الرئيسية / آخر الأخبار / «نهضة» رياضيّة في القرى الحدودية: درب الاحتراف طويل

«نهضة» رياضيّة في القرى الحدودية: درب الاحتراف طويل

مجلة وفاء wafaamagazine

كغيرها من المناطق اللبنانية شهدت قرى وبلدات الجنوب اللبناني ـ خاصة في قضائَي بنت جبيل ومرجعيون ـ ما يُشبه «ثورة» في بناء ملاعب كرة القدم ذات العشب الصّناعي خلال السنوات الأخيرة. باتت كرة القدم متنفّساً لشبّان وأهالي 31 قرية في القضائَين، وتمكّنت المجالس والاتحادات البلديّة (بنت جبيل وجبل عامل) من مواكبة هذه «الاندفاعة الرياضيّة» عبر بناء ملاعب مستعينة بالجهات المانحة، ليزيد عدد الملاعب ضمن اتّحاد بلديات جبل عامل من 7 عام 2010 إلى 28 عام 2020. (هناك 43 منشأةً رياضيّة متنوعة).

مع السنوات لم يقتصر الاهتمام بكرة القدم، بل تمّ تأمين بنية تحتيّة للعديد من الرياضات. وفي هذا الإطار يؤكّد رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل رضا عاشور في حديث مع «الأخبار» أنّ «الاتحاد يُنفق ما يزيد على 300 مليون ليرة سنوياً على الأنشطة الرياضيّة»، وأضاف: «يتم العمل على إنشاء أكاديميّة رياضيّة تجمع كلّ فرق الاتحاد، هدفها خلق عمل متكامل ومنظّم بإشراف عدد من المدرّبين، وبالتّنسيق مع الأندية والمدارس، التي يعمل الاتحاد على دعم الأنشطة الرياضيّة فيها، وسيتمّ التواصل مع جميع الرياضيّين المعروفين والمنتسبين إلى فرق الدرجة الأولى والثانية من أجل الاستفادة من خبراتهم».
ومن جهته يُشير مسؤول الأنشطة الرياضيّة في الاتحادَين الدكتور بلال ياسين إلى: «وجود تحوّل نوعي في المنطقة في المجال الرّياضي، بعد أن تمّ التركيز على ألعاب السباحة والغولف وكرة اليد والتيرو، إضافة إلى كرة القدم». (وصل عدد الأندية الرياضية المتنوّعة إلى 14 عام 2020 بعد أن كانت 6 أندية فقط في 2012).
العمل المتواصل على مستوى المنشآت وتنظيم الدورات ساهم بارتفاع عدد الرياضيّين، وفي هذا الإطار يُضيف ياسين في حديثه مع «الأخبار» إلى أنه: «عام 2011 شارك 500 شاب في ألعاب الميني فوتبول، التيرو، الكرة الطائرة وكرة القدم، وهذا العدد ازداد بشكل ملحوظ ليتجاوز 1000 مشارك، بعد تأسيس الأندية الرياضيّة في العديد من البلدات، وهي أندية شعبيّة مرخّصة، بدأ تأسيسها عام 2012 في بلدات الطيبة، مجدل سلم ، قبريخا والقنطرة، ثم توسّع انتشارها»، واعتبر أنّ «هذه الأندية باتت تُشبه المدارس الرياضيّة، إذ تؤمّن التّدريب الرياضي المستمر، في قاعات مجهّزة».
ولم يبقَ الاهتمام بالرياضة على مستوى الهواية في القرى الحدودية، فبعض الأندية الرياضية باتت تنافس في البطولات العامة، وفي هذا الإطار يقول ياسين: «هناك 9 أندية رياضيّة مرخّصة شجّع الاتحادَين على تأسيسها ودعمها في السنوات الماضية، وهي حاصلة على علم وخبر كجمعيّات رياضيّة، وبات من أبرزها نادي بنت جبيل الذي تصدّر مجموعته بالدرجة الثالثة في كرة القدم على الملاعب الكبيرة، وهو مرشّح للوصول إلى الدّرجة الثانية».
يُذكر أن 5 أندية مرخّصة في المنطقة تُشارك في بطولات الميني فوتبول الرسمية، هي الاتحاد ـ عديسة، شباب الطيبة، بليدا الرياضي ونادي شهداء عيناتا. ثلاثة منها تشارك في ألعاب الدرجة الأولى واثنتين في الدرجة الثانية، وقد حقّق نادي الاتحاد بطولة لبنان الأولى في الميني فوتبول لهذا العام، ونادي عيناتا بطولة الدرجة الثانية.
هذه الصورة الإيجابيّة يُعكّر صفوها عدم وجود المدرّبين أصحاب الاختصاص في المنطقة، وهو ما يُعيق عمليّة التطوير، لذلك يتمّ العمل على القيام بدورات خاصّة بالمدرّبين والمدرّبات بالتعاون مع اتحادات البلديات والجهات المختصّة.
هي نهضة كبيرة للرياضة في الجنوب اللبناني، وتبقى العبرة بالتطوير والوصول إلى المنافسة في البطولات الرسمية على المستوى الأول، لكي يكون لمنطقتَي بنت جبيل ومرجعيون سفيرٌ في الدوري الأول لكرة القدم أو كرة السلة، وكذلك غيرها من الرياضات، وهذا الأمر لا يكون إلا بالعمل المتخصّص على جميع الصعد.