الرئيسية / سياسة / “الثنائي الشيعي” يحاول إقناع الحريري.. وحديث عن مبادرة فرنسيّة ـ بريطانيّة

“الثنائي الشيعي” يحاول إقناع الحريري.. وحديث عن مبادرة فرنسيّة ـ بريطانيّة

الإثنين 25 تشرين الثاني 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

علمت «الجمهورية» أنّ حركة اتصالات مكثفة تجري بين «الثنائي الشيعي» ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، في محاولة لإقناعه بالعودة الى رئاسة الحكومة.

وبحسب المعلومات، فإن لا شيء نهائياً قد تحقق حتى الآن، ولكن اجواء الثنائي توحي أنّ الابواب ليست مقفلة، وأنّ المفاوضات ستستمر لعلها تفضي الى إيجابيات خلال هذا الاسبوع.

وتشير المعلومات الى انّ صيغة حكومة التكنوقراط، وإن كانت مطروحة في الاعلام، كشرط يريده الحريري لعودته الى ترؤس الحكومة الجديدة، إلا انها في «الكلام الجدي» لا مكان لها على الاطلاق، مع التسليم بأنها صيغة هي الأعجز على إدارة دفة البلاد في ظل الأزمة المعقدة.

وكشفت المعلومات انّ هذه المفاوضات ما زالت تصطدم حتى الآن بشروط من نوع منح الحكومة الجديدة صلاحيات استثنائية لمدة 6 أشهر، تخوّلها القيام بالخطوات اللازمة على طريقة الانقاذ، ويكون في صدارتها تعديل قانون الانتخاب الحالي، تمهيداً لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتقول المعلومات انّ «الثنائي الشيعي» لا يوافق على هذا الطرح.

حسم تقريبي

لكن هذه المعلومات على تفاؤلها الحذر باحتمال إقتراب الحل جاءت على نقيض مصادر مطلعة أوضحت لـ«الجمهورية» انّ الحريري «حسم موقفه تقريباً بعدم ترؤس الحكومة المقبلة بسبب عدم التجاوب مع معايير التأليف التي وضعها»، لافتة الى انّ القوى السياسية المعنية أصبحت اقرب الى التسليم النهائي بهذا الأمر.

وأشارت المصادر الى انّ الملف الحكومي هو عرضة منذ ايام لِهبّة تفاؤلية حيناً وتشاؤمية حيناً آخر، كاشفة عن انه أكثر من مرة كاد يتم التوافق على اسم محدد للتكليف لكن التحفظات أو الاعتراضات المفاجئة كانت تؤدي الى حرق الطبخة والعودة الى خط البداية مجدداً.

وأملت المصادر في ان يبقى ملف التكليف والتأليف خاضعاً للاعتبارات الداخلية، وعدم ربطه بالعوامل الخارجية التي من شأنها ان تزيد الموقف تعقيداً. ونبّهت الى أنّ استمرار الاخفاق في المعالجة المحلية سيسمح للخارج بأن يصبح أكثر تأثيراً وحضوراً، الامر الذي لا يخدم المصلحة اللبنانية.

تفاءلوا بالخير

الى ذلك، قال مرجع مسؤول لـ»الجمهورية»: «حتى الآن هناك اتصالات تجري بعيداً عن الاعلام، واستمرارها بلا انقطاع خلال اليومين الماضيين، هو مؤشر ايجابي يؤمل ان تتمخّض عنه مخارج ايجابية يرجّح أن تظهر خلال الاسبوع الجاري».

وأضاف المرجع، الذي يواكب حركة الاتصالات عن كثب: «تفاءلوا بالخير تجدوه، الاتصالات ماشية، لكن لم تصل بعد الى ما ننشده من حلول، ولننتظر وكيلاً لعلنا نحصد الحمص والفول خلال ايام».

ورداً على سؤال قال المرجع: «أكبر خطأ يرتكب هو تسخيف الحراك وتجاهل ما حققه، ثمّة متغيرات فرضها ولا يمكن القفز فوقها، خصوصاً في تشكيل الحكومة الجديدة».

وأضاف: «لكن في المقابل، هناك خطأ يرتكب بحق الحراك عندما يوصَف بأنه ثورة، ذلك انّ الثورة تعني إحداث انقلاب، وهذا لم يحصل، ولا اعتقد انّ في الامكان حصوله في لبنان».

ولفت المرجع الى «مبالغة غريبة في دعوة بعض الحراك الى إسقاط النظام واتفاق الطائف». وقال: «هذا كلام عشوائي أقصى ما يمكن ان يحققه هو وضع البلد على سكة الانهيار، وخصوصاً الانهيار الاقتصادي».

