مجلة وفاء wafaamagazine
أشارت مصادر مطلعة على المباحثات التي أجراها غوتيريش لـ«البناء» إلى أن «زيارته أكدت تضامن المجتمع الدولي مع لبنان في أزمته العميقة، وأن لبنان لا يزال محل اهتمام الأمم المتحدة، وكذلك حرصهم على الأمن والاستقرار والسعي لمساعدته في مختلف الصعد لاستعادة نهوضه».
وأوضحت المصادر إلى أن «غوتيريش بحث جملة من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا سيما الاصلاحات الأساسية المفترض أن تقرها الحكومة والمجلس النيابي والتفاوض مع صندوق النقد الدولي وإجراء الانتخابات النيابية وتطبيق القرارات الدولية، لا سيما 1701 وترسيم الحدود البحرية».
ولفتت المصادر إلى «رسائل متعددة ومباشرة من الزيارة، أولًا للشعب اللبناني، حيث أنه غير متروك لمصيره، وكأن الأمم المتحدة تسعى أن لا ينهار لبنان الانهيار النهائي لأن لبنان غير متروك لقدره وللأزمات التي يعيش بها ويوجد نوع من المساعدة وهي مساعدة سياسية وغير سياسية له، تمثلها الأمم المتحدة لكي يقف لبنان على قدميه، ويتخطى الصعوبات الكبيرة التي يعيش بها».
إلا أن أوساطاً مطلعة لفتت لـ«البناء» إلى أن زيارة غوتيريش تمت بطلب من الأميركيين ومن خلفهم الاسرائيليين، للبحث بملف ترسيم الحدود وجس نبض المسؤولين عن مدى إبرام تسوية لملف الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة ومع سورية، مع ترتيبات أمنية تتعلق بأمن اسرائيل عبر وقف اطلاق النار، لا سيما وأن القرار 1701 ينص على وقف الأعمال الحربية، لا وقف اطلاق النار، وبالتالي لا زال الوضع على الحدود في حالة حرب، وربما ينفجر الوضع في أي لحظة وسط مخاوف يعبر عنها المسؤولون الإسرائيليون من حرب قد يشنها حزب الله على «إسرائيل» لأسباب عدة منها تحرير مزارع شبعا». واعتبرت الأوساط أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة تأتي لتمهيد الأجواء أمام زيارة الموفد الأميركي إلى لبنان بشأن ملف ترسيم الحدود أموس هوكشتاين لإعادة إحياء المفاوضات، وسط معلومات تتحدث عن أنه يحمل في جعبته اقتراحات جديدة لحل هذا الملف.