مجلة وفاء wafaamagazine
“معظم الناس يقضون نصف ساعات استيقاظهم مع زملائهم في العمل”، كما يقول الكاتب الأميركي مايكل هون.
لذلك، “عندما يحبك زملاؤك في العمل، فهذا سوف يعزز معنوياتك، ويجعلك أكثر إنتاجية وتركيزا، وإبداعا ونجاحا في كل ما تفعله”، وفق مايكل كير، مؤلف كتاب “فائدة النُكتة”.
ولكن، من المؤلم أن تشعر أنهم يضمرون لك الكراهية، من دون أن تستطيع تجنبهم؛ ففي دراسة استطلعت آراء أكثر من 36 ألف موظف في شركات للتكنولوجيا، حول علاقاتهم في العمل؛ وجد الباحثون أن 1 من كل 3 ممن شملهم الاستطلاع، قال إن زميلا في العمل كان سببا في تركه لوظيفته؛ وقال 43% من النساء، و32% من الرجال، أنهم يريدون المغادرة بسبب أحد الزملاء.
ولأننا في حياتنا الشخصية، من السهل أن نستبعد الذين لا يحبوننا؛ أما في العمل، فيمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى مشكلة أكبر، ومن هنا تأتي أهمية العلامات التي تدق أجراس الإنذار، لتحذيرك من أجواء الكراهية التي تحيط بك.
يتجنبون التواصل البصري معك
سوف تجدهم يتجنبون التواصل معك بالعين، لكنهم في نفس الوقت، يحدقون فيك طويلا.
تقول الدكتورة أودري نيلسون المستشارة بمجلة “سايكولوجي توداي” (Psychologytoday) “إن العين هي أقوى أداة من أدوات التواصل غير اللفظي”، مُنوهة إلى دراسة أجريت في جامعة ميامي، وأظهرت أن 43% من الاهتمام الذي نركزه على شخص ما، يكون بواسطة العين، أما التحدث بالفم فيساهم بنسبة 13%؛ وهو ما يعني أن الفم والعينان معا، يشكلان وحدهما ما نسبته 56% من اهتمامنا بالآخر.
لذا، عندما تشعر أن زملاءك لا ينظرون في عينيك، فهذا يعني “الاستخفاف بك والتقليل من شأنك”، وفقا لنيلسون.
وعلى النقيض من التجاهل البصري، ستجد هناك نوعا من التحديق الشديد، بشكل “فظ وعدواني” على حد وصف عالم الأنثروبولوجيا، ديفيد غيفنز، مُضيفا أن “التحديق لأكثر من 3 ثوان، قد يشي بعدم الراحة، أو عدم الإعجاب”.
تنطفئ ابتساماتهم كلما رأوك
فاختفاء أجواء المرح والابتسامات من مكان العمل فجأة، بمجرد ظهورك؛ هو “علامة على الازدراء، ورسالة بأنهم يكونون أكثر سعادة في غيابك”، وفقا لصحفي الاستشارات المهنية، بيتر جونز.
لا يعترفون بأهميتك ويتجاهلون أفكارك
يُضيف جونز، “عندما تدخل إلى المكتب وتقول صباح الخير، من دون أن يهتم أحد بالرد؛ فهو عدم اعتراف بأهميتك”. ويؤكد مايكل كيرأنه “إذا تم تجاهل أفكارك أو مخاوفك أو طلباتك، بينما يتم التعامل مع أفكار وطلبات الآخرين بجدية وإلحاح، فهي إشارة إلى أنك أصبحت منبوذا”.
يكتفون برسائل البريد الإلكتروني الفظة
تخبرنا ساندي سميث “أن الذي يمارسون الكراهية، قد يعتمدون على البريد الإلكتروني للتواصل في العمل، لتحاشي الاقتراب من مكتبك والاتصال الشخصي بك”.