إستياء من المصارف

الى ذلك، ما زالت اجواء عين التينة تعكس استياء بالغاً من اداء المصارف في هذه الفترة، حيث ترتكب جريمة بحق المودعين، فهناك ما يزيد على 10 مليارات من الدولارات للمصارف خارج لبنان، فليؤت بهذه الاموال الى لبنان، وليحلوا المشكلات الكبرى مع الناس. إنّ اموال المودعين يجب ان يحصلوا عليها، لأنّ حجبها عنهم يؤدي الى انفجار.

إضراب وعصيان

تتالت الدعوات مساء أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الإضراب العام وإقفال الطرق اليوم في مختلف المناطق اللبنانية، وكذلك تصاعدت دعوات من ساحة الشهداء عبر مكبّرات الصوت إلى العصيان المدني.

وصدر بيان عن الحراك في طرابلس وعكار وصيدا ومناطق أخرى طلب من اللبنانيين في مختلف مناطقهم إغلاق كل مؤسسات الصيارفة وأن يكون صباح اليوم الاثنين «يوم الغضب»، وإقفال كل المؤسسات حتّى تأليف حكومة اختصاصيين.

وعلى وقع هذه الدعوات، بدأ ليلاً اقفال الطرق في عدد كبير من المناطق، وأفادت غرفة «التحكم المروري» عن توقيف السير عند تقاطع برج الغزال في اتجاه جسر «الرينغ» في بيروت، حيث وصل عدد من الشبان على الدرجات الناريّة الى مكان الاعتصام في جسر الرينغ، فوقعت إشكالات عدّة، تدخّلت على أثرها القوى الأمنية وشكلت حاجزاً بشرياً بين الطرفين. فيما أغلق في البقاع الاوسط مفترق المرج ـ برالياس في كل الاتجاهات، وجرى إقفال طريق تعلبايا ـ سعد نايل في الاتجاهين، كما تم قطع السير على طريق عام المرج – البقاع الغربي.

وفي ساحل المتن الشمالي اقفل عدد كبير من المتظاهرين اوتوستراد جل الديب، وقطع السير على اوتوستراد انطلياس في الاتجاهين. امّا في الشمال، فتمّ إقفال طريق العبدة – عكار، والبداوي.

وتزامناً، نفّذ عدد من المعتصمين مسيرة أمام منزل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في البياضة – المتن، حيث ردّدوا قائلين: «فِل.. فِل.. فِل.. بَيّك منّو بيّ الكلّ».

وجاءت وقفة المتظاهرين امام منزل باسيل خلال مسيرة سيّارة انطلقت من مزرعة يشوع، وجابت بلدات المطيلب والرابية فقرنة الحمرا وبيت شباب، صعوداً إلى بكفيا، لتتجه بعدها إلى المحطة الأخيرة في انطلياس، مروراً بقرنة شهوان وبيت الشعّار والنقاش.

في عوكر

وكانت مجموعات من الحراك تظاهرت أمس أمام السفارة الاميركية في عوكر، مؤكدة رفضها «اعتراضها على كلام السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان».

وأحرق المتظاهرون العلمين الاميركي والاسرائيلي وهتفوا للمقاومة، كذلك أحرقوا صورة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحاولوا قطع الأسلاك الشائكة المحيطة بحرم المربّع الامني للسفارة.

الراعي وجنبلاط

وفي المواقف الداخلية، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «أنّ شجاعة القرار الحر السيّد المستقل نفتقدها عند أصحاب القرار السياسي عندنا في لبنان، غير القادرين على اتخاذ القرار الشجاع، لمصلحة لبنان وشعبه، لأنهم ما زالوا أسرى مصالحهم ومواقفهم المتحجرة وارتباطاتهم الخارجية وحساباتهم، لكنّ الشجاعة نجدها عند شعبنا، بكباره وشبّانه وصباياه، في انتفاضتهم السلمية والحضارية منذ 37 يوماً».

وتطرّق الراعي في عظة الأحد الى المنتفضين، فقال: «هؤلاء من كل المناطق اللبنانية والطوائف والمذاهب والأحزاب، من دون أن يعرفوا بعضهم بعضاً، التقوا واتخذوا قرارهم الشجاع والحر. فطالبوا بإجراء الاستشارات النيابية وفقاً للدستور، وتشكيل حكومة جديدة في أسرع ما يمكن، توحي الثقة وتباشر الإصلاح ومكافحة الفساد وإدانة الفاسدين، واستعادة المال العام المسلوب إلى خزينة الدولة، وإيقاف الهدر والسرقات. حكومة تبدأ بالنهوض الاقتصادي بكل قطاعاته، من أجل خفض العجز، وتسديد الدين العام المتفاقم، ورفع المالية العامة. قرارهم رفض أنصاف الحلول، والوعود الكلامية، لأنهم شبعوا منها، وقد بلغت بالدولة إلى حد الإفلاس، وبالشعب إلى الفقر والجوع، وبالشباب والأجيال الطالعة إلى الهجرة بحثاً عن أوطان بديلة. أما اليوم فقرارهم هو البقاء على أرض الوطن، ووضع حد للذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه اليوم».

