مجلة وفاء wafaamagazine
تحسّن فريق برشلونة خلال الفترة الأخيرة من حيث الأداء والنتائج، ما أعطى مؤشراً لعودة العملاق الكاتالوني إلى مساره الصحيح. الفريق متوازن في كل الصفوف بفعل جهود المدرب الجديد تشافي هيرنانديس، الذي يحظى بتأييد كبير من اللاعبين وإدارة الرئيس خوان لابورتا
سقط برشلونة تدريجياً عن عرشه على خلفية الفساد الذي استشرى أثناء إدارة رئيس النادي السابق جوسيب ماريا بارتوميو. أُدين هذا الأخير بالعديد من القضايا التي ساهمت في انهيار النادي، وخاصةً بعدما وجد نفسه في أزمةٍ مالية خانقة كشفتها تداعيات كورونا. جاء لابورتا بعد ذلك على رأس النادي، لكنه لم يتمكن من إبقاء أسطورة الفريق ليونيل ميسي، حيث حالت المشاكل المالية دون تجديد عقده برفقة الفريق. وبعد محاولاتٍ عديدة لإعادة برشلونة إلى الواجهة، يبدو أن لابورتا على الطريق الصحيح. أقال المدرب السابق رونالد كومان على خلفية النتائج المتخبطة وعيّن مكانه «ابن» النادي تشافي هيرنانديز، الذي أعاد شيئاً من ثقافة النادي كروياً وإدارياً.
اتصفت بداية تشافي بالتخبط نظراً إلى تسلّمه الفريق وسط «العاصفة». وعلى الرغم من الانتصارين أمام إسبانيول وفياريال في بداية مشواره في الدوري، خسر برشلونة أمام ريال بيتيس وتم إقصاؤه من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 21 عاماً، تلاه خروجان متتاليان من كأس السوبر الإسباني وكأس الملك. ومع ذلك، صبرت الإدارة على مدربها الجديد وهو ما جاء بالحصاد.
قام تشافي بإعادة هيكلة في الفريق، حيث عمل جاهداً على إعادة فلسفة «التيكي تاكا». لتحقيق ذلك، وقّع مع المهاجم فيران توريس قادماً من مانشستر سيتي، وأداما تراوري من وولفرهامبتون كما استقدم المهاجم بيير إيميريك أوباميانغ من آرسنال. صفقات ناجحة قدمت الإضافة المطلوبة، وهو ما عزز تركيز تشافي على السوق الإنكليزية، إذ إنه قاب قوسين أو أدنى من التوقيع مع مدافعي تشيلسي أندرياس كريستنسن وسيزار أزبلكويتا بشكل مجاني في الصيف، بحسب الشائع في الوسط الرياضي.
صعد برشلونة إلى المركز الثالث محلياً وسجّل 14 هدفاً في آخر أربع مباريات له
يُحسب لتشافي أيضاً إعادته الاستقرار في غرفة الملابس، واحتواؤه مشاكل اللاعبين بشكل مميز، كما حصل مع اللاعب عثمان ديمبيلي. فبعدما طُلب من الفرنسي أن يجد فريقاً جديداً ويغادر برشلونة، كان بإمكان تشافي اتباع الأوامر بسهولة وترك ديمبيلي خارج القائمة، لكنه أعاد الجناح الفرنسي إلى الفريق ليقدم أفضل أداء له منذ قدومه من بروسيا دورتموند. الانتقادات اللاذعة للاعب أُخمدت بفعل أدائه اللافت أخيراً، والذي تجلّى إثر تسجيله هدفين في الفوز (4-0) على أتليتيك بيلباو. هكذا، حوّل تشافي لاعبه الفرنسي من «ضغط» مالي إلى أحد أهم لاعبي الفريق خلال الأشهر القليلة الماضية.
يظهر جلياً التوازن الذي أنشأه تشافي في برشلونة. فبعد البداية المتخبطة، صعد الفريق إلى المركز الثالث في الدوري، كما اجتاز نابولي في الدوري الأوروبي وسجل 14 هدفاً في آخر أربع مباريات له ضمن مختلف المسابقات. هناك تغيير ثقافي واضح غرسه تشافي في الفريق، كما أن هناك التزاماً من اللاعبين تجاه مدربهم الشاب.
من جهته، أجرى لابورتا مقابلة حصرية مع وسائل إعلام النادي، ألقى خلالها نظرة على سنته الأولى في المنصب الجديد. تحدث لابورتا عن وضع النادي، مشيداً بتحسّن الفريق تحت قيادة المدرب تشافي هيرنانديز، كما أشار إلى الوضع المالي في النادي الذي يتحسّن تدريجياً، مؤكداً على الالتزام بتطوير كرة القدم النسائية.
وسط التطور الملحوظ، يستقبل برشلونة اليوم فريق غلطة ساراي ضمن ذهاب دور الـ 16 من الدوري الأوروبي، (22:00 بتوقيت بيروت). مباراة مهمة تنتظر الفريق الكاتالوني الذي يصبّ جهوده للتتويج في هذه البطولة على اعتبارها الأوفر حظاً للحصاد هذا الموسم، مع التركيز على احتلال أعلى مركز ممكن في الدوري.
ولا يزال هناك الكثير من العمل المنتظر، لكن الأداء والنتائج الإيجابية مقارنةً بتخبطات بداية الموسم تؤكد على أن تشافي هو الشخص المنشود للمرحلة الحالية.