مجلة وفاء wafaamagazine
نقطتان فقط وقفتا بين منتخب لبنان لكرة السلة وحُلم التتويج ببطولة آسيا الثلاثين للمرة الأولى في تاريخه، بعد الوصول إلى المباراة النهائية للمرة الرابعة في السنوات العشرين الأخيرة (2001 ـ 2005 ـ 2007). لبنان خسر النهائي أمام العملاق الأسترالي بصعوبة كبيرة، بنتيجة (75 ـ 73)، ولكنه أكد أنه بطلٌ غير متوج نتيجة الأداء الكبير الذي قدمه على مدى 10 أيام من المباريات. تمكن لبنان من إقصاء «التنين الصيني» من ربع النهائي الآسيوي، إضافة إلى تحقيق الفوز على نيوزيلندا ثالثة البطولة، خلال مواجهتهما في الدور الأول، كما تجاوز الأردن في المربع الذهبي الذي وصل إليه «منتخب الأرز» للمرة الأولى منذ العام 2009. والأهم أن لبنان لم يخسر سوى المباراة النهائية بعد 5 انتصارات متتالية
أداء قارب المثالية قدمه منتخب لبنان لكرة السلة خلال بطولة آسيا التي استضافتها إندونيسيا، ليفوز في النهاية بالوصافة خلف العملاق الأسترالي ويؤكد أنه رقمٌ صعب في القارتين الآسيويّة والأوقيانيّة. دخل لبنان إلى المباراة النهائيّة لمواجهة «الكانغورو» الأسترالي حامل اللقب عام 2017 في بيروت والمصنف ثالثاً على العالم، وهو مدرك أن جميع الترشيحات تصب في مصلحة الأخير، إلا أن العزيمة اللبنانيّة كانت حاضرة على اعتبار أن النهائيات تُكسب ولا تُلعب، وأن لا مستحيل في اللعبة.
قدم المنتخب اللبناني كل شيء على أرض الملعب يوم أمس، ولكن الإرهاق كان بادياً على بعض لاعبيه الذين لم يكن قد مضى سوى 24 ساعة على مشاركتهم في نصف النهائي. انطلاقة لبنان البطيئة أفقدته التركيز ليتقدم المنتخب الأسترالي في جميع فترات اللقاء، والاستفاقة اللبنانية في الدقائق الأخيرة لم تكن كافية، رغم أنها أعطت الأمل للاعبين، ولملايين المشاهدين حول العالم خاصة بعد ثلاثية وائل عرقجي قبل ثوان من النهاية. (سجل لبنان 30 نقطة في الربع الأخير مقابل 18 لأستراليا).
في هذه البطولة أكد المنتخب اللبناني أن مقارعة كبار المنتخبات القاريّة والعالمية بات ممكناً. تشكيلة شابة يبلغ متوسط أعمارها 26 عاماً واجهت منتخبات في مقدم التصنيف العالمي مقدمة أداء كبيراً. لم يتأثر المنتخب بالظروف الصعبة التي مرّت ولا تزال تمر بها البلاد، والتي أدت إلى لعب فترات طويلة من الدوري المحلي من دون لاعبين أجانب، وهو ما يُضعف من المنافسة نسبيّاً. قدّم اللاعبون اللبنانيون أداء مميزاً، مؤكدين أن اللاعب الأجنبي لا يملك الأفضلية على المحلي، وأن اللعب بروح المجموعة هو الأهم. هذه النقطة طبقها المدرب الشاب جاد الحاج (33 عاماً) مع المنتخب، فخلق توليفة من اللاعبين الذين يتمتعون بالسرعة والذكاء على رأسهم وائل عرقجي وسيرجيو الدرويش وهايك غيوقشيان وعلي منصور وصاحب الـ18 عاماً يوسف خياط… نجح عبرها في تطبيق الـsmall ball، أي لعب الكرات القصيرة والسريعة والارتداد سريعاً للدفاع من دون الاعتماد على الطريقة التقليدية بوجود لاعبين طوال القامة طول الوقت على أرض الملعب. وفي المباراة النهائية ظهر واضحاً أهمية الدور الذي يلعبه القائد علي حيدر مع المنتخب، إذ قدم لاعب الخبرة الذي غاب عن المباريات الأولى من البطولة بسبب إصابته بفيروس كورونا أداء رائعاً بمواجهة أسترالياً، فسجل 23 نقطة مع 9 ريباوند (متابعات)، وكان له فضلٌ كبير بالتفوق على الأردن في نصف النهائي.
