأرواحهم الطاهرة الزكية”.

وتابع: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله، لذلك أود من كل قلبي أن أشكر بداية الأهل الأعزاء الذين وضعوا ثقتهم بالجمعية ولبوا نداء الدعاء المشترك، كما أتوجه بالشكر الى رجال الدين المحترمين الموجودين معنا اليوم والذين بوقفتهم مجموعين يكرسون التعايش بأبهى صورة بالفعل لا بالقول، وأشكر ايضا العين الساهرة على أمن المطار قائد الجهاز العميد نبيل عبدالله والمدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن اللذين سهلا لنا إقامة هذا التأبين، ومقدرين ايضا حضور ممثلي قائد القوات الجوية في الجيش اللبناني العميد زياد هيكل، وايضا وجود الزملاء الطيارين من شركة طيران الشرق الأوسط والطيارين الخاصين وايضا الشيخ طلال وهاب الذي لولاه لما كان هذا الجمع”.

وشكر السماك لوسائل الإعلام المرئي والمسموع “مهنيتهم العالية”، وتوجه اليهم راجيا ان “لا يفهم كحد من حرية الإعلام واقول حتى اليوم ما زلنا ننتظر جميعا نتيجة التحقيق الذي ستصدره لجنة مختصة، وصدقا ليس لدينا معطيات حتى صدور هذا التقرير”.

روحانا
ثم ألقى الأب روحانا كلمة بإسمه واسم الأب غارابديان قال فيها: “يا قابل ابتهال العالم وأدعية الخلق الخاشعة، إليك رفعنا صلاتنا من عمق إيماننا، نسألك الرحمة والمغفرة لآبائنا وإخوتنا المؤمنين الذين سبقونا وأتموا قسمتهم في جهد هذه الدنيا، إجعل لهم ذكرا صالحا في الأرض وراحة كاملة في السماء، صحبة الصالحين الذين حسنوا لديك، وهب للمحزونين العزاء عن فقدهم برجاء لقائهم في ملكوت حبك السعيد”.

أضاف: “نسألك ربنا أن تغفر لنا خطايانا نحن المؤمنين برحمتك اللامتناهية وارحم جميع الذين افتديتهم بالثمن العظيم واعطهم الراحة الدائمة ولتسترح أنفسهم بسلام”.

عباد
ثم كانت كلمة للشيخ محمد كاظم عياد قال فيها: “أقدم لذوي المفقودين الأحباء الشهداء على هذا الوطن أسمى آيات العزاء، وهذا المصاب والألم آلمنا جميعا وعندما حصلت هاتين الحادثتين انكسرت قلوبنا حقيقة، فهذا ألم الوطن كله، ونحن ندعو لهم بالرحمة، إن هذا الوطن يكفيه هذه القرابين التي قدمت له، ويكفي ذلك لتجتمع قلوبنا وافئدتنا ونتجاوز خلافاتنا جميعا ونبني وطننا، وطنا حرا صامدا أبيا مستقلا، هذا الوطن الذي وقع عليه كل ما وقع، لكن أبناءه يتميزون بصبرهم وبوفائهم وحبهم لهذه الأرض، لذلك أنا أعتبر هؤلاء خداما لهذا الوطن وقدموا أنفسهم في مقام الشهداء الذين يقدمون أنفسهم لهذا البلد العزيز لبنان، لأن الذي يخدم بلده بلا تمييز ولا تفرقة ثم يموت حتى لو مات على فراشه فإنه بمنزلة الشهداء، فكيف اذا كان يمارس خدمة هذا الوطن”.

أضاف: “نسأل الله أن يتغمدهم برحمته الواسعة وأن يسكنهم الفسيح من جنانه، ونحن كلنا نؤمن بيوم القيامة، وهذا الذي يسلي قلوبنا، قد نعتمد على القضاء وعلى العدالة لكننا لا نرتب، للأسف الشديد، أملا كبيرا، ومع ذلك، نحن نسأل الله أن يظهر الحقيقة ويظهر حقهم وأن يسكنهم جناته الواسعة”.

وتجدر الإشارة الى أنه في الثامن من تموز 2021 سقطت طائرة تدريب فوق منطقة غوسطا في كسروان ونتج عن ذلك ثلاث ضحايا هم الطيار جورج شيركيدجيان والمتدربة جويل موسى وشقيقها جاد. وفي 13 تشرين الأول 2021 سقطت طائرة تدريب بالقرب من الشاطىء في منطقة حالات وقضى فيها الكابتن الطيار علي أحمد الحاج والطيار باسكال عبد الأحد.
وقد عبر العديد من ذوي الضحايا عن حزنهم الكبير لفقد أحبة لهم، داعين لهم بالرحمة والسلام لأرواحهم الطاهرة.