مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الأنباء”:
حركة مكوكية قامت بها المختارة في اليومين الماضيين، خارقة الجمود السياسي القائم، فبعد أن استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وفد حزب الله في كليمنصو، زار رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط الديمان للقاء البطريرك مار بشارة الراعي، برفقة النائبين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور، فيما تحرّك الوزير السابق غازي العريضي إلى جهة عين التينة، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.
لقاءات ضرورية يعمل عليها جنبلاط، هدفها تأمين التوافق النسبي والالتقاء بين الجميع قبل الاستحقاق الكبير، انتخابات رئاسة الجمهورية، لتفادي الصدامات عندما يحين الموعد، وتفادي الوقوع في الفراغ. لقاء الراعي كان هدفه الأول تكريس العلاقة بين بكركي والمختارة، باعتبارها الركن الأساس للمصالحة وللخط الاستراتيجي الذي يعتمده جنبلاط، ولإيصال رسائل مفادها “الاختلاف لا يفسد في الود قضية”، بعد التباين الذي حصل حول موقف الحياد، أما وبالنسبة لزيارة برّي، فكان هدفها وضع الأخير في أجواء المختارة ولقاءاتها.
ولمن يريد الاصطياد بالماء العكر، وتصوير جنبلاط على أنّه المتقلّب في مواقفه، فلا بد من التذكير أن الحوار كان نهج جنبلاط منذ عقود، وليس الأمر جديداً عليه ليلتقي بخصومه، وكانت له جرأة اللقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون رغم الظروف المعاكسة، كما أن موقع “الوسطي” في السياسة محفوظ لجنبلاط أيضاً، وهو الذي اعتاد على تدوير الزوايا وإطلاق المبادرات وتقريب وجهات النظر بين طرفي الصراع، برفقة برّي الذي يعقد اللقاءات نفسها مع كافة الأطراف للأهداف عينها.
النائب أكرم شهيب أشار إلى أن “اللقاء مع الراعي يأتي في سياق طبيعي، والتواصل مع مرجعية وطنية أساسية في لبنان أمر طبيعي، مع ضرورة التذكير بأن العلاقة بين المختارة وبكركي تاريخية، تُوجّت بمصالحة الجبل”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت إلى أن “التواصل قائم بشكل دائم مع بكركي، ومن حق النائب تيمور جنبلاط إجراء تقييم للمرحلة السياسية التي تمر فيها البلاد، كما أن الحوار سمة من سمات الحزب التقدمي الاشتراكي لإخراج البلد من العتمة والوصول إلى شاطئ الأمان، إنقاذاً لهذا الوطن الذي وصل إلى الوضع المهترى نتيجة سياسات هذا العهد”.
وفي سياق متّصل، يطرح الاستحقاق الرئاسي نفسه طبقاً أساسياً على الطاولة السياسية، فيما تجمّد البحث في تشكيل حكومة بشكل كامل وإلى أجل غير مسمّى، وقد يكون إلى ما بعد انتخاب رئيس جديد.
بدوره، اعتبر رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون في حديث مع جريدة “الانباء” الالكترونية أن “الشلل الذي نعيشه ينعكس على جميع الأصعدة، فالحكومة في وضع تصريف الاعمال وهي لا تقوى على شيء ولو تشكلت حكومة جديدة لما اختلف الأمر كثيراً لأنها ستشكل لمدة شهرين ولا يمكنها القيام بأي انجاز بظل دولة مفلسة لا أموال فيها ولا مساعدات خارجية”.
في موضوع الاستحقاق الرئاسي، كشف شمعون أن اجتماعاً واحداً حضره في معراب، ولفت إلى أنّه طرح اسم الرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كمرشح للرئاسة باعتباره رئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية، لكن انتخاب رئيس الجمهورية برأيه يتطلب توافقا ولبنان بلد التوافق.
أما في ملف ترسيم الحدود الذي يطرح نفسه إلى جانب الاستحقاق الرئاسي، فرأى أن “المسالة تتراوح بين مد وجزر، وكان مفترضاً على الجانب اللبناني التمسك بالخط ٢٩ لأنه كان معتمداً منذ اتفاقية الهدنة، لكن الواضح أن استلشاقاً حصل من جانب لبنان فقبل بالخط ٢٣ متعرجا”.
وختاماً، استبعد أن يتمكّن لبنان من استخراج النفط والغاز من مياهه الاقليمية قبل التوقيع على اتفاقية سلام مع اسرائيل.