مجلة وفاء wafaamagazine
من المعلوم أنّ أموراً معيّنة، مثل الرياضة والطقس الحار وارتفاع حرارة الجسم، تُحفّز التعرُّض للتعرُّق. لكن هل فكّرتم يوماً في أنّ الأكل قد يكون بدوره عامِلاً مُحفِّزاً؟
إذا لاحَظتم في الآونة الأخيرة أنكم تتعرّضون للتعرُّق بشكلٍ غير مسبوق، فربما عليكم الانتباه أيضاً إلى ما تضعونه في وجباتكم الغذائية اليومية.
وفي هذا السياق، عرضت اختصاصية التغذية أماندا سوسيدا، من كاليفورنيا، أسباب ربط بعض الأطعمة بتحفيز استجابة التعرُّق:
- الأطعمة الحارة
إنّ مُركّب الـ»Capsaicin» هو الذي يمنح الأطعمة الحارة مذاقها اللاذع ويجعلكم أيضاً تتعرّقون. يرجع السبب إلى أنّ الـ»Capsaicin» يرتبط بالمستقبلات العصبية، التي تنقل الإشارات إلى الدماغ وتُترجم على أنها حرارة. وفي المقابل، ينتج عن هذا الأمر استجابة تبريد في الجسم، أي التعرُّق. وكلما كان الطعام حاراً أكثر، ازدادت الرطوبة في الإبطين. - المشروبات والمأكولات الساخنة
إنّ تناول أو شرب أي مادة غذائية ساخنة قد يرفع الحرارة الداخلية، ما يدفع الجسم إلى تبريد نفسه من خلال التعرُّق. وإذا كانت حرارة الطقس تبلغ أساساً 32 درجة مئوية وأكثر، فمن المُحتمل أن يؤدي ذلك إلى إفراز نسبة أعلى من التعرُّق. - القهوة
تشتهر مادة الكافيين بقدرتها على زيادة الوعي، غير أنها ترفع أيضاً معدل ضغط الدم، وحرارة الجسم، وتدفق الدم إلى البشرة والأطراف، وكل هذه الطاقة المُستخدمة يمكن أن تتحوّل إلى قدر كبير من التعرُّق. وإذا كنتم تحبّون شرب القهوة ساخنة جداً، فإنّ هذه الحرارة المرتفعة تزيد أيضاً حرارة الجسم لتؤدي إلى تفاعل العرق. - الكحول
يمكن أن يكون التعرُّق أحد الآثار السلبية للإفراط في احتساء الكحول. عندما يستقلب الكبد هذا المشروب، تنبعث منه الحرارة، فتشعرون بالدفء في الداخل. وبحسب «American Addiction Centers»، إنّ هذا السيناريو يصبح أكثر تعقيداً عند شرب مجموعة أنواع من الكحول، بما أنّ الكبد يستطيع استقلاب مشروب واحد فقط في الساعة. - الحلويات
بالنسبة إلى بعض الأشخاص، وتحديداً مرضى السكّري، إنّ تناول حلويات كثيرة يمكن أن يُحفّز التعرُّق. وقد يرجع سبب ذلك إلى أنّ الحلويات تساهم في ارتفاع نسبة السكّر في الدم. واستناداً إلى «International Hyperhidrosis Society»، رُبطت بعض المشكلات الصحّية مثل السكّري بزيادة احتمال الإصابة بالتعرُّق المرتبط بالطعام. - الشوكولا
يحتوي الشوكولا، خصوصاً النوع الداكن، على مادة الكافيين التي تبيّن أنها تُحفّز استجابة التعرُّق. فضلاً عن أنه، وبحسب النوع الذي يتمّ اختياره، يمكن للشوكولا أن يتضمّن جرعة هائلة من السكّر، الذي بدوره يسبّب التعرُّق. - الموالح
تبيّن أنّ الأطعمة الغنيّة بالصوديوم قد تحوّل تدفق الدم وتؤدي إلى تَسارع دقات القلب. يعني ذلك أنه يجب على القلب الضخّ بقوّة أكبر من المُعتاد، خصوصاً في حال المبالغة في الملح. إنّ هذا الأمر يدفع الجسم إلى بذل طاقة إضافية، ما قد يسبب التعرُّق. كذلك هناك نظرية أخرى تقول إنّ المبالغة في الأطعمة المالحة قد تجعل الجسم يتخلّص من الملح الزائد عن طريق التعرُّق. - اللحوم
بما أنّ البروتينات الحيوانية تتطلّب طاقة أكبر لتُهضم مقارنةً بالمأكولات الأخرى، فقد يؤدي ذلك إلى التعرُّق. ولكن رغم ذلك، إنّ الشعور بهذا التأثير يحدث غالباً عند الإفراط في الكمية. لكنّ بعض الأشخاص، خصوصاً الذين يجدون صعوبة في هضم اللحوم مثل كبار السنّ أو الذين يأخذون مضادات الحموضة، هم أكثر عرضة لمُعاناة التعرُّق. - ما المطلوب؟
إذا لاحظتم أنّ أطعمة معيّنة تسبب لكم التعرُّق، لا تتردّدوا في حذفها من غذائكم. أمّا إذا عجزتم عن ذلك، فحاولوا تقليل حجم الحصّة. وإذا رُبط التعرُّق الغذائي بمشكلة صحّية كالسكّري، فإنّ إدارة معدل السكّر في الدم بطريقة جيّدة تُعدّ وسيلة فعّالة جداً. يبقى أخيراً الحرص على توفير ترطيبٍ جيّد من خلال شرب كميات كافية من المياه يومياً كفيلة بالحفاظ على برودة الجسم.