الرئيسية / سياسة / الراعي: ليجلس القابضون على السلطة على طاولة حوار لإنقاذ لبنان من الموت

الراعي: ليجلس القابضون على السلطة على طاولة حوار لإنقاذ لبنان من الموت

الأحد 01 كانون الأول 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى أن “الكنيسة تعلم أن السلطة السياسية لا تأخذ شرعيتها من ذاتها، وليس لها أن تتصرف تصرفا ظالما. بل عليها أن تسعى في سبيل الخير العام، فلا تمارس ممارسة شرعية إلا إذا سعت إلى تأمين خير الجماعة. وإذا حدث أن اتخذ المسؤولون تدابير تنافي الخير العام والنظام الأخلاقي، فالجماعة ليست ملزمة ضميريا بهذه التدابير بسبب الاستبداد”.

وأشار الراعي خلال عظة قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي إلى أن “الإنتفاضة الشبابية عندنا، مع كبار وفتيان، ونساء وفتيات، من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق، هي في جوهرها، منذ ستة وأربعين يوماً، إعتراض الضمير، وحجب الثقة عن الجماعة السياسية بكل تراتبيتها”، مؤكداً أنها “انتفاضة لبنانية بهية محررة من كل التبعيات إلى الخارج، أو إلى هذه أو تلك من الدول. بل إنها تفك الارتباط بأزمات المنطقة لأنها إنتفاضة شعب حر غير مرتهن”.

إلى ذلك، أكد أنه “هنا تكمن عقدة الأزمة السياسية في لبنان، أزمة تشكيل حكومة تكون حكومة إنقاذ مصغرة بوجوه ذات تراث وطني وغنية بخبرات ومنيعة بتجارب (المرجع نفسه). لكن قرار تشكيل مثل هذه الحكومة يقتضي وجود رجال دولة يضعون خير البلاد وشعبها وكيانها فوق كل اعتبار”. 

واستبعد الراعي “بكل أسف أن يتخذ مثل هذا القرار القابضون اليوم على السلطة السياسية. فلو قدروا لما أوصلوا الدولة إلى السقوط الاقتصادي وإلى حافة الإفلاس المالي، وإلى إفقار الشعب، وإقفال العديد من المؤسسات الصناعية والتجارية، وإضعاف المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية من خلال إضعاف قدرة الشعب”.

وشدّد على أنه “آن الأوان ليجلس القابضون على السلطة السياسية على طاولة حوار وجداني لإنقاذ الدولة من الموت في مناسبة يوبيل مئويتها الأولى، خالعين عنهم ثياب مواقفهم المتحجرة ومصالحهم الرخيصة وحساباتهم البخيسة، ويقول كل واحد منهم في قرارة نفسه خطيئتي عظيمة”.

وأضاف: “أما الانتفاضة الشعبية فتواصل تحريك ضمائر المسؤولين السياسيين وإيقاظها من سباتها. ونحن من جهتنا نواصل الصلاة إلى الله كي ينير عقولهم ويهديهم إلى الحل المنقذ”.