الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / مركز فلسطين: الاحتلال يمعن في التنكيل بالأسيرات في سجونه

مركز فلسطين: الاحتلال يمعن في التنكيل بالأسيرات في سجونه

مجلة وفاء wafaamagazine

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم الأحد، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونها صعّدت خلال الأسابيع الماضية من تنكيلها بالأسيرات الفلسطينيات وزيادة وتيرة الإجراءات القمعية بحقهن، في محاولة لاستنزاف صمودهن وكسر إرادتهن.

وأشارت مؤسسة مهجة القدس إلى أنّ “وحدات القمع الإسرائيلية اعتدت على الأسيرات وعزلت الأسيرة منى قعدان بعد تعرضها للضرب.

وتوعدت الهيئة القيادية العُليا لحركة الجهاد الإسلامي في السجون بالقول: “سنرد بقوة على الاعتداء الوحشي بحق الأسيرات”.

إعلام الأسرى أكد أنّ أسرى “حماس” يغلقون باب الحوار مع إدارة سجون الاحتلال بعد الاعتداء على الأسيرات.

وقال المركز إن الأسيرات يتعرضن لحملة قمع منظمة، ويحرمن من حقوقهن كافة، بالتزامن مع ظروف قاسية ومأساوية في سجون الاحتلال، مع استمرار سياسة اقتحام الأقسام والغرف بهدف التفتيش والتنغيص، وانتهاك خصوصياتهن من خلال تثبيت كاميرات المراقبة في ساحة الفورة والممرات، والتنقّل بسيارة البوسطة على فترات متقاربة ومتكررة لفرض مزيد من التنكيل بحقهن.

رياض الأشقر، مدير المركز، اعتبر أن الاعتداء على ممثلة الأسيرات مرح بكير وشروق دويات بالعزل الانفرادي هو سابقة خطيرة وقد تكون مقدمة لمزيد من إجراءات القمع والتنكيل بحق الأسيرات، حيث لم يحدث سابقاً أن تعزل الإدارة من تمثل الأسيرات وتشكل حلقة الوصل بينهن وبين الإدارة، ما ينذر بإجراءات قمعية أشد قسوة خلال الأيام المقبلة.

وبيّن الأشقر أن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 16.000 امرأة فلسطينية منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية، ومنذ بداية انتفاضة الأقصى في أيلول/سبتمبر من العام 2000، اعتقل الاحتلال نحو 2500 امرأة وفتاة، لا يزال منهن 34 أسيرة في سجون الاحتلال، في ظل ظروف قاسية وغير إنسانية.

وأشار إلى أن سياسة اعتقال الفلسطينيات هي سياسة قديمة بدأت مع بدايات الاحتلال لفلسطين، ولم تقتصر على حقبة معينة، لكنها تصاعدت خلال انتفاضة الأقصى تحت حجج وذرائع مختلفة، وفي شكل من أشكال العقاب الجماعي، وفي أحيانٍ كثيرة تم اعتقالهن بهدف الابتزاز والمساومة لإجبار أقربائهم المطلوبين على تسليم أنفسهم، أو للضغط على المعتقلين لتقديم الاعترافات والمعلومات.

من بين الأسيرات 19 أسيرة محكومات بأحكام مختلفة
كما كشف أن الاحتلال يعتقل شهرياً ما بين 10 إلى 15 امرأة وفتاة لساعات أو لأيام، وبعضهن ينقلن للتحقيق في ظروف قاسية في سجن هشارون، وأخريات صدرت بحقهن أحكام قاسية لسنوات طويلة، وكانت آخر المعتقلات الفلسطينية المسنّة “سعدية سالم فرج الله” 65 عاماً من بلدة إذناً بالخليل السيدة التى تم اعتقالها ظهر أمس السبت بعد الاعتداء عليها بالضرب قرب الحرم الإبراهيمي بحجة محاولة تنفيذ عملية طعن.

وقال الأشقر إن من بين الأسيرات 19 أسيرة محكومات بأحكام مختلفة، بينهن 8 أسيرات محكومات بالسجن ما يزيد على 10 سنوات، أعلاهن حكماً الأسيرتان شروق دويات من القدس وشاتيلا أبو عياد من فلسطين الـ48 ومحكومات بالسجن لمدة 16 عاماً.

وهناك أسيرتان تحت الاعتقال الإداري من دون تهمة، وهما “ختام السعافين” من رام الله، و”شروق البدن” من بيت لحم، وتعتبر الأسيرة ميسون موسى الجبالي من بيت لحم عميدة الاسيرات وأقدمهن، وهي معتقلة منذ حزيران/يونيو 2015 ومحكومة بالسجن لمدة 15 عاماً.

وعن توزيع الأسيرات جغرافياً، تحتل أسيرات القدس العدد الأكبر بين الأسيرات، ويبلغ عددهن 15 أسيرة، وهناك 5 من رام الله، و4 من مناطق الداخل الفلسطيني، و4 من الخليل، و3 من بيت لحم، وأسيرتان من جنين، وأخرى من طولكرم.

وتعاني 5 أسيرات من أمراض مختلفة، ولا يتلقّين علاجاً مناسباً، أصعبهم حالة الأسيرة إسراء الجعابيص.

إدارة السجون تماطل

ولا تزال إدارة السجون تماطل في تركيب هاتف عمومي في أقسام الأسيرات، وتحرمهن من التواصل مع العالم الخارجي ومعرفة أخبار عائلاتهن، وخاصه أنهن محرومات من الزيارة منذ أكثر من عام ونصف، كذلك تمارس الإهمال الطبي بحقّ الاسيرات وترفض توفير طبيبة نسائية مختصة في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وتمنع إدخال الكتب الثقافية أو العلمية، وكذلك المشغولات اليدوية كالمطرزات وغيرها.

كما تعاني الأسيرات من نقص حاد في الأغطية والملابس الشتوية وأجهزة التدفئة، حيث تحرمهن إدارة السجن من شراء أجهزة التدفئة والأغطية، وتتعمّد إدارة السجون إذلال الأسيرات بعرضهن على المحاكم في فترات متقاربة وتأجيل محاكمتهن بشكلٍ غير مبرر لعشرات المرات، لفرض مزيد من التنكيل والنقل التعسفي لهن، كما يعانين من عمليات الاقتحام المستمرة التي ينفّذها عناصر شرطة رجال، حيث طالبت الأسيرات بضرورة استبدالهم بعناصر نسائية حفاظاً على الخصوصية.

وطالب مركز فلسطين جميع المؤسسات التي تتغنى بحقوق المرأة، والمنظمات التي تعنى بقضاياهن، التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المتفاقمة والتدخل الحقيقي من أجل أنصافهن، ووقف الجرائم التي يتعرضن لها من قبل الاحتلال.

وفي وقت سابق، قال مكتب إعلام الأسرى إنّ “التوتر مازال قائماً في سجون الاحتلال، على خلفية الهجمة الممنهجة التي تشنّها إدارة السجون على الأسيرات”، مشيراً إلى أنّ “الأسرى يرتدون زي السجن تعبيراً عن استعدادهم لأي طارئ”.