مجلة وفاء wafaamagazine
إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، قائد الجيش العماد جوزاف عون في زيارة تهنئة بالأعياد.
وشدد الراعي على “ثقة الشعب اللبناني بالمؤسسة العسكرية وبحكمة قائدها وتفاني ضباطها وأفرادها في الدفاع والذود عن سيادة لبنان وحريته”.
وأكد “وجوب دعم هذه المؤسسة الوطنية التي واجهت ولا تزال، وبتضحية كبيرة، أي مخطط لزعزعة استقرار لبنان، وهي اليوم رغم الظروف القاهرة والقاسية التي تعمل في ظلها لم تتوان عن القيام بواجبها تجاه الدولة والمواطنين”، منوها ب”كل المهام النوعية التي تقوم بها، بالتعاون مع الأجهزية الأمنية الأخرى لضبط الحدود ومنع التهريب ومكافحة الجريمة من أي نوع كانت”.
ثم التقى الراعي السفيرة الفرنسية آن غريو، التي هنأته بعيدي الميلاد ورأس السنة، متمنية أن “تحمل الأيام المقبلة حلولا للأزمة اللبنانية على الأصعدة كافة”، مؤكدة “وقوف فرنسا الدائم بجانب لبنان وشعبه”.
وأكد الراعي، خلال اللقاء، “وجوب إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية اللبنانية في موعدهما المحدد دستوريا،” مشددا على أن “لبنان لا يحتمل المزيد من الهزات السياسية، بل يحتاج إلى وقفة ضمير من قبل جميع المعنيين لإنقاذه من هذه المحنة التي يمر بها ومساعدة شعبه على استعادة الثقة بمفهوم الدولة”.
واعتبر أن “عدم تطبيق الدستور والقوانين وتجاهل القضاء في مسائل وطنية يقوم حولها خلاف لن يساهم إلا في إغراق البلد بالمزيد من الإنهيار وانعدام ثقة الدول به والقضاء على أي أمل بعودة الحياة الطبيعية الكريمة التي يحلم بها كل لبناني إليه”.
وتحدث عن “ضرورة عودة الحكومة إلى عملها بشكل طبيعي”، وقال: “من غير المقبول وضع عراقيل أمامها وإقحامها بأمور لا علاقة لها بها كموضوع القاضي طارق بيطار الذي هو شأن قضائي بحت”.
واعتبر أن “أي عرقلة تطال عمل المؤسسات الدستورية والشأن العام من قبل أي فريق تسيىء إلى الشراكة الوطنية”.
كذلك، استقبل الراعي المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، الأمين العام للاتحاد الماروني العالمي في أميركا توم حرب، ثم رئيس معهد السلام في الشرق الأوسط – واشنطن سعيد بيلاني ومستشار المعهد الدكتور خالد جراح اللذين أطلعاه على “مشروع المعهد، بالتعاون مع الجمعية الخيرية الأميركية “ائتلاف الأمل” بهدف مساعدة الشعب اللبناني على مواجهة الأزمة التي يمر بها”.
والتقى الراعي مساء وفد جمعية أندية الليونز الدولية، المنطقة 351- لبنان- الأردن – فلسطين برئاسة الحاكمة عايدة قعوار، التي ألقت كلمة باسم الوفد قالت فيها: “بمناسبة ولادة المخلص يسوع المسيح وبداية سنة جديدة ولمناسبة عيد الدنح المبارك، جئنا إلى صرحكم لنتقدم بالتهنئة من غبطتكم ونسأل الله أن يبقى لبنان وطن الرسالة والسلام ولؤلؤة الشرق الأوسط”.
أضافت: “نحن نخدم، تلك هي رسالتنا وتلك هي قناعتنا، ولم يكن وقوفنا بجانب أهلنا في لبنان بعد مأساة انفجار مرفأ بيروت، إلا لتحقيق رسالة الخدمة. ونعمل اليوم على استكمال التصليحات، التي وعدت بها الجمعية من خلال المنحة المالية الجديدة التي نسعى للحصول عليها”.
وعرضت قعوار لـ “نشاط الجمعية في لبنان”، مؤكدة “الوقوف بجانب غبطته لأننا مثلكم نؤمن بقيامة لبنان”.
وفي الختام، قدمت قعوار إلى الراعي هدية عبارة عن منحوتة على خشب الزيتون من فلسطين تمثل العائلة المقدسة.
من جهته، رد الراعي بكلمة ترحيب وشكر تمنى فيها “أن تكون سنة 2022 سنة سلام واستقرار وخير، بدءا من الأراضي المقدسة، فلسطين والأردن التي داستها أقدام السيد المسيح وعليها ظهر كل سر الله، ولبنان الذي هو جزء من هذه الأرض المقدسة. وصلاتنا الدائمة التي نصليها معكم أيضا: يا رب، لا يمكن ان تسمح وتقبل بأن تصبح هذه الأرض المقدسة، التي اخترتها من كل الكرة الأرضية وتجليت بها، ارض الحديد والنار، وأنت أردتها أرض المحبة والسلام وأرض الأخوة بين كل الناس”.
أضاف: “يقول الرب يسوع: أنا أتيت لأَخدم لا لأُخدم. إنه شعار مقدس ينادي كل واحد منا، فكل إنسان هو هبة من الله للمجتمع وليس لذاته أو لعائلته. ولذلك، إن خدمة هذا الإنسان، وخصوصا المحتاج، هي واجب علينا، وهذا منطلق للقاء البشر بين بعضهم. وهذا ما أنتم تقومون به، انطلاقا من شعاركم: نحن نخدم”.
وختم الراعي: “الخدمة هي حاجة أساسية اليوم في عالم تهدد بقتله الأنانية والكبرياء، ويواجه خطر عدم اكتراث الناس بعضهم ببعض وبحاجات أبناء مجتمعاتهم، وبالتالي الاعتياد على اللااكتراث واللامبالاة، كما يقول قداسة البابا فرنسيس”.