مجلة وفاء wafaamagazine
انتهت المفاوضات بين ممثلي العديد من الدول الغربية وأعضاء حركة «طالبان» في أوسلو التي امتدّت لثلاثة أيام، في أول مرة تُوجّه فيها دعوة للحركة إلى مشاورات في بلد غربي، منذ تولّيها السلطة في آب الماضي.
وعقب المشاورات التي رأت فيها النرويج «محاولة للتخفيف من الأزمة الإنسانية الحادة في أفغانستان»، لم تظهر الدول الغربية أي نية لإلغاء تجميد أصول البنك المركزي الأفغاني، التي تبلغ حوالي 9.5 مليار دولار، غالبيتها مخزنة في البنوك الأميركية، وهو ما كان مطلب كابول الأول في مشاورات أوسلو، كما المشاورات السابقة التي عقدت في وقت سابق اجتماعات في قطر وإيران وروسيا وباكستان.
وفيما عقدت المشاورات التي ترأس فيها الوفد الأفغاني المؤلف من 15 شخصاً، وزير الخارجية بالوكالة، أمير خان متقي، إلى جانب ديبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، قال عضو الحركة شفيع الله عزام إنها جاءت «كخطوة نحو إضفاء الشرعية على الحكومة الأفغانية من قبل هذه الدول».
لكن الجانب الداعي أوضح مسبقاً أن هدف المشاورات حل الأزمة الإنسانية في أفغانستان، وأن المحادثات مع «طالبان» لهذا الغرض لا تعني الاعتراف بالحركة.
وفي هذا السياق، أوضحت وزيرة الخارجية النرويجية، أنكن هويتفيلدت، أنه «علينا التحدث إلى سلطات الأمر الواقع في البلاد. لا يمكننا أن نسمح للوضع السياسي بأن يؤدي إلى أزمة إنسانية أسوأ». كما أوضحت وزارة الخارجية، في بيان، أن الوفد الأميركي برئاسة الممثل الخاص لأفغانستان، توم ويست، تطرق إلى «تشكيل نظام سياسي تمثيلي، ومشاكل الأمن ومكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، وبخاصة التعليم من أجل الفتيات والنساء».
ومنذ تولي «طالبان» السلطة، لم تعترف بحكومتها أي دولة في العالم حتى الآن، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير، لا سيما بسبب تجميد أصول البنك المركزي الأفغاني، إضافة إلى تقليص حجم المساعدات من المؤسسات الدولية، والتي كانت تموّل سابقاً ما يصل إلى 80% من الميزانية الأفغانية.
ووفق تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية الشهر الجاري، فقد أكثر من نصف مليون أفغاني وظائفهم منذ آب الماضي. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 24 مليون شخص في البلاد يعانون من نقص حاد في الغذاء، وما يصل إلى 97 في المئة من السكان البالغ عددهم 40 مليوناً معرضون لخطر السقوط تحت خط الفقر هذا العام.
وبالرغم من ذلك، لم يخرج عن المحادثات المغلقة التي أجريت أمس بين «طالبان» والديبلوماسيين الغربيين أي تصريحات حول نية الولايات المتحدة إلغاء تجميد أصول البنك المركزي الأفغاني، وهو ما ترفض واشنطن القيام به منذ وصول «طالبان» إلى السلطة بذريعة القلق حول «حقوق الأفغانيين» جراء حكم «طالبان»، ومبررة ذلك بتقديم «المساعدات» للشعب الأفغاني.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، تعهد الأسبوع الماضي، بزيادة المساعدات لأفغانستان، لكنه شدد على أنه سيكون من المنطقي تحويل الأموال إلى أفراد ومنظمات مستقلة من شأنها شراء شحنات ذات أهمية من الغذاء والدواء ومن الضروريات الأساسية للأفغان المحتاجين.
وعلى خطى الولايات المتحدة، أعلن الاتحاد الأوروبي عن إطلاق مشاريع بقيمة 270 مليون يورو لدعم سكان البلاد، و«سيتم إرسال جميع الأموال إلى وكالات الأمم المتحدة العاملة في أفغانستان»، وفق بيان التكتل.