مجلة وفاء wafaamagazine
افتُتِح سوق الانتقالات الصيفي قبل أسابيع وبدأ سعي الأندية لتدعيم صفوفها استعداداً لاستحقاقات الموسم الجديد. ما هو لافت، تهافت أندية النخبة في أوروبا للتوقيع مع مهاجمين، بحيث يكثر الطلب على مركز رأس الحربة تحديداً مقارنةً بالمراكز الأخرى
كان مانشستر سيتي الإنكليزي السباق إلى ضم مهاجم من الطراز العالي خلال سوق الانتقالات الصيفي، بعد أن استقدم النرويجي إرلينغ هالاند من بوروسيا دورتموند الألماني. بعدها، أبرم ليفربول صفقةً قياسية بالتوقيع مع الأورغواياني داروين نونيز معوضاً انتقال السينغالي ساديو ماني إلى بايرن ميونيخ الألماني.
أدرك السيتي كثرة الطلب على هالاند، فتحرك سريعاً واقتنص المهاجم الحاسم أمام المرمى. على خلفية ذلك، وجد المدرب الإسباني بيب غوارديولا نفسه مطالباً بالاستغناء عن بعض الأسماء ضمن تشكيلته في ظل زحمة اللاعبين في الخط الأمامي. لا يزال رحيم سترلينغ يملك عاماً واحداً في عقده، وبحسب الشائع في الوسط الرياضي، يسعى تشيلسي جاهداً للتوقيع مع الدولي الإنكليزي صاحب الـ27 عاماً. يتصف ستيرلينغ بالمرونة الهجومية حيث بإمكانه اللعب ضمن أكثر من مركز، وهو ما جعله محط اهتمام المدرب توماس توخيل في ظل اقتراب رحيل مهاجم فريقه، البلجيكي روميلو لوكاكو. الأخير عاد إلى لندن مقابل 97.5 مليون جنيه استرليني الموسم الماضي، ولكنه عانى الأمرين رفقة تشيلسي وخسر ثقة مدربه وزملائه إثر أدائه «الهزيل» وتعليقاته المثيرة للجدل، ما جعله قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى إنتر ميلانو على شكل إعارة.
بعيداً من ستيرلينغ، يبدو أن مانشستر سيتي سوف يخسر خدمات مهاجمه البرازيلي غابرييل خيسوس أيضاً، بخاصة بعد مجيء جوليان ألفاريز، ويحظى خيسوس باهتمامٍ كبير من مدرب آرسنال، مايكيل أرتيتا، الذي يعتبره بمثابة البديل المثالي للمغادر ألكسندر لاكازيت.
الطلب الهجومي الكبير لا يقتصر على الدوري الإنكليزي فحسب. في إسبانيا، يسعى برشلونة جاهداً لتدعيم خطه الأمامي، إلّا أن أزمته المالية تقف عائقاً أمام ذلك. يرغب المدرب تشافي هيرنانديز في استقدام البولندي روبرت ليفندوفسكي من بايرن ميونيخ، لكن على «البلاوغرانا» أولاً بيع بعض اللاعبين بهدف الامتثال إلى قوانين اللعب المالي النظيف.
صيف المهاجمين لم ينته بعد. يبدو أن نونيز وهالاند فتحا الباب على مصراعيه أمام «نافذة انتقالات» مليئة بالمهاجمين الذين يتنقّلون بين أكبر الأندية في أوروبا، بانتظار رؤية مدى نجاح أي من هذه التحركات بدءاً من الموسم المقبل.
تغيّر هيكلي في الأكاديميات
أدى تطور كرة القدم إلى انخفاض عدد المهاجمين «التقليديين» الصاعدين من الأكاديميات، ما زاد تباعاً من قيمتهم السوقية. هناك عدد قليل جداً من المهاجمين البارزين في كرة القدم، وهم يتضاءلون سنوياً. يعكس ذلك ربما ارتفاع قيمة نونيز إلى 85 مليون جنيه استرليني بعد موسمٍ واحد فقط من التسجيل في البرتغال.
صفقات المهاجمين هي الأصعب بالنسبة للأندية، نظراً لما يتطلبه المركز من خصائص محددة إضافةً لتقييم نجاح الصفقة «عادةً» بمعدل الأهداف. ما هو لافت، تغير خصائص المهاجمين في الأكاديميات على خلفية متطلبات الكرة الحديثة، التي تتمحور حول الاستحواذ في الوسط.
أدى تطور كرة القدم إلى انخفاض عدد المهاجمين التقليديين
في هذا الصدد، اشتكى أحد مدربي الدوري الإنكليزي في الموسم الماضي من أن المهاجم الشاب الذي كان معجباً به «ليس لديه أي قدرة رأسية على الإطلاق لأنه لم يكن مضطراً للقيام بذلك على مستوى الشباب»، بحسب صحيفة «The independent». وفي تصريحٍ نقلته الصحيفة نفسها عن المدير التنفيذي وكشاف كرة القدم، دييغو هويرتا، أصبحت أميركا الجنوبية أيضاً تفتقر للمهاجمين بعد أن كانت الممول الأساسي للفرق الأوروبية. وأوضح هويرتا: «من المحتمل أن يكون لدينا فقط لاوتارو مارتينيز في كأس العالم يمتلك خصال المهاجم الحقيقي. نوع التعليم الذي يتلقاه اللاعبون الآن ممتاز من حيث منهجية التدريب، لكنه يفتقر إلى عنصر كرة القدم المعتمد في الشوارع». تصريحٌ ينسجم مع كلام مدرب أرسنال الأسبق آرسين فينغر منذ قرابة العقد، عندما أعرب عن اعتقاده بأن أميركا الجنوبية فقط هي المكان الذي لا يزال فيه المهاجمون الصغار يتعلمون «القتال» مع المدافعين، وهي خصلةٌ تندثر الآن.
من المحتمل أن تؤثر موجة المهاجمين خلال الصيف الحالي على نشاط الأكاديميات في المستقبل. ما هو أكيد حالياً، الجودة العامة آخذة في الانخفاض، والسعر يحلّق.
مانيه في ميونيخ
وصل النجم السينغالي ساديو مانيه عصر أمس على متن طائرة خاصة إلى ميونيخ لإجراء الفحص الطبي الروتيني قبل توقيع عقد انتقاله من ليفربول الإنكليزي إلى العملاق البافاري بايرن ميونيخ. ومن المتوقع أن يكلف انتقال مانيه من ليفربول قرابة 41 مليون يورو (43 مليون دولار) في عقد مدته ثلاثة أعوام، على أن يتم تقديمه رسمياً اليوم الأربعاء في مؤتمر صحافي.
وسيكون مانيه الصفقة الثالثة لبطل ألمانيا هذا الصيف بعد لاعب الوسط الهولندي راين خرافنبرخ والظهير الأيمن المغربي نصير مزراوي، وكلاهما من أياكس أمستردام الهولندي.