مجلة وفاء wafaamagazine
دخل لبنان المرحلة الأخيرة من الاستحقاق الذي يفتتحه المغتربون، غداً، بالاقتراع في الدول العربية التي يقيمون فيها باستثناء الإمارات العربية المتحدة. على أن يقترع الناخبون في هذه الدولة، وبقية الدول، الأحد المقبل.
رلى ابراهيم
التجهيزات التقنية واللوجستية في كل من وزارتيّ الداخلية والخارجية استكملت لمواكبة الاقتراع، وسيجري نقل وقائع يوميّ الجمعة والأحد مباشرة عبر شاشات في وزارة الخارجية، لتغطية 205 مراكز اقتراع موزعة في 58 دولة، علماً أن عدد أقلام الاقتراع بلغ 598.
عملياً، يقترع اللبنانيون غداً في 10 دول تعتمد يوم الجمعة عطلة رسمية (إيران، السعودية، قطر، الأردن، سلطنة عمان، الكويت، العراق، البحرين، سوريا، مصر)، ويصل عدد الناخبين فيها إلى 31 ألفاً و96 ناخباً من أصل 225 ألفاً و114 ناخباً في الخارج. العدد الأكبر من ناخبي يوم غد يتركز في السعودية (13239) والدوحة (7340) والكويت (5788)، وستكون نسبة الاقتراع معياراً لقياس مدى حماسة الناخبين للمشاركة في الانتخابات التي تعتبرها قوى المعارضة مصيرية لها، لا سيما مع عملها على تشجيع المغتربين على اعتماد «الصوت العقابي» لـ«محاسبة كل من أسهم في تهجيرهم وخسارة ودائعهم». وفيما تشير معلومات إلى أن جزءاً لا يستهان به من الناخبين في دول الخليج لن يصوّت لوجودهم خارج هذه الدول بسبب تزامن الانتخابات مع عطلة عيد الفطر، يتوقع إحجام مؤيدي حزب الله والتيار الوطني الحر عن الاقتراع خشية تعرضهم لمضايقات. أما الإمارات العربية التي سيقترع فيها اللبنانيون الأحد المقبل، فستشهد اكتظاظاً كبيراً بسبب اعتماد مركز واحد للاقتراع في مبنى القنصلية بعدما رفضت السلطات الإماراتية اعتماد مراكز أخرى، قبل أن تمنح الموافقة على ذلك متأخرة ما جعل الأمر متعذراً بسبب ضيق الوقت. وهو ما سيؤدي، وفق شبكات المغتربين الداعمين للوائح المعارضة والماكينات الحزبية، إلى التأثير في نسبة المقترعين. علماً أن في الإمارات نحو 25 ألف ناخب في حين أن مبنى القنصلية ضيق جداً ولا يتسع لهذا العدد.
وتعوّل كل قوى «المعارضة» و«التغيير» على استمالة أصوات ناخبي فرنسا (نحو 30 ألفاً) وبعض المقترعين في الولايات المتحدة (27236)، وكندا (27500) وبريطانيا (6513) وأستراليا (20826)، بالإضافة إلى الناخبين في دول الخليج، باعتبار أن أجواء ما بعد 17 تشرين وما حصل من هجرة مستجدّة سيصب كله لمصلحتها.
جزء لا يستهان به من الناخبين في الخليج لن يصوّتوا لوجودهم خارج هذه الدول بسبب تزامن الانتخابات مع عطلة الفطر
لكن خبراء انتخابيين يستبعدون أن يؤثر اقتراع المغتربين في النتيجة الانتخابية بسبب غياب «البلوكات الانتخابية» في الخارج وضعف شبكات الاغتراب الموالية للمجموعات وقوى المعارضة، ولعجز هذه المجموعات عن تشكيل لوائح موحدة، ما سيؤدي إلى تشتت أصواتها. إذ أصدر كل من هذه الشبكات، من «ليبانيز دياسبورا» TLDN إلى «مغتربين مجتمعين» وغيرهما من المنصات، قوائم مختلفة لمرشحي «الثورة». وكانت النتيجة فوضى إضافية تضاف إلى فوضى اللوائح المتعددة، والمزيد من الضياع لدى الناخب المعارض ودخول المجموعات في صراعات في ما بينها وتراشقها الاتهامات. كما أن حماسة المغتربين تضاءلت عقب تفرّق «الثوار» وعجزهم عن اكتساب ثقة الناخبين في العامين الماضيين نتيجة أدائهم وبسبب ضمهم قوى حزبية معهم، لذلك لا يتوقع أن تكون نسبة الاقتراع مرتفعة كما تتوقعها المعارضة. وبحسب الخبراء، فإن التأثير الأكبر للاغتراب يتركز في دائرة الشمال الثالثة وفي بيروت الأولى والثانية والشوف – عاليه.
من جهة أخرى، تشير مصادر وزارة الخارجية أنه فور انتهاء عملية الاقتراع، ستفتح الصناديق لعدّ الأصوات ثم تنظم محاضر بالأرقام مذيلة بتوقيع رؤساء الأقلام ومساعديهم ليجري بعدها ختم الصناديق بالشمع الأحمر ونقلها إلى مطار بيروت حيث سيكون باستقبالها عضوان من اللجنة المشكلة من وزارتيّ الداخلية والخارجية لمتابعة انتخابات المغتربين، هما مدير عام المغتربين هادي هاشم والمديرة العامة للشؤون السياسية في الداخلية فاتن يونس. وستودع الصناديق في مصرف لبنان إلى حين الانتهاء من الانتخابات في 15 أيار. عندها يرسل كل صندوق إلى الدائرة الخاصة به ويتم فتحه وفرزه مع بقية الأصوات. كل ذلك سيكون محور متابعة من الجهات الرقابية أكان هيئة الإشراف على الانتخابات، أم الهيئات الرقابية الدولية.
الاخبار