مجلة وفاء wafaamagazine
افتتح “مركز التآخي الطبي” أقساما جديدة في مركز الدكتور علي جهجاه الجمال في بعلبك، برعاية السيد علي فضل الله، وحضور رئيس دائرة أمن عام البقاع الإقليمية الثانية المقدم غياث زعيتر، مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي، مدير عام مراكز التآخي حسين حسون، وفاعليات طبية واجتماعية.
واشارت بتول الجمال إلى أنه “تم تشييد هذا الصرح الطبي وافتتاحه العام الماضي بمبادرة من عائلة المرحوم الدكتور علي جهجاه الجمال، وكما بدأنا عملنا تحت شعار خدمة الناس قمة العبادة، سنكمل اليوم هذه الخدمات من خلال استحداث أقسام جديدة بتبرع من عائلة الراحل، وفاء منها لروح سماحة العلامة المرجع آية الله السيد محمد حسين فضل الله، وسنبقى نعمل من أجل الإنسان وخدمته التي هي أفضل العبادة”.
فضل الله
واعتبر السيد فضل الله أن “هذا اللقاء يحمل في مضمونه العديد من المعاني التي لا بد من الإشارة إليها، المعنى الأول هو أنه لقاء يتم من الموقع الذي أحبه السيد في ذكراه، ونحن في هذه الأيام نعيش الذكرى 12 لوفاته، فالسيد رضوان الله عليه كان حريصا في كل حياته على خدمة الإنسان والمجتمع، وكان من المبادرين إلى ذلك منذ أن انطلق في عمله في لبنان، وكان يرى أن الدين الذي انتمى إليه وعاشه والتزم به قيمته أن تكون إنسانيتك في إنسانية الآخر. أن تكون مسلما لا بد أن تعيش الحس الإنساني تجاه الآخر وان تفكر بحاجات ومعاناة الناس وبالظروف الصعبة التي يمر بها الناس، لأن الإسلام يعني بالنسبة اليك أن تتخلق بأخلاق ربك الذي نوره دائما تشرق علينا وتعطينا دون حساب، ومطره دائما ينزل علينا، والأرض التي أعطانا إياها وهيأها لنا دائما تعطي زرعا في أي مكان فيه قابلية للزرع، ينابيعه وجداوله تأتي دائما بالخير للناس. وأن تسلم لله سبحانه وتعالى يعني أنك تخضع لإرادته في ما أراد، وهو اراد الخير وأن نتخلق بالخير الذي بنى الحياة على أساسه”.
وتابع: “ندخل من باب الخير إلى إيماننا، وندخل إلى هذه الذكرى من هذا الباب الذي أحبه السيد وعمل له طوال حياته وانطلق في كل حياته لأجله دائما، فهذا المركز وما وصل إليه هو نتيجة عطاء من قبل من كان على اسمه الدكتور علي جهجاه الجمال، والذي وفت له عائلته عندما قدمت هذه المساهمة في جعل هذا المركز كما في بنائه متكاملا في أداء دوره، وهي كما وعدت ونحن معهم في ذلك، سوف تتابع هذه المسيرة في كل ما يمكن القيام به، سواء على المستوى الصحي أو في مجالات أخرى. شكرا لهذه العائلة التي عرفت كيف تكرم من كان يرعاها ويتولى أمرها، فكرمته في المجال الذي يحبه الله”.
ورأى أن “هذا المركز في هذه المنطقة التي أحبها السيد، والتي مع الأسف لم تأخذ حقها كما ينبغي. هذه المنطقة قدمت الكثير لهذا الوطن ولا تزال تقدم، يكفي أن في هذه المنطقة أولئك الذين يخدمون هذا الوطن من القوى الأمنية والجيش أو من الذين عملوا على حفظ هذا الوطن وقوته في المقاومة، وهي خزان دائم ومستمر لكل هؤلاء الذين يسعون من أجل أن يكون وطننا عزيزا حرا، وهذه المنطقة معروفة بالحمية، بالاباء، بالشموخ الانساني وبالحيوية، للأسف هناك من يسعى لتشويه صورتها من خلال إعطاء صورة عن أناس قلة ولا يمثلون المنطقة، والذين هم مشكلة للمنطقة كما هم مشكلة للمناطق الأخرى، ولكن هذه الصورة لا تعبر عن واقع هذه المنطقة التي تستحق الكثير، والسيد كان حريصا عليها في مؤسساته التي بنيت في الهرمل ورياق وبعلبك، وأيضا من خلال مؤسسة الخدمات الاجتماعية التي هي في خدمة كل إنسان محتاج”.
وأشار الى أن “قيمة هذه الأعمال أنها تتم في ظل الظروف الصعبة التي نعاني منها، كثيرون قد يتوقفون عن هذه الاعمال نتيجة الظروف الصعبة، ولكن هناك من الناس من يفكر أنه علينا ان نتحمل تبعات العمل الانساني والصحي والاجتماعي”.
وأكد “الحرص على أن يستقبل هذا المركز كل الناس، وألا يخرج إنسان منه يحتاج إلى العلاج، إلا ويحصل على حاجته، فلا يجوز ألا يحصل على الرعاية الصحية أي إنسان لأنه لا يملك مالا، ونحن مسؤوليتنا أن نكون مع الناس وإلى جانبهم في الوقت الصعب وعندما يحتاجون إلينا”.
وقال: “نحن في مرحلة صعبة، لكن هذه المرحلة رغم كل ظروفها سوف نتجاوزها عندما نتعاون جميعا. وهذا الوطن لا يبنى إلا من خلال هذا التعاون، كما ان هذه المنطقة لا يمكن أن تتجاوز مشاكلها ومصاعبها وما يحصل فيها إلا عندما نتعاون على كل المستويات، على مستوى الطوائف والمذاهب والمواقع السياسية، وعلى مستوى العشائر والعائلات، وأن نتعاون على مستوى الأفراد بأن يقوي ويسدد بعضنا بعضا”.
وختم فضل الله: “مع الأسف لا نستطيع أن نضمن اننا سوف ننتهي من هذه المعاناة بفترة قصيرة، ما نُبشر به على لسان اولئك الذين يفترض بهم ان يخففوا من آلام الناس ويسارعون إلى العمل، إن المعاناة طويلة وعليكم ان تتحملوا، والمرحلة تحتاج إلى الصبر، ونحن تعلمنا الصبر في الحياة، ولكن هذا الصبر له حدود، وعلى الذين يتولون الواقع السياسي أن يعرفوا أن الأمور قد تصل إلى مرحلة قد لا يستطيع الناس تحمل هذا الصبر، وعلى المسؤولين ان يفكروا جديا بكيفية إخراج البلد من ازماته، وهم قادرون عندما يخرجون من حساباتهم الخاصة وانانياتهم وعصبياتهم، ويخرجون من إدارة الظهر لآلام ومعاناة الناس، فرغم مضي هذا الوقت على الانتخابات النيابية التي اعتقدنا انها ستفتح الأبواب، لم نحصل على حكومة في الوقت الذي بلدنا ينهار ويزداد انهيارا، ويكفي ان نشاهد طوابير الذل للحصول على لقمة خبز او على الطحين لصنع الخبز، وقبل ذلك طوابير الذل على المحروقات وغيرها. نحن قررنا ان “نقلع” اشواكنا بأظافرنا، بان نخفف على الأقل من خلال المبادرات الطيبة رغم الإمكانيات الضئيلة، وبان نتعاون ونساعد بعضنا بعضا، وسنتابع العمل لنبني ونعطي ونخدم أكثر في سبيل الله”.