مجلة وفاء wafaamagazine
لم يكن أكثر المتفائلين في نادي الرياضي ـــ بيروت لكرة السلة ومشجعيه يتخيل أن تسير سلسلة نهائي بطولة الدوري بينه وبين نادي «بيروت فيرست كلوب» على الشكل التالي. الرياضي حقّق فوزاً مهماً جداً في المباراة الأولى على أرض بيروت في الشياح بنتيجة (71 ـــ 69)، قبل أن يعود ويفوز على أرضه في المنارة (20 ـــ 0) بعد انسحاب الضيوف. الرياضي نجح في المرتين بقلب النتيجة بعد أن كان متأخراً طوال فترات اللقاءين، وتُلعب المباراة الثالثة في السلسلة اليوم الساعة 21:40 على ملعب الشياح. ويحرز اللقب من يفوز في أربع من أصل سبع مباريات
شغب جماهيري كبير شهدته المباراة الثانية من سلسلة نهائي بطولة لبنان لكرة السلة مساء أول من أمس الأربعاء. جمهور الرياضي أوقف المباراة في مناسبتين، الأولى قبل انتهاء الربع الثالث بحوالي دقيقة بعد إشكال بين المشجّعين أنفسهم والاعتداء على مساعد مدرب فريقهم، والثاني قبل نهاية اللقاء بـ51 ثانية فقط، بعد إطلاق «شماريخ» (نوع من الألعاب النارية) على المدرجات وهو الأمر الذي ملأ قاعة صائب سلام في المنارة بالدخان. توقفت المباراة للمرة الثانية في وقت كان الرياضي متقدماً بفارق 7 نقاط (77 ـــ 70)، وهو الأمر الذي دفع إدارة نادي بيروت لاتخاذ قرار الانسحاب بحجة عدم القدرة على استكمال اللعب في ظل هذه الأجواء.
وبعيداً عن الأحداث التي رافقت اللقاء الثاني، فإن هناك الكثير من الأمور الفنية التي يمكن التوقف عندها خاصة من ناحية فريق الرياضي. نادي المنارة بقيادة مدربه الشاب جورج جعجع نجح في خطة الدفاع والضغط العالي «Full-court press» التي يلجأ إليها في الدقائق الأخيرة من كل لقاء يكون متأخراً فيه، ليعود ويفوز بالمباراة. في المباراة الأولى التي لُعبت مساء الثلاثاء الفائت في الشياح بقي الرياضي متأخراً لثلاثة أرباع المباراة، إلا أنه عاد في الربع الأخير وقلب تأخر 22 نقطة، إلى فوز بفارق نقطتين. الأمر ذاته حصل في المباراة الثانية بعد تأخر وصل إلى 12 نقطة، عاد الرياضي من بعيد مستفيداً من أداء عال جداً لكريم زينون، ودقة في التسديدات الثلاثية من أمير سعود. يعتمد المدرب جعجع على سعود وزينون وعلي منصور إضافة إلى اللاعب البوسني علم الدين كيكانوفيتش، مع الاستعانة بالمخضرميَن إسماعيل أحمد وجان عبد النور في اللحظات الحساسة، وهو ما يعطي تشكيلة الرياضي عمقاً أكبر وقدرة على امتصاص ضغط الخصم مهما كان كبيراً. ولكن ما هو أكيد أن جعجع ومساعديه مطالبون بوضع استراتيجية جديدة للمباريات، لأن الرياضي لن يكون قادراً على قلب النتيجة في كل لقاء، وخاصة أنه يجاري الفريق المنافس أكثر من نصف المباراة وهو ما يصيب اللاعبين بالإرهاق.
نجح الرياضي في خطة الضغط العالي «Full-court press» التي يلجأ إليها في الدقائق الأخيرة
على المقلب الآخر ورغم أن تشكيلة مدرب نادي بيروت أحمد فران تُعد أهم على الورق، إلا أن نقطة الضعف الأساسية تتمثل بعدم التزام لاعب الارتكاز التونسي صالح الماجري بالواجبات المكلّف بها. الماجري ورغم أنه يمتلك تجربة كبيرة في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين NBA، إلا أنه يتحمل مسؤولية كبيرة في خسارة أول لقاءين من سلسلة النهائي، كونه اتخذ الكثير من التسديدات الثلاثية العشوائية خاصة في المباراة الثانية (8 تسديدات خاطئة)، إضافة إلى اعتراضاته المستمرة على التحكيم، ودخوله في نقاشات مع لاعبي الخصم ولاعبي فريقه، وهو ما يفقد الفريق تركيزه. فران يعتمد على نجمه وائل عرقجي بشكل أساسي، وخروج الأخير بالأخطاء الخمسة في المباراة الثانية ساعد الرياضي كثيراً على العودة بالمباراة وقلب النتيجة، كما أن الأداء العالي لسيرجيو الدرويش خاصة من ناحية الاختراق على السلة يُعد ورقة مهمة جداً لبيروت.
في مباراة اليوم سيكون المدرب أحمد فران تحت ضغط أكبر، لأن خسارة ثانية على أرضه تعني أن الرياضي متجه بنسبة 80% لتحقيق لقب البطولة، وبالتالي فإن الخطأ ممنوع. الأمر الأول الذي سيعمل عليه فران ومساعدوه هو العامل النفسي، خاصة عند صالح الماجري الذي في حال استعاد تركيزه فإنه سيكون ورقة الفوز بالنسبة إلى بيروت. وإضافة إلى الماجري فإن وائل عرقجي المصاب في ركبته سيعمل على تصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها في الربع الرابع من المباراة الثانية، عندما خسر الكرة أكثر من مرة أمام كريم زينون، ليهديه نقاطاً سهلة في وقت حساس جداً.
السلسلة النهائية في بطولة لبنان لا تزال تعد بالكثير من الأحداث والمفاجآت، ولا شيء انتهى حتى الآن كون كل فريق قادراً على تحقيق الفوز في أي لقاء، فالرياضي لن يقبل بأن يخسر لقبه بسهولة، وكذلك بيروت الذي صرف أموالاً طائلة من أجل الكأس الأغلى.
إصابة قاسية لهايك قيومجيان
تعرّض لاعب نادي بيروت ومنتخب لبنان لكرة السلة هايك قيومجيان لكسر في كوع اليد خلال المباراة الثانية من سلسلة النهائي أمام الرياضي في المنارة. ومن المتوقّع أن يغيب هايك لأكثر من شهرين عن الملاعب بسبب هذه الإصابة، وهو ما يُعدّ ضربة كبيرة لمدرب بيروت أحمد فران الذي كان يعتمد على هايك كثيراً، نظراً إلى تحسن مستواه خلال الفترة الأخيرة.
هذا ومن المتوقع أن يغيب هايك عن مباريات منتخب لبنان، خاصة أمام كل من الأردن والسعودية توالياً (في 1و4 تموز المقبل)، وذلك ضمن منافسات الدور الثالث من دوري المجموعات المؤهل إلى نهائيات كأسَي آسيا والعالم.