مجلة وفاء wafaamagazine
انتهت قضية قائد دفاع منتخب لبنان وفريق النجمة قاسم الزين، وقرّر اللاعب توقيع عقد جديد مع ناديه وعدم الانتقال إلى نادي العهد متراجعاً عن العقد الذي وقّعه معه، حيث تغلّبت العاطفة على العقل عند اللاعب وقرّر البقاء لخمس سنوات جديدة… طبعاً بعد موافقة نادي العهد
توالت «الهدايا» لجمهور النجمة، وكان آخرها ليل أول من أمس حين جدّد لاعب الفريق قاسم الزين عقده مع النادي لمدة خمس سنوات جديدة، حيث اجتمع برئيس النادي أسعد صقال ووقّعا معاً العقد الجديد وعليه بصمة اللاعب. وبعيداً عن مكان توقيع العقد، فإن الخطوة بحد ذاتها تُعتبر ممتازة للجمهور والفريق ورئيس النادي. فقاسم الزين ليس بلاعب عادي بل هو قائد بكل ما للكلمة من معنى. صحيح أن صقال أبرم عدة عقود خلال الفترة الأخيرة، منها تجديد للاعبين كعلي علاء الدين وحسن كوراني وحسين عواضة، ومنها تعاقد مع لاعبين جدد كحسن بيطار وحسن مهنا وغيرهما، لكنّ تجديد عقد الزين يُعتبر الخطوة الأهم. فالزين من أفضل اللاعبين في لبنان وله رمزيته على صعيد الفريق، كما أنه أحد قادة الفريق وبالتالي فإن انتقاله إلى نادٍ آخر يُعتبر ضربة معنوية كبيرة. ضربة لا يمكن للرئيس صقال وللجمهور تحمّلها بشكل عام، فكيف إذا كان انتقال اللاعب إلى العهد؟ فحينها تكون الضربة مزدوجة وألمها مضاعفاً.
ما قصة تجديد العقد وكيف حصل؟
قبل حوالى الشهرين بدأ همس يتصاعد عن احتمال رحيل قائد خط دفاع النجمة عن فريقه في ظل انتهاء فترة العقد الموقّع بينه وبين النادي والمثبّت لدى الاتحاد وهو ينتهي بتاريخ 30/6/2022. كلام كثير قيل عن أن اللاعب مرتبط بعقد مع النادي لسنتين إضافيتين، لكنّ هذا العقد لم يتم تثبيته في الاتحاد، وبقي كل ما يدور حوله في إطار الكلام.
في هذه الفترة كانت الأجواء في نادي النجمة غير مستقرّة، ففكّر الزين بالانتقال ودخل نادي العهد في مفاوضات معه انتهت بتوقيع عقد رسمي ووضع بصمة اللاعب عليه في أوائل شهر نيسان الماضي في منزل مدير النادي محمد شري. لم يتم الإعلان عن العقد أو تثبيته في الاتحاد منعاً لأي توتير للعلاقات بين اللاعب وناديه من جهة، وعدم إمكانية تثبيت عقده في الاتحاد حتى ينتهي عقده الحالي مع النجمة في 30 حزيران 2022.
مع مرور الأيام كثُر الحديث عن قضية اللاعب ووصلت أخبار إل «النجمة» بأن اللاعب سينتقل إلى العهد مع إمكانية أن يكون قد وقّع عقداً مع النادي الغريم. تصاعد التوتر لدى النجماويين وبدأت عمليات الضغط بكلّ الوسائل لدفع اللاعب للبقاء مع الفريق. خلال هذه الفترة طرأ تغيّر على عمل رئيس النادي أسعد صقال في ما يتعلق بالتعاقدات وتجديد العقود. تغيّرٌ فاجأ كثيرين حيث إن صقال كان ليّناً في مفاوضاته مع اللاعبين الذين يرغب بضمّهم أو بتجديد عقدهم. إلى درجة أنه كان يوافق على طلبات اللاعبين الذين هم أنفسهم كانوا سيقبلون بأقل مما حصلوا عليه. وقّع صقال عدة عقود بعشرات آلاف الدولارات وتعاقد مع لاعبين عديدين. صحيح أن تواريخ بدء تسديد الالتزامات المادية تبدأ مطلع تموز المقبل، لكن في النهاية سيأتي استحقاقها وسيكون على صقال تسديدها.
