مجلة وفاء wafaamagazine
وصل نادي فياريال الإسباني إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا بعد أن أقصى العملاق البافاري بايرن ميونيخ من ربع النهائي ليلة الثلاثاء. إنجاز نوعي رفع من أسهم الفريق الإسباني الذي يخوض مسيرة ناجحة مع المدرب المحنك أوناي إيمري
تشبه «مغامرة» فياريال الحالية ما عاشه الفريق في موسم 2005/2006، عندما وصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال بقيادة اللاعبين المميزين حينها خوان ريكيلمي ودييغو فورلان. تكرر السيناريو هذا الموسم مع لاعبين مختلفين، وسط فرصة حقيقة لأبطال الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» بالوصول إلى نهائي المسابقة الأوروبية الأهم وفي دوري الأبطال.
هو موسمٌ استثنائي لفياريال في دوري الأبطال بلا شك، اتضحت معالم نجاحه منذ دور المجموعات حيث كان الفريق مهدداً بالخروج بعد أن واجه صعوبات أمام أتالانتا الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنكليزي، لكنه كسب ورقة التأهل في آخر لقاء عندما واجه أتالانتا خارج الديار وعاد بنقاط الفوز. وبعد إقصائه يوفنتوس الإيطالي في دور الـ16 في مفاجأة كبيرة، أوقعت القرعة فياريال مع بايرن ميونيخ الألماني في الدور ربع النهائي ما جعل النقاد يرجّحون غرق «الغواصات الصفراء»، لكن ذلك لم يحدث. حسم فياريال تأهله بعد الفوز ذهاباً بهدفٍ نظيف على ملعبه «لا سيراميكا»، وفرض التعادل (1-1) على النادي البافاري إياباً، وعلى أرض الأخير، الأمر الذي شكل مفاجأة جديدة ومن العيار الكبير أيضاً.
تميز فياريال خلال مشواره الأوروبي هذا الموسم بالحنكة التكتيكية والصلابة الدفاعية بخاصة في الأدوار الإقصائية (الدوري الثاني وربع النهائي)، حيث تلقت شباكه هدفين فقط خلال 4 مباريات أمام يوفنتوس وبايرن ميونيخ على التوالي. فياريال متزن إدارياً وفنياً، وهو قادر على التتويج باللقب إذا ما حافظ على تركيزه حتى النهاية.
إيمري يستعيد بريقه
تضم منظومة فياريال كوكبة من المواهب «الدفينة» في مختلف الصفوف، إذ يتألق المهاجم الهداف جيرارد مورينو في خط المقدمة، فيما يضم خط الوسط العديد من اللاعبين المهاريين المثقلين بخبرات طويلة مثل داني باريخو، إتيين كابوي، فرانسيس كوكلين وجيوفاني لوسيلسو. لاعبو وسط مميزون يساهمون دائماً في حماية خط الدفاع المتين أساساً، والذي يضم أسماء مهمة على غرار راؤول ألبيول وبو توريس ومن خلفهم الحارس جيرونيمو رولي. وعلى رغم تضافر جهود الجميع لتحقيق المجد الأوروبي، يعود الفضل الأكبر وراء الإنجاز النوعي إلى مدرب الفريق أوناي إيمري، الذي فرض نفسه بين الكبار حين حقق لقب الدوري الأوروبي أكثر من مرة رفقة إشبيلية (واحدة منهم على حساب ليفربول). ولكنه بعد ذلك خاض تجربة غير ناجحة رفقة باريس سان جيرمان الفرنسي اختتمت بإقصاء تاريخي أمام «ريمونتادا» برشلونة وفترة متخبطة مع آرسنال الإنكليزي شهدت على إقالته إثر انقلاب الجماهير عليه بعد الهزيمة في نهائي الدوري الأوروبي أمام تشيلسي في باكو، وما تلاها من فشل في الوصول إلى دوري أبطال أوروبا.
يعود الفضل الأكبر وراء الإنجاز النوعي للنادي الإسباني إلى مدرب الفريق أوناي إيمري
ترك إيمري فرنسا وإنكلترا مرغماً، لكنه وجد موطئ قدم في بلده الأصلي إسبانيا وضع خلاله فياريال تحت الأضواء. وبعكس الضغط الهائل بفعل «هوس» باريس سان جيرمان بالتتويج بدوري الأبطال، والدمار في آرسنال بعد تنحي المدرب التاريخي آرسن فينغر عن منصبه، كان فياريال النادي المثالي لإيمري من حيث الوجهة والتوقيت، حيث وجد دعم الإدارة والجماهير واللاعبين.
استعاد إيمري اعتباره إثر نجاحه رفقة الغواصات الصفراء، فخلال الموسم الماضي، فاز إيمري مع فياريال بالدوري الأوروبي ولم يخسر الفريق أياً من مبارياته الـ13 في مرحلة خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي تحت قيادة إيمري (9 انتصارات، 4 تعادلات).
يعرف إيمري في الوسط الكروي بمدى حنكته في الدوري الأوروبي إثر تتويجه في البطولة ثلاث مرات مع إشبيلية ومرة مع فياريال، لكن هذه المرة الأولى التي يبلغ فيها المدرب الإسباني الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا خلال مشواره كمدير فني. الفوز باللقب هذا الموسم سيرفع كثيراً من أسهم إيمري بين مدربي النخبة، وسيجعله المدرب الأفضل في تاريخ فياريال.