مجلة وفاء wafaamagazine
تواكب واشنطن الضغوط الخارجية بتحرك بحري بري على الساحة اللبنانية، وكان لافتا التحرك الميداني العلني للاميركيين قبل ايام، حيث كلفت السفارة في عوكر وفدا دبلوماسيا رفيعا بزيارة منطقة الشمال وخصوصا عكار، تحت عنوان استكشاف تأثر البيئة السنية بخروج تيار المستقبل، وسعد الحريري من الحياة السياسية، وتأثير ذلك على الانتخابات النيابية.
وعلمت «الديار» ان الوفد اصرّ على نقل رسال شخصية ومباشرة باسم السفيرة تؤكد فيها اصرار بلادها على حصول الانتخابات في موعدها، مع تركيز الاسئلة حول توجهات جمهور «المستقبل» المقبلة انتخابيا، لكن الاهم وضع استبيان تفصيلي حول تاثير حزب الله في البيئة العكارية من خلال حلفائه السنة، وكذلك مدى تمدد «سرايا المقاومة» في تلك المنطقة.
العودة الى «الحضن السوري»؟
ووفقا للمعلومات، كانت المفاجأة الاساسية ان غالبية سكانية عادت الى اعتبار سوريا مجالها الحيوي، وملاذها الآمن على المستوى الاقتصادي واقل منه سياسيا، وخصوصا في منطقة وادي خالد، حيث لاحظ وفد السفارة الاميركية ان كل الخطوط السابقة ما قبل الحرب السورية بين لبنان وسوريا عادت الى واقعها القديم، وان سكان تلك المنطقة الحدودية عادوا الى سابق عهدهم في توطيد العلاقة مع الجانب السوري، فيما رصد اهتمام اميركي واضح حول طبيعة تاثير هذه العلاقة المستجدة على التعاون «الامني» بين الجانبين خصوصا ان للسوريين تاريخ طويل في هذه العلاقة ويدركون جيدا كيفية التعامل مع سكان المنطقة التي تربطهم علاقات تاريخية متجذرة وقد عادت الى طبيعتها بفعل الازمة الاقتصادية القاسية في لبنان، وغياب فعالية قيادة تيار المستقبل، وبات الشمال منقسما بمعظمه الان بين متطرفين ذات «هوى» «جهادي» وآخرين يفضلون العودة الى «الحضن» السوري.