مجلة وفاء wafaamagazine
تعرّضت الكربوهيدرات لانتقادات كبيرة خلال الأعوام الأخيرة. وفي حين أنّ تَناول الكثير من الكربوهيدرات المكرّرة والعالية التصنيع غير مفيد لكم، خصوصاً أنها تسبّب ارتفاعاً سريعاً في الإنسولين والسكّر في الدم ومن ثمّ انهيارهما، إلّا أنّ عدة أنواع من الكربوهيدرات تميل إلى إطالة مدّة الحياة.
أثبتت الأبحاث العلمية أنّ الكربوهيدرات المعقدة الصحّية، التي يتمّ هضمها ببطء، لا تساعد على التحكّم في الوزن على المدى القصير فحسب، إنما تساهم أيضاً في تعزيز الصحّة على المدى الطويل.
وعندما يتعلّق الأمر بالشيخوخة الصحّية، فإنّ نوعاً واحداً من الكربوهيدرات المعقدة يتصدّر اللائحة، وتحديداً البطاطا الحلوة.
وفي ما يلي الأسباب التي دفعت إلى تصنيف البطاطا الحلوة طعاماً ممتازاً للعيش أكثر، إستناداً إلى خبيرة التغذية جنيفر برونينغ، من شيكاغو:
– الحفاظ على صحّة العين
على غِرار الجزر، تحتوي البطاطا الحلوة على مادة بيتا-كاروتين التي تمنحها اللون البرتقالي. تبيّن أنّ الجسم يحوّلها إلى الفيتامين A المضاد للأكسدة الذي يحارب الجذور الحرّة ويُصلح تلف العين. وفي حين أنّ الحفاظ على صحّة العينين أساسي في كل مرحلة من الحياة، إلّا أنه ضروري خصوصاً لكبار السنّ لأنه مع التقدّم في العمر، يرتفع خطر الإصابة ببعض أمراض العين، إستناداً إلى «American Academy of Ophthalmology».
– تحسين الأمعاء
إنّ البطاطا الحلوة غنيّة بالألياف، خصوصاً عند تَناولها بقشرها. تساعد الألياف على نقل الفضلات عبر الجسم بطريقة تحمي القولون، وهو ما ينعكس إيجاباً على حركات الأمعاء الصحّية. إنّ استهلاك جرعة يومية جيّدة من الألياف يساعد على الوقاية من الإمساك، الذي يصبح أكثر شيوعاً مع التقدم في العمر. ناهيك عن أنّ الفيتامين A في البطاطا الحلوة يساهم في الحفاظ على بطانة الأمعاء وتعزيز صحّة الأمعاء بشكلٍ عام.
– دعم الجهاز المناعي
إنّ البطاطا الحلوة تساعد على تحسين وظيفة المناعة الصحّية، والفضل يرجع إلى خصائصها المضادة للأكسدة والالتهاب. إنّ مادة بيتا-كاروتين تؤدي دوراً مهمّاً في حماية الـ»Epithelium»، وهو نوع من أنسجة الجسم الذي يبطّن الجهاز التنفسي والأمعاء ويعمل كخطّ دفاع أول ضدّ غَزو مسبّبات الأمراض، بحسب دراسة نُشرت عام 2018 في «Journal of Clinical Medicine». فضلاً عن أنّ الألياف في البطاطا الحلوة تحافظ على أمعاء صحّية، حيث يوجد معظم الجهاز المناعي. وبالتالي، فإنّ المناعة القويّة تساعد على التصدّي للأمراض وعَيش حياة أطول.
– الحفاظ على قلب صحّي
تُعتبر البطاطا الحلوة ممتازة للقلب، بفضل احتوائها على جرعة بوتاسيوم تتخطى تلك الموجودة في الموز. ومن المعلوم أنّ هذا المعدن يُشارك في عدد كبير من الوظائف في الجسم بما فيها تنظيم السوائل وضغط الدم. إنّ هذا الأمر مهمّ جداً بما أنّ الضغط العالي مرتبط بمدة عَيش أقصر. لا بل أكثر من ذلك، فإنّ محتوى الألياف العالي في البطاطا الحلوة يساهم في السيطرة على مستويات الكولسترول الذي رُبط ارتفاعه بعرقلة الشيخوخة الصحّية والتسبّب بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
– التحكّم في السكّري
إذا كنتم تتعايشون مع السكّري، فيُرجّح أنّ طبيبكم قد دعاكم إلى الحدّ من تناول البطاطا البيضاء لأنها ترفع السكّر في الدم والإنسولين وتخفضهما بشكلٍ فُجائي، وقد تؤدي إلى الإصابة بمشكلات صحّية عديدة أو جَعلها أسوأ مثل السكّري والبدانة وأمراض القلب. ولكن في المقابل، ليس المطلوب منكم حذف البطاطا الحلوة من غذائكم إذا كنتم تعانون السكّري. فقد تبيّن أنّ الألياف ومضادات الأكسدة فيها تساهم في تحسين السيطرة على الغلوكوز عند استهلاكها بكميات معتدلة كجزء من الوجبة الغذائية. ويرجع السبب إلى أنّ محتوى الألياف العالي يتصدّى لارتفاع السكّر في الدم ويضمن الشبع.
– أفضل طريقة لتناول البطاطا الحلوة
إنّ المبالغة في طبخ البطاطا الحلوة تخفّض مستويات البيتا-كاروتين. ولتفادي حدوث هذا الأمر، لا بدّ من التزام النصائح التالية:
– طبخ البطاطا الحلوة بقشرها بما أنّ ذلك يساهم في الاحتفاظ بمزيدٍ من البيتا-كاروتين.
– يُستحسن سلق البطاطا لأنّ هذه الطريقة تحتفظ بأعلى نسبة من البيتا-كاروتين مقارنةً بوسائل الطبخ الأخرى.
– خفض وقت الطهي بما أنّ ذلك سيقلّل من خسارة المغذيات.
– تناول البطاطا الحلوة مع مصدر من الدهون الصحّية، مثل زيت الزيتون أو الأفوكا، لتعزيز امتصاص المغذيات مثل البيتا-كاروتين.