تغلّبت عاطفة الزين على صوت عقله وقرّر البقاء في النجمة
هذه الأجواء أراحت الزين وجعلته يعيد النظر بعض الشيء في مغادرته لنادي النجمة، وترافق ذلك مع ضغوط كبيرة من مقربين إليه للبقاء مع الفريق. نقطة التحوّل كانت يوم السبت الماضي حين أحرز النجمة لقب كأس لبنان بفوزه على الأنصار (2-1). هنا حسم اللاعب أمره وقرّر البقاء مع النجمة، خصوصاً أن رئيس النادي أسعد صقال عرض عليه عقداً لا تقل قيمته عن قيمة عقده مع العهد وبفارق سنتين إضافيتين (عقده مع العهد لثلاث سنوات بناءً على طلب اللاعب) وقدّمه له يوم أول من أمس بشكل رسمي، حيث إن تاريخ وضع العقد هو في 13/6/2022. أضف إلى ذلك أن عاطفته تجاه النادي وجمهوره غلبت على صوت عقله الذي كان مع الانتقال إلى العهد نتيجة الاستقرار الموجود فيه.
لكن كان هناك معضلة رئيسية في البقاء مع النجمة وتوقيع عقد جديد مع النادي وهي: العقد الموقّع مع العهد وعليه بصمة إبهام اللاعب. هذا الأمر يتطلب موافقة نادي العهد والسماح للاعب بتجديد عقده مع ناديه، وإلا سيكون عرضة للإيقاف في حال ادّعى العهد على اللاعب وأبرز العقد الموقّع من قبله، ما سيؤدي إلى إيقاف اللاعب كما ينص القانون، الذي يجرّم اللاعب فقط وليس النادي الجديد، كون النظام ينص على إمكانية التوقيع مع أيّ لاعب خلال الأشهر الستة الأخيرة من عقده، بعد التأكّد من الاتحاد اللبناني حول تاريخ انتهاء العقد الحالي، وهو ما حصل.
الزين اتصل بالمسؤولين في نادي العهد متمنياً عليهم إلغاء العقد الموقّع بينهما والسماح له بالبقاء في النجمة وتجديد العقد معهم.
هنا العهداويون كانوا أمام خيارين: الأول يقول برفض طلب اللاعب وإلزامه بالانتقال إلى العهد وإلا سيتم رفع دعوى عليه، والحل الثاني السماح له بالتراجع عن العقد الذي وقّعه وتمزيقه.
المسؤولون في العهد اختاروا الخيار الثاني، مغلّبين مصلحة اللاعب ورغبته، انطلاقاً من أن التعاقد معه كان من باب المصالح المشتركة وليس بهدف ضرب نادي النجمة. فاللاعب يريد الانتقال والنادي يبحث عن مدافع. وكان بإمكان العهد عرقلة التجديد في حال أراد التصويب على النجمة، لكن في النهاية غلّب العهداويون مصلحة اللاعب وقرّروا السماح له.
وعليه، فقد أبلغ المسؤولون في العهد اللاعب بالموافقة على إلغاء العقد متمنين له التوفيق، وفي الوقت عينه ثمّن اللاعب تجاوب مسؤولي العهد، شاكراً لهم تفهّمهم وإيجابيتهم.
إذاً بقي قاسم الزين مع النجمة. أمرٌ لم يكن ليحصل لولا تحرّك جديّ من قبل رئيس نادي النجمة أسعد صقال وضوء أخضر من قبل رئيس نادي العهد تميم سليمان. أما كل ما عدا ذلك وخصوصاً حفلة الجنون التي حصلت على مواقع التواصل الاجتماعي لفترة بعد توقيع العقد، فذلك لا يُمكن فهمه إلا من باب الجهل بحقيقة الأمور.