ويشرح جونز، قائلا “قد تكون جالسا على بعد 5 أقدام منهم، لكنهم لا يتواصلون معك إلا عن طريق البريد الإلكتروني، كعلامة واضحة على أنهم يحاولون تقييد اتصالك الشخصي”. ولتأكيد كراهيتهم، “يتعمدون أن تكون رسائل البريد الإلكتروني الواردة منهم فظة، وبأقل الكلمات”.
مقتضبون.. يرسلون إشارات سلبية من دون كلام
تقول سميث “حتى لو لم يقل زميلك في العمل أنه لا يحبك، فإن لغة جسده يمكن أن تعبر عن ذلك”. لذا، يخبرنا مايكل كير أنه “إذا كان زملاؤك يقابلون حديثك معهم بالهمهمات، أو الردود المقتضبة بكلمة واحدة، أو التجاهل التام؛ فهذه إشارة واضحة على مشاعرهم السلبية”.
ويضيف، “إنهم غالبا ما يكشفون عنها من دون كلام، فيشيحون بأعينهم، أو يعقدون أذرعهم على صدورهم، أو ينظرون إلى أعلى أثناء حديثك”.
ينتقدونك دائما، ويشككون فيك، ويلومونك باستمرار
إذا شعرت أنه يتم انتقادك دائما، فأنت بالتأكيد مكروه من شخص ما على الأقل؛ كذلك “عندما يتم التشكيك في كل قرار تتخذه، فهذا دليل على تكريس عدم الثقة بك”، كما تقول سميث.
ويضيف كير، قائلا “إذا شعرت أن شخصا ما يُجهض كل فكرة تقدمها؛ فهذه إشارة على كراهيته القوية، لدرجة التحيز ضد أي شيء تقترحه، ولو كان فكرة رائعة”.
وبالتالي، إذا كان زملاؤك في العمل يكرهونك حقا، فمن علامة ذلك، إلقاء اللوم عليك باستمرار عندما يحدث خطأ ما، أو محاسبتك على أقل خطأ، حتى تستقيل أو تطرد من العمل.
لا مزاح ولا علاقات شخصية
تقول سميث “الناس غالبا لا يهتمون بمعرفة الحياة الشخصية لشخص لا يحبونه، وبالتالي فإن عدم مبالاة زملاء العمل تجاه حياتك الشخصية هي علامة سيئة”. ويظهر هذا بوضوح عندما تسمعهم يتحدثون عن هواياتهم أو عائلاتهم أو خطط عطلة نهاية الأسبوع، من دون إشراكك.
ويقول كير إن “المزاح هو وسيلة أساسية لترسيخ العلاقات في أي مكان عمل، وعدم إشراكك في دوائر المزاح والقهقات، هو من العلامات السيئة على أن زملاءك لا يحبون وجودك بينهم”.
أنت حديث المكتب ومادة الشائعات
يقول هون “إذا وجدت زملاءك في العمل يهمسون عنك، أو وجدت نفسك مصدر الحديث الصامت أو الثرثرة السيئة، فقد تكون مكروها في مكان العمل”.
أيضا، قد تعاني من هذا السلوك الطفولي الذي يحدث في أماكن العمل طوال الوقت، بأن تجد بعض الزملاء لا يحبونك، “لذلك ينشرون الشائعات، ويخرجون بقصص غريبة لإفساد حياتك المهنية”، كما تقول ويسا غيلين.
يتحملون المشاق من أجل تجنبك
فعندما يرونك تنتظر المصعد، يصعدون الدرج، ولا يتوجهون إلى غرفة الاستراحة إلا بعد مغادرتك لها.
“ربما تبدو بعض هذه المواقف مصادفة أحيانا، ولكن إذا تكررت دائما، فهي علامة على أن زملاءك يبذلون جهدهم لتجنبك”، كما يقول جونز، مُضيفا، “قد يظهرون بمظهر من يحاولون المساعدة، بإرشادك إلى وظيفة في مكان آخر، ويرسلون إليك إعلانات الوظائف، وهذه علامة رائعة على أنهم يحاولون التخلص منك”.