المستقبل لخيّاط
ومن النقاط المهمة جداً للبنان في بطولة آسيا هو المستوى الكبير للواعد يوسف خياط في جميع المباريات التي شارك فيها، مؤكداً أنه سيكون نجم المنتخب الأول في السنوات المقبلة، بخاصة أنه يكتسب الخبرة الكبيرة نتيجة مشاركته مع نادي ليموج الفرنسي سابقاً، والتحاقه أخيراً بفريق جامعة ميشيغان الأميركية. خياط سيكون عماد المنتخب قريباً، والأكيد أن مشاركته في مباريات كبيرة آسيوياً وفي تصفيات كأس العالم سيعطيه الخبرة اللازمة للمستقبل. وبحسب العديد من المراقبين فإن «يويو» وهو في عمر الـ18 يعتبر واحداً من أبرز لاعبي الدفاع في قارة آسيا، وهذا هو الأسلوب الذي يعتمده لبنان في جميع مبارياته الأخيرة لتحقيق نتائج إيجابية. والجدير ذكره أن لاعبين شباباً من منتخب تحت الـ17 عاماً والذين شاركوا أخيراً في بطولة العالم، سيحجزون مكاناً في المنتخب الأول خلال فترة قصيرة، وهو ما يضع دماء جديدة، ويؤكد أن مستقبل كرة السلة اللبنانية سيكون بخير، بخاصة على مستوى المشاركة في بطولة العالم، والفوز في بطولة آسيا.
تفوق لبنان على الصين ونيوزيلندا والأردن في طريقه إلى النهائي القاري
نجح لبنان في البطولة القارية بكل المقاييس، وهو سيعود الآن إلى خوض مباريات «النافذة الرابعة» من تصفيات كأس العالم نهاية آب المقبل. وبات «منتخب الأرز» قاب قوسين من التأهل إلى المونديال السلوي المقرر عام 2023 بعدما خطف صدارة المجموعة الثالثة في التصفيات الآسيوية بفوزه على الأردن (89-70) في الأول من تموز الحالي في بيروت، وهو سيواجه الفيليبين والهند وبعدهما نيوزيلندا، وهي منتخبات تفوق عليها في بطولة آسيا. ويحتاج لبنان إلى الفوز بمباراتين من أصل 6 للوصول إلى المونديال السلوي وهو أمر بات بالمتناول.
عرقجي أفضل لاعب
فاز نجم منتخب لبنان وائل عرقجي بجائزة اللاعب الأفضل في البطولة القارية بعد المستوى الكبير الذي قدمه، وقيادته لبنان إلى المباراة النهائية. كما تم اختيار عرقجي ضمن التشكيلة الأفضل في كأس آسيا (أفضل خمسة لاعبين). وسجل عرقجي 20 نقطة في سلة الفيليبين و25 في سلة نيوزيلندا، إضافة إلى 32 في سلة الصين و25 في سلة الأردن. وفي المباراة النهائية كان نصيب النجم اللبناني 28 نقطة، ليكون بذلك أفضل مسجل في البطولة. ويُحسب لعرقجي نقاطه الحاسمة خاصة في سلة الصين في ربع النهائي والأردن في نصف النهائي، وهي نقاط قادت لبنان إلى النهائي.
الأردن رابعاً
في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع حقق منتخب نيوزيلندا فوزاً صعباً على المنتخب الأردني بنتيجة (83-75) ليظفر بالميدالية البرونزية. قدم منتخب «النشامة» أداء مميزاً طيلة فترات المباراة، إلا أن اللياقة البدنية خانت لاعبيه في النهاية، بخاصة أنهم خاضوا اللقاء بغياب لاعب الارتكاز المميّز أحمد الدويري واللاعب المجنس دار تاكر بداعي الإصابة التي تعرض لها خلال مباراة لبنان في نصف النهائي يوم السبت. يذكر أن المنتخب الأردني وصل إلى نصف النهائي بعد تجاوزه المنتخب الإيراني القوي في ربع النهائي.