وأضاف: «حقق هؤلاء المنتفضون اليوم ما قاله المكرّم البطريرك الياس الحويك، رئيس البعثة اللبنانية إلى مؤتمر الصلح في فرساي سنة 1919 ومهندس قيام دولة لبنان الكبير: «لا يوجد في لبنان طوائف، بل طائفة واحدة إسمها الطائفة اللبنانية. لبنانيون نحن وسنبقى لبنانيين متحدين في وطنية واحدة. لذلك ما يهمنا، في الذي يدير شؤون وطننا، تعلّقه بالعدالة والرأفة، لا بمعتقداته الدينية. فليبارك الله كل الذين يريدون خير لبنان، إلى أي طائفة انتموا».

ومن جهته إتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «بعض السفراء ووزراء الخارجية» الأجانب، بالتدخل في تشكيل الحكومة.

وكتب جنبلاط عبر «تويتر»: «حتى بعض السفراء الفاعلين وبعض وزراء الخارجية دخلوا على خط تشكيل الوزارة لزيادة التعقيد إلى جانب الطبقة السياسية الرافضة للتنازل والمتمسّكة بالبقاء».

وأضاف: «ولكي لا يزيد التنظير والتأويل حول ما سبق وقلته، أتمنى أن يتوافق السفراء والخبراء وكبار القوم بسرعة لتشكيل الوزارة وكلهم بلا استثناء يؤيّد استقرار لبنان وفق ما يقولونه».

موفد بريطاني

وفي ظل الجمود الحكومي قالت مصادر ديبلوماسية أوروبية مطلعة لـ«الجمهورية» انّ موفداً بريطانياً يصل الى بيروت في الساعات المقبلة، هو مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية ريتشارد مور، للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري، ومجموعة من المسؤولين اللبنانيين لم يحدد عددهم بعد.

وفي المعلومات المتداولة انّ بريطانيا، التي وفّرت دعماً قوياً للبنان في السنوات الأخيرة في المجالات العسكرية والتقنية واللوجستية وتعزيز الوحدات البرية وافواج الحدود خصوصاً وقطاعي التربية والصحة، تستعد لتوسيع هذه المبادرة ديبلوماسياً ودولياً، وهو ما يعد أول تحرك بريطاني على هذا المستوى.

وربطت المصادر بين هذه الزيارة ونتائج اللقاء الثلاثي الأميركي ـ الفرنسي ـ البريطاني الذي عقد في باريس الثلاثاء الماضي في ضيافة الموفد الفرنسي الى بيروت مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، وحضور معاون وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، والمسؤولة في وزارة الخارجية البريطانية ستيفاني القاق والسيد مور.

وقالت مصادر مطلعة انّ بريطانيا ترغب في توسيع واستثمار اللقاء الثلاثي الباريسي وتحويله مبادرة بريطانية – فرنسية مباشرة، لمعاونة لبنان على الخروج من الأزمة الحالية وطريقة تطويق ذيولها بدعم اميركي، تمهيداً لعرضها على مؤتمر دول الأطلسي الذي تستضيفه باريس نهاية الأسبوع الجاري.

روسيا والصين

وفي المواقف الدولية أيضاً، برزت برقيتا التهنئة بعيد الاستقلال اللتين تلقّاهما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، شدّدتا على «دعم لبنان وشعبه، وتعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات».

وجاء في برقية بوتين: «انّ العلاقات الديبلوماسية الروسية – اللبنانية، التي احتفلنا هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين على إنشائها، لطالما ارتدَت طابع الصداقة البنّاءة. وانني لمقتنع بأنّ جهودنا المشتركة ستواصل تطوير تعاوننا الثنائي في مختلف الميادين، لِما فيه خير شعبَينا. وأغتنم المناسبة لأجدد دعم روسيا المتواصل لسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه».

وشدد جين بينغ على انّ «الصين ولبنان بلدان صديقان منذ القدم، والصين تواصل دوماً دعم جهود لبنان في صَون سيادة الدولة والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ودفع التنمية الاقتصادية قدماً». مشيراً الى أنه «يعلّق بالغ الاهمية على تطوير العلاقات الصينية – اللبنانية، ومستعد للعمل مع فخامتكم من أجل دفع علاقات التعاون بين الصين ولبنان الى مستوى أعلى، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين بالصورة الفضلى».

الجمهورية