مجلة وفاء wafaamagazine
إنّ أوجاع الظهر تُصيب ما يصل إلى 90 في المئة من الأشخاص في مرحلة ما مِن حياتهم. ولا شكّ في أنّ تغيير الوضعية قد يساعد على الوقاية من هذه المشكلة، غير أنّ وضع خطّة غذائية معيّنة قد يساهم بدوره في تخفيف الآلام بشكلٍ ملحوظ.
إذا أردتَ تحسين صحّة مفاصلك وعضلاتك بشكلٍ عام، والحفاظ على معدل وزن صحّي، وخفض الالتهاب، وتخفيف أوجاع الظهر ومنعها من العودة، فلا غِنى عن التقيّد بنظامٍ غذائي صحّي.
يُنصح ببدء تعديل الغذاء من خلال استهلاك المزيد من المأكولات غير المصنّعة، والمحارِبة للشيخوخة، والمضادة للالتهاب للمساعدة على تخفيف أوجاع الظهر. ولقد تبيّن أنّ الأطعمة الغنيّة بالألياف، مثل الحبوب الكاملة والبقوليات والخضار والفاكهة، تساهم في خفض أعراض الإمساك، والذي تبيّن أنه يجعل ألم الظهر أسوأ.
كذلك فإنّ شرب الكثير من المياه، أي ما لا يقلّ عن 8 أكواب في اليوم، قد يساعد على التصدّي لأوجاع الظهر. بالإضافة إلى الحرص على استهلاك أكبر قدر ممكن من الخضار الورقية الخضراء والأفوكا، لغناها بالبوتاسيوم الذي يخفض التورّم، كما أنه إلكتروليت مهمّ لوظيفة العضلات والأعصاب.
من جهة أخرى، أشار الخبراء أخيراً إلى وجود 3 أنواع من المأكولات يمكن أن تؤدي إلى حدوث التهاب في أسفل الظهر، ما يسبب الآلام، وبالتالي فإنّ التخلّي عنها أو خفض كميتها قد يساعد على إدارة الحالة.
وفي ما يلي أبرز ما كشفه موقع «إكسبريس» عن هذا الموضوع:
الغلوتين
سلّطت نتائج دراسة نُشرت في مجلة «Medical Hypotheses» عام 2020، الضوء على أضرار الغلوتين على الظهر. وتوصّلت إلى أنّ حساسية الغلوتين مرتبطة بآلام أسفل الظهر المُزمنة، وأنّ النظام الغذائي الخالي من الغلوتين له آثار علاجية على هؤلاء المرضى.
وركّزت الدراسة بشكلٍ خاص على آلام أسفل الظهر المتعلّقة بالتهاب المفاصل الفقاري المرتبط بصحّة الأمعاء. إنه مجموعة من الأمراض التي يسببها التهاب في العمود الفقري والمفاصل، في الظهر والذراعين والساقين. ووفق النتائج، أدى الالتزام بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين إلى تحسين آلام أسفل الظهر بنسبة 80 في المئة.
السكّر
بطريقةٍ مُماثلة للغلوتين، يعمل السكّر أيضاً على تحفيز آلام الظهر وحدوث استجابة التهابية. كما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، ما يسبّب ألماً في مفاصل الظهر.
وقالت الباحثة في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، ميشيل زيف: «لا شكّ في أنّ الأطعمة والمشروبات التي نأكلها تؤثر في صحّتنا ورفاهيتنا، وهذا ينطبق أيضاً على العلاقة بين ما تأكله وتشربه وبين الالتهاب والألم».
الدهون
في بعض الأحيان، تتسبّب الأطعمة الدهنية في حدوث التهاب في المرارة، وهي عضو صغير يقع أسفل الكبد، يقوم بإفراز العصارة الصفراوية التي تساعد الجسم على تكسير الدهون وهضمها. وعندما تواجه المرارة فائضاً من الدهون، فإنها تتعرّض للهجوم ما يؤدي إلى التهابها.
وعادةً ما يتركز هذا الألم في الجزء العُلوي من البطن، ولكن يمكن أن ينتقل إلى الظهر.
إنّ أي وزن زائد ناتج عن اتّباع نظام غذائي عالي الدهون يمكن أن يضع ضغطاً إضافياً على العمود الفقري والمفاصل، وهذا يخلق تقوّساً دائماً وخشونة في الظهر، ما يسبب الألم».