الرئيسية / آخر الأخبار / نهائي دوري الأبطال مُهدد: الاتحاد الأوروبي ينصاع للغرب!

نهائي دوري الأبطال مُهدد: الاتحاد الأوروبي ينصاع للغرب!

مجلة وفاء wafaamagazine

تمتد تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية إلى كافة القطاعات، والرياضة ليست استثناءً. يجد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» ومن خلفه الاتحاد الدولي «فيفا» نفسيهما في مواجهة التوترات التي من شأنها أن تؤدي إلى العديد من التغييرات على الساحة الرياضية هذا الموسم، وبخاصة كرة القدم. هنا أيضاً الرياضة تتبع السياسة، و«العقوبات الرياضية» ستطاول موسكو تلبية لرغبة بريطانيا وأصدقائها

بدأت أولى معالم انعكاسات الأزمة الأوكرانيّة على كرة القدم، عندما طلب الاتحاد البولندي لكرة القدم يوم الثلاثاء الماضي توضيحاً من «فيفا» بشأن مباراة نصف نهائي الملحق الأوروبي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 أمام روسيا، والتي من المقرر أن تُلعب الشهر المقبل في العاصمة الروسية موسكو. جاء طلب التوضيح خوفاً من ما اعتبره البولنديون «تهديدات أمنية» قد تطاول الكادر الفني البولندي، بعد القرار الروسي بالاعتراف بلوغانسك ودونيتسك كجمهوريتين مستقلتين. التطمينات الروسية كانت حاضرة، إلا أن ما حصل يوم أمس سيغيّر الأمور، وينقل المباراة نظرياً من موسكو إلى مدينة ثانية بحسب الظروف. وهذا الأمر يمكن أن ينسحب على مشاركة أوكرانيا في التصفيات المونديالية حيث ستلعب في اسكتلندا الشهر المقبل أيضاً، على أن يسافر الفائز في تلك المباراة إلى ويلز أو النمسا، ما يضع مستقبل الملحق الأوروبي على المحك.

وعلى المستوى القاري اجتمع ممثلون من الاتحاد الأوروبي مع قيمين على دوري كرة القدم للمحترفين الأوكراني (الدرجتين الثانية والثالثة) الأسبوع الماضي لمناقشة الأزمة، وكشف رئيس رابطة الدوري الأوكراني يفين ديكي أن الهدف هو مواصلة النشاط. ولكن ذلك كان قبل دخول الأزمة منعطفها الأخير الذي قلب كل الموازين. وفي وقت كان من المقرر أن يُستأنف الدوري الأوكراني لكرة القدم اليوم بعد انتهاء العطلة الشتوية التي تدوم شهرين، اتخذ القرار رسمياً ظهر أمس الخميس، بتأجيل الدوري وسط حالة من الضياع، بخاصة بين اللاعبين المحترفين في صفوف الفرق الأوكرانية.
ونشر عدد من لاعبي نادي شاختار دونيتسك البرازيليين مقاطع فيديو مع عائلاتهم يطالبون من خلالها الحكومة البرازيلية بإرسال طائرة خاصة لإجلائهم. تجدر الإشارة إلى خروج كل من شاختار دونيتسك ودينامو كييف من دوري أبطال أوروبا في دور المجموعات، مع بقاء ممثل أوكراني وحيد هذا الموسم في المسابقات الأوروبية وهو دينامو كييف (تحت 19 سنة).
وبعد ارتفاع حدة التوتر، أشارت العديد من التقارير الصحافية في الوسط الرياضي إلى أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يفكر جدياً في تغيير مكان مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم، المقررة في 28 أيار المقبل، في استاد «غازبروم أرينا» الروسي في مدينة سان بطرسبورغ إلى ملعب آخر. وعُقدت محادثات طارئة يوم الثلاثاء بهذا الشأن، ولكن القرار النهائي سيتخذ اليوم الجمعة بعد أن دعا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى اجتماع استثنائي «لتقييم الوضع واتخاذ جميع القرارات اللازمة». وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اعتبر أنه «لا توجد فرصة» لروسيا لاستضافة بطولات كرة القدم في الأسابيع المقبلة. وتأتي هذه القرارات الأوروبية في سياق وضع مزيد من الضغوط على موسكو، انسجاماً مع سلة العقوبات التي فرضتها دول الاتحاد على روسيا.

يُتهم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم باتباع سياسة الكيل بمكيالين

وعلى المقلب الآخر، لن يكون قرار نقل النهائي بعيداً من الأراضي الروسية سهلاً لسببين، الأول هو أنه سبق للاتحاد الأوروبي أن غيّر مكان المباراة النهائية في الموسمين الماضيين بفعل تداعيات فيروس كورونا، مما يجعل الأمر صعباً هذا الموسم أيضاً نظراً للتكاليف الكبيرة والأمور اللوجستية، كما أن هذا التغيير الدائم سيؤثر سلباً في ترتيبات الأندية. أما السبب الثاني هو رغبة رؤساء الأندية والاتحادات بعدم كشف ميولهم السياسية أمام الرأي العام الدولي، مما يؤثر في شعبيتهم وعلى عقود الرعاية للأندية والاتحادات. وفي حال تم نقل المباراة النهائية من روسيا، فإن الاتحاد الأوروبي بنظر الكثيرين سيكون يكيل بمكيالين، بعد أن غضّ نظره عن بعض «الحساسيات» في ما سبق، عندما أبقى على نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2003 في مدينة مانشستر الإنكليزية بعد وقتٍ قصير من غزو القوات الأميركية والبريطانية للعراق. قرارٌ صعب ينتظر «يويفا» و«فيفا» وستكون له تداعيات كبيرة رياضياً وسياسياً.

فسخ العقود
على صعيد العقود، فسيكون هناك تهديد لشركات الرعاية والنقل الروسية أيضاً، إذ ألغى نادي مانشستر يونايتد يوم الثلاثاء الفائت رحلته إلى إسبانيا لمواجهة أتلتيكو مدريد مع الناقل الرسمي الخاص به، وهو شركة الطيران الروسية «إيروفلوت»، كما دعت بعض الجهات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى قطع العلاقات مع شركة الطاقة الروسية الحكومية «غازبروم»، التي تعتبر راعياً رئيسياً لـ«UEFA» منذ عام 2012 (جددت صفقتها في أيار الماضي مقابل حوالي 15 مليون دولار). ومن جهته أعلن نادي شالكه الألماني أمس أيضاً أنه سيسحب اسم وشعار راعيه الرئيسي «غازبروم»، عن قمصانه للمرة الأولى منذ 2007.
أوكرانيا وروسيا تحتلان المشهد السياسي ـ الرياضي من جديد، بخاصة أن كرة القدم الأوروبية لم تواجه مثل هذه الاضطرابات منذ الحرب العالمية الثانية (كان لفيروس كورونا تأثيرات ولكن بعيداً من الحروب). الآن، ومع اندلاع أزمة كبيرة أخرى، ستعيش كرة القدم تغييرات جديدة قد تطاول تبعاتها الاتحادات الأوروبية الرياضية كافةً.