
مجلة وفاء wafaamagazine
على صعيد الردّ الأميركي، تفيد معلومات «الجمهورية» من كواليس النقاشات الجارية حول هذا الأمر، بأنّه مرتكز على إصرار أميركي على سحب سلاح «حزب الله»، وما بين سطوره تأكيد حازم بأنّه لم تعد هناك أي إمكانية للتعايش مع سلاح الحزب».
وإذا كانت واشنطن من خلال ردّها على الردّ اللبناني، تعتبره «فرصة متاحة لحلّ ينهي مشكلة السلاح ويوفّر مصلحة لكلّ الاطراف، وللبنان بالدرجة الاولى». إلّا أنّ مرجعاً كبيراً مطلعاً على مندرجات الردّ الاميركي يؤكّد لـ«الجمهورية»، أنّ «الأميركيين يطرحون حلاً من وجهة نظرهم، ويريدون أن نسير به بمعزل عن أي اعتبارات او محاذير داخلية لبنانية او أولويات اخرى». أضاف: «نحن بالتأكيد مع كل فرصة لبلوغ حلّ، ولكن ليس أي حلّ، بل الحلّ كما نريده لمصلحة بلدنا، وليس على حسابه وضدّ مصلحته، ومن هذه الزاوية تتمّ مقاربة المشروع الأميركي المطروح، سواء في النقاشات الجارية في اللجنة الرئاسية أو من خلال الاتصالات المواكبة لها عبر قنوات سياسية ورسمية وديبلوماسية مختلفة».
ورداً على سؤال عن موعد إنجاز الردّ اللبناني على الردّ الأميركي، قال مصدر مطلع على نقاشات اللجنة الرئاسية لـ«الجمهورية»: «لا وقت محدداً لذلك، فالنقاشات جارية ومضمون الردّ دقيق جداً، ولكن بطبيعة الحال سيتمّ إبلاغ الردّ اللبناني إلى الموفد الأميركي حينما يزور لبنان في الايام المقبلة».
وكشف المصدر عينه، أنّ «النقاشات جادة وتحاول تشريح مضمون الردّ الأميركي بعناية فائقة، وخصوصاً انّه لم يعد خافياً أنّ مجموعة ثغرات جوهرية تعتريه وتتلخص كما يلي:
أولاً، انّه يناقض بتشدّده النبرة الهادئة التي تحدث فيها الموفد الأميركي توم برّاك بعد تلقّيه الردّ اللبناني.
ثانياً، أنّه لا يتضمن ايّ مرونة في ما خصّ الهواجس اللبنانية، التي جرى التعبير عنها بوضوح في اللقاءات مع الموفد الأميركي، وفي مضمون الجواب اللبناني السابق، وتركّز على أولوية الاستقرار الداخلي ووقف العدوان والالتزام بمندرجات القرار 1701، واتفاق وقف إطلاق النار الذي نسفته إسرائيل.
ثالثاً، إنّه يتوجّه إلى طرف واحد دون الآخر، إذْ أنّه يخاطب لبنان بمجموعة مطالب، فيما يتجاهل إسرائيل كليّاً، حيث أنّه يركّز على المطلب الأساسي المتعلق بسحب سلاح «حزب الله» ضمن مهلة معينة.
رابعاً، إنّه لم ينصّ بصورة مباشرة او غير مباشرة على ضمانات سياسية من قبل الأميركيين او التزامات أمنية من قبل إسرائيل، تسبق او تواكب او تلي مرحلة ما بعد سحب السلاح، بوقف العدوان والاغتيالات والخروقات الإسرائيلية وعدم تجدّدها، والإنسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، ولاسيما النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين».