مجلة وفاء wafaamagazine
انتهت مرحلة الذهاب من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا. ورغم تباين النتائج، قد تستفيد بعض الفرق التي خسرت على أرضها من إلغاء قاعدة الهدف خارج الديار، لتعود وتفوز في مباريات الإياب. الآراء متباينة حول القرار الجديد والحسابات تغيّرت بالنسبة إلى المدربين
تشهد كرة القدم الأوروبية تغييراً جذرياً في السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن قام الاتحاد الأوروبي بإلغاء القاعدة التاريخية المعتمدة منذ عام 1965، وهي إعطاء أفضلية للفريق الذي يسجل هدفاً خارج الديار، فيما لو تعادل أو خسر بنتيجة أقل على أرضه. قرارٌ أثار ردود فعل متباينة خاصةً في حال التعادل وتغيّر حسابات المدربين تباعاً.
استشهدت الهيئة الحاكمة الأوروبية، بالعدالة الرياضية، وأشارت إلى أنها اتخذت الخطوة بناءً على تعليقات من مجتمع كرة القدم، حيث أكّد رئيس «اليويفا» السلوفيني ألكسندر تشيفيرين خلال وقت «الإصلاح» في يونيو/ حزيران 2021، أن القاعدة أصبحت مصدر «ظلم»، خصوصاً خلال التمديد (لعب أشواط إضافية)، عندما يُجبِر الفريق الزائر في حال تسجيل مضيفه على التسجيل مرتين.
وفور إقرار الإلغاء، تباينت الآراء حول هذا القرار. الصيغة الجديدة أصعب، لكنها أكثر إنصافاً لأن المتأهل يكون من سجّل هدفاً أكثر من خصمه. من المتوقع أن تشهد المباريات إثارة أكثر بفعل ميل الأمور نحو الهجوم للتسجيل، خاصةً بعد الوصول إلى الأشواط الإضافية، وهو ما جعل بعض المدربين يؤيدون قرار إلغاء القاعدة القديمة مثل مدرب تشيلسي توماس توخيل. وعلى الجهة المقابلة، لم ينل القرار الجديد الرضى بالنسبة إلى آخرين، على غرار المدرب الألماني يورغن كلوب الذي قال: «تابعت دوري الأبطال طيلة حياتي على التلفاز بدلاً من خوضها، وأحببت هذه القاعدة»، كما يشكّك مدرب يوفنتوس الإيطالي ماسيميليانو أليغري في مدى تأثير قرار الإلغاء، علماً أن فريق «السيدة العجوز» أُقصي مرتين في آخر سنتين ضمن دوري الأبطال بسبب هذه القاعدة، أمام ليون الفرنسي وبورتو البرتغالي.
ما هو أكيد، أن القاعدة لم تعد عنصراً في إستراتيجية الفرق. ليست هناك حاجة بعد الآن إلى إجراء الجماهير حسابات حول عدد الأهداف التي سجّلها كل فريق خارج أرضه لمعرفة من يتأهل. هكذا، بدأت الأندية تعتاد على فكرة أن الخسارة (1-2) خارج الأرض لم تعد نتيجة مقبولة، لأن فوزها إياباً على أرضها بهدفٍ نظيف لم يعد يؤهلها إلى الدور التالي، بل يدفعها لخوض شوطين إضافيين في الأدوار الإقصائية. الواقع الجديد يتجسّد خلال مراحل خروج المغلوب الحالية من مختلف مسابقات الكؤوس الأوروبية، والتي تتكون من مباراتي ذهاب وإياب، حيث يكون الفائز هو الفريق صاحب أكبر عدد من الأهداف في كلتا المباراتين. في حال التعادل خلال المرحلتين، ستكون هناك فترتان إضافيتان مدة كل منهما 15 دقيقة. وإذا لم يتم تسجيل أي أهدافٍ أخرى خلال الوقت الإضافي، يتوجه الفريقان لتنفيذ ركلات الترجيح. وصرّح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن قرار إلغاء القاعدة يطاول جميع مسابقات الأندية هذا الموسم، بما في ذلك بطولات الرجال والنساء والشباب، ما يعني أن دوري أبطال أوروبا للرجال، والدوري الأوروبي، ودوري أبطال أوروبا للسيدات والشباب، وكأس السوبر الأوروبي، ودوري أوروبا للمؤتمرات المشكَّلة حديثاً لن تستخدم فرقُها الأهداف خارج أرضها بعد الآن كسلسلة كسر التعادل في مجموع الأهداف. وبالنظر إلى مجريات بطولة دوري أبطال أوروبا الحالية للرجال، زادت حظوظ الفرق الخاسرة لتدارك هزيمة مرحلة الذهاب. بالنسبة إلى تشيلسي، يتعيّن على لاعبي المدرب توماس توخيل أن يسجلوا هدفين خلال الوقت الأصلي من المباراة كي يتعادلوا، ومن ثم أي فريق يسجل هدفاً خلال الأشواط الإضافية يتأهل وإلا سيحتكم الفريقان إلى ركلات الجزاء في حال التعادل في مجموع المباراتين، كما هو الحال بالنسبة إلى فريق بنفيكا عندما يزور ملعب الأنفيلد (فاز ليفربول خارج الديار بنتيجة 3-1 خلال مرحلة الذهاب). من جهته، يتعين على بايرن ميونخ أن يفوز على أرضه بفارق هدفين إذا ما أراد التأهل على حساب فياريال، وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى أتلتيكو مدريد عندما يستقبل مانشستر سيتي في لقاء الإياب.