الجمعة 22 تشرين الثاني 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
أحمد يونس
بعد أكثر من ٣٥ يوماً على بدء التظاهر، أصبح معلوماً أن طرفي النزاع: السلطة والحراك هما في وضعية “الكباش السياسي” ومحاولة كل منهما تسجيل انتصارات لم يستفد منها لا الفقير ولا المواطن الذي يريد الاطمئنان الى مستقبله في هذا الوطن الجريح لذلك فقد بقيت الانتصارات وهمية، فالحراك الذي سجل لنفسه نقطة إسقاط الحكومة لم يلتفت إلى غياب تأثيره على بدء الاستشارات النيابية وتشكيل الحكومة وهاهو الشعب يسبح في الفراغ أما الحراك فبقي يحمل المسؤولية للسلطة التي بدورها حذرته يوما من مغبة الوقوع في الفراغ لكن السلطة كان شغلها الشاغل تسليط الضوء على ان الحراك يمول ويتلقى أوامر خارجية خاصة بعد أن رأت أن الإعلام المرئي و الذي كان يعاني من أزمة مالية في الآونة الأخيرة بسبب قلة الاعلانات بات الآن لديه قدرة مضاعفة على تغطية كل أحداث لبنان دون الحاجة الى اعلان واحد..
وطمعاً من السلطة لتسجيل نقاط لصالحها فقد نسيت ان هناك مطالب حقيقية ينشدها المواطن وجزء كبير من هذه المطالب يتبناها الحراك الا أن السلطة استمرت تمارس الأذن الصماء وتحمل الحراك مسؤولية الوضع بسبب عدم تشكيله وفداً للتحاور معها، ويستمر “الكباش” ويتم استدعاء نجيب ميقاتي من قبل القاضية غادة عون ويحتفل الحراك بأنه استطاع فرض احد مطالبه وهو بدء المحاسبة ويضيف هذا الأمر إلى “سجل انتصاراته” وإذ بملف ميقاتي يغلق ويتم إقصاء القاضية عون عن المطالبة لكن الحراك لم يتحرك ساكناً، وكأن شيئاً لم يكن أما السلطة فهي تسجل هذا الأمر انتصاراً لها مبررة ما حصل وهو أن القاضية عون تجاوزت صلاحيتها دون استئذان المدعي العام التمييزي وخاصة ان الاستدعاء كان بفعل اخبار من الصحافة وليس بتقديم طلب ودفع رسوم تصل إلى ٢٥ مليون ليرة أما المواطن فهو مجرد متفرج وكأنه يشاهد فيلماً سينمائياً وينتظر النهاية لكن الفرق ان عملية الانتظار يدفعها المواطن ثمناً باهظاً من صحته وعمله ومستقبل أولاده ويستمر تسجيل النقاط بفوز نقيب المحاميين المستقل المدعوم من أكثرية الأحزاب ملحم خلف حيث كل طرف يريد أن يثبت للآخر بأن خلف هو مرشحه أما المواطن الذي يفكر في النسبة التي اقتطعت من معاشه جرّاء التعطيل وكيفية تعويضها لدفع مستحقاته الشهرية او حالة الاستغناء عنه بتاتاً بسبب الركود الاقتصادي ما أدى به إلى الالتحاق بلائحة العاطلين عن العمل الذين باتوا يشاهدون مشاهد التهليل لفوز ملحم خلف وهم في غاية الدهشة حول علاقة هذا الفوز بمساحة الأمل بفرص عمل و تأثير وجوده على تحسين معيشته لكنه لم يعلم هذا المواطن البريء البسيط ان كلاهما السلطة والحراك عاجزان عن فعل اي شيء يحسن من مستقبله فالبلد إلى الهاوية بسبب عدم وجود إرادة حقيقية للبدء في عملية الإنقاذ فها هي الودائع تسحب بالمليارات والدين يتراكم أكثر فأكثر واستحقاقات الدفع للديون الخارجية أصبحت على الأبواب والسلطة لم تبدأ بعد الاستشارات النيابية والحراك ينتظر لعبة طرح الأسماء كي يمارس هواية حرق الأسماء.
الكباش السياسي إلى أين؟ لحين اعلان الإفلاس؟